"استوصوا بالنساء خيرا".. كانت تلك وصية خير الأنام رسولنا وشفيعنا محمد- صلى الله عليه وسلم- فى خطبة الوداع، فقد كان دائم الحرص على الاهتمام بالنساء وأمر بحسن معاملتهم. وعلى الرغم من آلاف النداءات والمطالبات بحقوق المرأة وإنشاء منظمات وجمعيات تنادى بالمساوة وغيرها إلا أن الإسلام قد كرم المرأة ومنحها جميع حقوقها منذ الآف السنين فلا يوجد وثيقة أو دستور أو ميثاق استطاع أن يكرم المرأة كما كرمها الدين الإسلامى. منح الإسلام للمرأة حقوقا لم تستطع دول العالم المتقدمة أن تمنحها إياها، فلو التزمنا بتعاليم ديننا فلن نكون بحاجة للمطالبة بحقوق المرأة وسنتذوق نعيم الجنة على الأرض. القرآن الكريم والأحاديث النبوية نادت بالمساواة لا تحظى المرأة فى مجتمعتنا الشرقية والإسلامية بالمساوة بينها وبين الرجل، فدائما ما تقع فريسة لأخطاء الرجل، وكأنها هى المذنبة الوحيدة ، بسبب العادات والتقاليد العقيمة التى تعامل الرجل الشرقى على أنه السيد الذى لا يخطئ المسوح له بكل شيء . فى حين تقوم بمحاسبة المرأة على كل خطأ صغير بالرغم من أن الدين الإسلامى لم يفرق بين الرجل والمرأة، فالذنب واحد والعقوبة واحدة لا فرق بينهما عند الله. فقد قال تعالى فى سورة الأحزاب: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً". كما قال تعالى في سورة النحل: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون وروى أبو داوود عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إِنَّما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ". الإسلام دافع عن حقوق الزوجة ولعل جميع قوانين الأسرة لم تمنح حقوق للمرأة مثلما منحها لها الإسلام وحث على حسن معاملتها وكفل لها جميع حقوقها المادية والمعنوية، فقال تعالى في سورة النساء: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرً"، كما قال في سورة البقرة: "هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ". وقال تعالى في سورة النساء: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا". وروى عَبْدِ الّلهِ بْنِ عَمْرٍو أن رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الدّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدّنْيَا المَرْأَةُ الصّالِحَةُ". الإسلام كرم المرأة كأم وابنة وأخت أولى الإسلام للمرأة حقوقا لم تمحنها إيها كافة المواثيق العالمية، كما أرسى قوانين لضمان حسن معاملتها فى كافة أحوالها كأم وأخت وابنة ونهى عن أى فعل من شأنة إهانة المرأة أو التقليل من شأنها،حيث أمر الله سبحانه وتعالى وحث رسول الله على تكريمها وتقدير دورها فى الحياة وأمر بضرورة مرافقتها بالحسنى. فقال الله تعالى في سورة النحل "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُون"َ. كما قال تعالى في سورة النور: "وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ". وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "َاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فإنهن خُلقنَ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شئٍ في الضلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزلْ أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا". الإسلام جعل من المرأة نجمة فى السماء كل جوائز الأوسكار وميدليات التكريم لم تتمكن من إعلاء شأن المرأة كما قام الإسلام حيث نجح ديننا الحنيف من إرساء بعد أسس التى أستطاعت بدورها أن تجعل المرأة مثل النجوم فى السماء. ويأتى على رأس هذه الأسس أن الإسلام رحم المرأة فحَرَّم طلاقَها وهي حائضٌ مراعاةً لحالها، وحتى لا تطول عليها العدة ، رحمها فجعل لها ميراثاً من زوجها وإخوانها وأولادها ووالديها رغمَ أنها لا تتحمل شيئاً من النفقة ، كما أوجب لها مهراً وحرَّمَ أخذ شيءٍ منه إلا بطيبِ نفسٍ منها . رحم الإسلام المرأة فحرَّم نكاحها بلا وليٍ ولا شهودٍ، حتى لا تُتَّهَمَ في عِرضها ونسب أولادها، أوجب على مَنْ قَذَفَها في عِرْضِهَا جَلْدَ ثمانينَ جلدةً، ويُشَهَّر به في المجتمع ولا تُقبلُ شهادته أبدا،جعل من يُقتل في سبيلها ليحافظ على عرضه ويدافع عنها شهيدا، كما رحمها المرأة حتى بعد موتها فلا يُغسلها إلا زوجها أو نساء مثلها.