لكل فنان بصمة يتركها وراءه يتذكرها جمهوره بعد رحيله، فمثلما يوجد فنانون عرفوا بأدوارهم الكوميدية أو التراجيدية، هناك نجوم عُرفوا باتقانهم للأدوار التاريخية مثل الفنان محمد وفيق، الذي تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيله عن عالمنا. «محمد وفيق» من مواليد محافظة الإسكندرية عام 1947. تخرج في معهد الفنون المسرحية في 1967، تلك الدفعة التي ضمت عددا كبير من النجوم أمثال نور الشريف، وعبدالعزيز مخيون، ومجدي وهبة، تمكن وببراعة من تجسيد أدوار متعددة تاريخية كانت أو اجتماعية في أكثر من 150 عمًلا فنيًا، أكثرهم أعمال تلفزيونية. كانت بدايته الفنية مع المسرح خلال دراسته بالمعهد، حيث ذهب للعمل في مسرح التليفزيون كنوع من التدريب على الأداء الفني وزيادة دخله، وبدأ يتقن الفن في بداية السبعينات من خلال مشاركته في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية منها فيلم "لا شيء يهم" ، و"حب تحت المطر" وهو أيضًا الضابط "فؤاد الشربيني"، الذى عاد لتوه من أمريكا محملًا بأساليب أمنية جديدة، في فيلم "الهروب" مع المخرج عاطف الطيب، وبالرغم من قلة عدد الأفلام السينمائية التى قدمها إلا أنها تركت بصمة حتى الآن في عقل جمهوره. ولا ننسى دوره في مسلسل رأفت الهجان، والذي جسد فيه شخصية "عزيز الجبالي" على مدار أجزاء المسلسل الثلاثة، حيث تعتبر أشهر أدوار محمد وفيق على الإطلاق. وتعددت أعمال "وفيق" التاريخية في مسلسل "الكتابة على لحم يحترق" الذى قدم فيه شخصية "الظاهر بيبرس" ودوره في مسلسل "المرشدى عنتر"، فضًلا عن مشاركته في مسلسل "أحمد باشا الجزار" مقدم إلى تلفزيون قطر، وتجسيده شخصية "عمرو ابن الخطاب" في فيلم "الرسالة". كانت هذه الاعمال نقلة كبيرة في مشوار "وفيق" الفني، فعرف عنه إتقانه للأدوار التاريخية. واستمرارًا لمشوار الأدوار التاريخية فى التليفزيون قدم الراحل "محمد وفيق" العديد من الاعمال منها "السيرة الهلالية" بشخصية الزناتى خليفة، هرقل فى "محمد رسول الإنسانية"، "الصعود إلى القمة" بشخصية محمد بن أبى عامر الذى أسس الدولة العامرية فى الأندلس، و"الخليفة المعتمد" فى الامام الطبري، و"طارق بن زياد" فى بلاط الشهداء و"نابليون بونابرت" فى الابطال و"الخديوي إسماعيل" فى بوابة الحلوانى، و"الشيطان" فى ساعة ولد الهدى. كان "وفيق" من المحظوظين الذين شاركوا في ملحمة ليالي الحلمية مجسدًا دور مصطفى رفعت، فلا ننسى ذلك المشهد حينما نظر إلى صورة جمال عبدالناصر قائلا: «أمانة عليك يا كمال تقول له، أنا لسه مصطفى رفعت اللى شال عمره على كفه فى القناة»، كان يبكى ضلال طريقه الذى جعله واحدا من رجال المشير عبدالحيكم عامر، حتى وقعت نكسة 5 يونيو 1967 فجلس فى بيته ينتظر مصيره، ولما جاءه صديقه كمال خلة شوقى شامخ، راح يحاكم نفسه أمامه باكيا حاله الذى نقله من دنيا إلى غيرها. وتزوج محمد وفيق من ابنة خالته الفنانة "كوثر العسال" فى أواخر الثمانينات واستمر زواجهما الذى وصفه بالزواج السعيد حتى وفاتها فى أواخر عام 2013 عن 64 عامًا. وفي 14 مارس 2015 رحل الفنان محمد وفيق عن عالمنا عن عمر يناهز 68 عامًا بعد صراع مع المرض.