لا تنظر «وفاء عامر» الى الأحداث من نافذة ضيقة ولا تحاول أن تكون أسيرة نظرة واحدة .. اتخذت من الكتاب دليلا ومرشدا واعتمدت فى الفترة الأخيرة على الجلوس مع الكبار فى الأدب والسياسة.. أدركت أن المعرفة ترفع قيمة الإنسان وأن القراءة ترتقى بأفكاره واختياراته.. قدمت «الملكة» التى أحبت نفسها الى حد الهيام فى مسلسل «الملك فاروق».. والأم التى تصدر الحكمة فى فيلم «كف القمر» وزوجة الشهيد التى تنازلت عن سعادتها من أجل وطن يبحث عن طريق فى «شطرنج». قررت وفاء عامر أن تغيب عن رمضان هذا العام رغم تعدد وتنوع الأعمال المعروضة عليها، فهى تؤمن بأن الغياب أفضل من تقديم عمل ضعيف يخصم من رصيد الفنان، وتلوم على بعض الفنانين الذين هجروا مصر بحثا عن ذهب الإخوان فى قطروتركيا وتقول مثل كل المصريين «الوطن غالى .. نجوع ومستحيل نخون». فى حوارها مع الوفد كانت وفاء عامر شديدة الصراحة والجرأة.. انتقدت برامج التوك شو التى تهيج الرأى العام وطالبت بعودة وزارة الاعلام حتى تسترد مصر ريادتها ومكانتها فى العالم العربى من المحيط للخليج .. وإلى نص الحوار: بعد مشوار طويل من العمل والخبرة.. ما الدور الذى يشغل بال وفاء عامر؟ - الفنان الحقيقى لا يشبع ولا يعتزل، يظل حتى آخر لحظة فى عمرة متمسكا بالعمل ومشغولا بالبحث عن فكرة جيدة يتمنى تجسيدها وتوصيلها للناس، والحقيقة اننى معجبة جدا بشخصية عالمة الذرة المصرية سميرة موسى والتى تم اغتيالها فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وكانت نموذجا للمرأة المصرية الناجحة والمحبة لوطنها. وما العقبات التى تقف أمام مسلسل سميرة موسى؟ - هناك عقبات كثيرة اهمها ميزانية العمل.. عندما تقدم قصة حياة سميرة موسى فى مسلسل يجب أن يكون الإنتاج غنيا وسخيا حتى يظهر العمل بشكل مشرف ويعجب الجمهور والنقاد، وأتصور ان هذا المسلسل يحتاج الدولة، لا أعرف لماذا ترفع الدولة يدها عن الإنتاج الدرامى، يجب ان تعود الدولة للانتاج خاصة وان عددا كبيرا من المنتجين يمر بأزمة وأزمة السيولة باتت مرعبة. فى رأيك لماذا لا تحقق مسلسلات السيرة الذاتية نجاحا لافتا للنظر فى عالمنا العربى؟ - لا ننكر أن هناك مسلسلات سيرة ذاتية حققت نجاحا كبيرا مثل مسلسل «أم كلثوم» و«الملك فاروق» و«تحية كاريوكا» أذا أراد صناع المسلسل النجاح فيجب أن نقدم الابطال فى صورة إنسان طبيعى يخطئ ويصيب.. فقد فشلت أعمال كثيرة لأنها تقدم المشاهير وكأنهم ملائكة ضلوا الطريق الى طريق البشر وهذا خطأ جسيم وعظيم. لاحظ كثير من النقاد عدم حرصك على الظهور بشكل مكثف.. ما السبب؟ - ليس مهما حجم الظهور، المهم هو أن يكون ظهورك وحضورك مؤثرا ومكثفا، بمرور الوقت اكتسبت خبرة انتقاء الأدوار واشتغلت على نفسى جيدا وأعطيت القراءة اهتماما كبيرا لذا انعكس ذلك على مستوى شغلى وبات حضورى دائما مصحوبا بعمل مميز مثل «الليلة الكبيرة» والآن دورى فى مسلسل «شطرنج» الذى أجسد فيه دور زوجة تفقد زوجها اثناء مطاردة شرسة مع عصابة تتاجر فى المخدرات. بماذا تفسرين رفض الكنيسة عمل فيلم عن «البابا شنودة»؟ - فى الإسلام يوجد سلفية متشددة وفى المسيحية بعض المتشددين.. لا أعرف لماذا الاعتراض على عمل فيلم يحكى قصة البابا شنودة هذا الرجل العظيم لا يخص المسيحيين وحدهم فهو يخص العالم كله، فقد تعلمت من وطنيته الرائعة ومقالاته العظيمة فى الاهرام كان فيلسوفا يملك زمام الحكمة وحياته مليئة بالمواقف العظيمة وحياته لوحة للكفاح والنضال فقد نفى وحرم من الكلام وأشياء كثيرة.. بعيد عن الابداع نحن فى حاجة الى تقديم هذه النماذج المشرفة للجيل الجديد خاصة أن المجتمع فى هذه المرحلة يعانى من خلل «والصغير أصبح لا يحترم الكبير». فى رأيك كيف تصل النماذج المشرفة للجيل الجديد؟ - الأمر بسيط جدا وهو ان نطلق العنان للأفكار ونحرر الأفكار والإبداع من السجن.. لو فكرنا فى الدين وتأملنا كل تفاصيله سوف نكتشف انه عظيم جدا ويدعم الفضيلة.. الإرهابيون فقط هم الذين يغيرون منطق الأشياء ويستغلون الدين فى خدمة مصالحهم.. وأتصور أن دور المبدع هو تنوير العقول ورصد كل الإيجابيات والفضائل. هناك من يرى ان الدولة تتجاهل قيمة الفن بدليل عدم الاهتمام بعيد الفن؟ - إذا أهملت الدولة الفن وتركت المبدعين عرضة للإهانة فستكون هى الطرف الخاسر.. الفن هو القوة الناعمة التى تؤثر وتغير فى الناس، والفن الذى يحتوى على رسالة هو الذى يساهم فى تصحيح الأفكار وتوسيع المدارك، لذا أتمنى أن نعيش فى مناخ صحى يقدر ويحترم قيمة الإبداع. ما تعليقك على هجرة بعض الفنانين الى تركياوقطر والعمل فى قنوات للإخوان؟ - هؤلاء ودون ذكر أسماء من ضعاف النفوس.. ولكن الناس المحترمة والمحبة لهذا الوطن مستعدة أن تموت من الجوع لكن لا تخون أو تهجر مصر الغالية.. تأمل الوضع فى سوريا وليبيا وسوف تكتشف أن مصر بخير وأن ربنا سبحانه وتعالى يحفظها من كل المؤامرات. ما الشىء الذى يزعج وفاء عامر وتشعر بسببه بالخوف؟ - أخاف من التشدد واندهشت من الحكم على إسلام بحيرى بالحبس، الدين الاسلامى يدعونا للتفكير وإحكام العقل وعندما نفكر نعاقب بالحبس هذا أمر عجيب.. يا سادة لا تحكمنا السلفية الجهادية لدينا رئيس وطنى يحب مصر ويحاول توحيد الصف. فى رأيك ما الذى يحدث حالة الشوشرة الموجودة فى المجتمع؟ - الإعلام سبب الكارثة.. شىء عجيب نحن فى حالة حرب وبكل أسف لا توجد لدينا وزارة إعلام وشاشات الفضائيات فتحت أبوابها لكل من هب ودب وصنعت من جهلاء مذيعين, بكل أسف الجهلاء يساهمون فى إشعال الأزمات ولا يساهمون فى حل المشاكل. يجب أن تعلم أن غياب منصب وزير الإعلام كارثة ولو ظل الأمر على هذا النحو فسوف ينفرط العقد ويجب أن تدرك جيدا أن برامج «التوك شو» خلت الدنيا سودة. فى «شطرنج» تخليتِ عن البطولة المطلقة ما سبب ذلك؟ - أنا مؤمنة بفكرة العمل الجماعى، لو ركزت جيدا سوف تكتشف أن المسلسل يضم عددا كبيرا من النجوم والكل متميز فى موقعه.. والحقيقة أننى معجبة بدورى فى العمل، حيث أجسد دور زوجة شهيد شرطة وعندما أذهب الى أى مكان أتلقى الإشادة من الجمهور.. فاتنى القول إن اسمى على التتر موجود بحجم نجوميتى وقدر خبرتى. هل تتمنى أن يعمل نجلك «عمر» فى المجال الفنى ؟ - أنا مؤمنة بفكرة الحرية.. دورى كأم هو تأسيس ابنى وتربيته بشكل محترم وعليه بعد ذلك ان يختار ويحدد ملامح مشواره وأتمنى أن يختار شيئا يحبه وينجح فيه. ماذا تعلمت وفاء عامر من زوجها المنتج محمد فوزى؟ - تعلمت من زوجى احترام الفن والجمهور وتعلمت منه القراءة وعدم الالتفات للخلف. لماذا فضلت الغياب عن ماراثون رمضان القادم؟ - تلقيت عروضا كثيرة ولكنى فضلت الغياب لأنها لم تستفزنى.. خير لى أن يقول الجمهور لماذا غابت بدلا من ان يقول ماذا قدمت. سمعنا أنك اعتذرت عن دور مهم فى مسلسل «أفراح» القبة بسبب الأجر؟ - بالفعل اعتذرت عن دور مهم فى مسلسل «أفراح القبة»، حيث قمت بتخفيض أجرى من تلقاء نفسى وفوجئت بالشركة المنتجة تطلب منى التخفيض مرة أخرى فقررت الاعتذار.. ولكن لا أخفى عليك أنا أتمنى العمل مع المخرج محمد ياسين فهو مبدع ولديه رؤية خاصة ولكنى سعيدة لأنه يفكر فى جيدا ويرانى ممثلة موهوبة.. بالتأكيد سوف أعمل معه فى يوم من الأيام. وما مشروعك الفنى القادم؟ - سوف أشارك فى بطولة فيلم «العيد الكبير» للمنتج أحمد السبكى والمخرج سامح عبدالعزيز، وأتمنى أن يكون هذا الفيلم إضافة جديدة فى مشوارى الفنى.. كما أتمني أن تنهض صناعة السينما وتمتلئ دور العرض بأفلام متنوعة ومختلفة فى الطرح والأفكار وأسماء النجوم.. السينما تستطيع أن تغير الأفكار الخاطئة وتساهم فى بناء المجتمعات.