اعتبر العالم المصري احمد زويل ان مصر تواجه تحديات خطيرة في هذه اللحظة الفريدة من تاريخها ، ركزها في نوعين من التحديات. الأول هي كيفية تحقيق وتوطيد التحول الديمقراطي من خلال إعادة تأسيس وحدة وطنية بين جميع المصريين. والثاني هو مسألة الالتزام بالسلام في الشرق الأوسط التي تلقي دعما من قبل الشعب المصري . واضاف ان الأشهر التي اعقبت الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك كان الطريق إلي الديمقراطية فيها صعباً، ولكن روح التفاؤل كانت عالية ، وقال «زويل»: أتذكر الآلاف من الناس الذين اصطفوا في ميدان التحرير عند مدخل الجامعة الأمريكية عند الإعلان عن المشروع القومي للنهضة العلمية، وبناء مدينة جديدة للعلوم والتكنولوجيا. بعد ان كان الشعور في الماضي ، بأن دخول مصر عصر المستقبل تم حظره من قبل الديكتاتورية. وكان عنوان خطابي في التليفزيون في تلك المناسبة تحت عنوان «مصر الأمل». هذا التفاؤل اهتز بعدما رأيت الحدث الذي وقع في يوم الجمعة الأخير من شهر يوليو، عندما شهد العالم أكبر مظاهرة للاسلاميين، الذين دعوا إلي مصر جديدة تحكم وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية . ورفع العلم السعودي بين المحتشدين ادي الي كتابه عناوين مثل «بن لادن في التحرير» تبع ذلك في سبتمبر، الهجوم علي السفارة الاسرائيلية في القاهرة ردا علي مقتل الجنود المصريين علي يد القوات الإسرائيلية في سيناء.ما أثار ذعرا كبيرا ، خصوصا في الولاياتالمتحدة، عن أمن إسرائيل ومستقبل السلام في الشرق الأوسط. واعرب زويل عن تفاؤله حول مستقبل مصر برغم هذه الأحداث المقلقة ، واشار الي ان المصريين لم يعودوا خائفين ، ويعرفون كيفية التظاهر ، وانهم مصممون علي تغيير الحكم. و شدد زويل علي بعض النقاط الرئيسية لخصها كما يلي : أولا : يجب تركيز المجتمع المصري علي الأهداف طويلة الأجل. وضرورة تغيير اساليب الاعلام القديمة المتبعة في الماضي. فالبلد يحتاج الي خطاب بناء حول القضايا الأساسية ، مثل وضع مبادئ الدستورية علي أساس الدين والحكم وإصلاح النظام التعليمي ودفع عجلة الاقتصاد المتوقفة. ثانيا : من الخطأ عزل جميع من كانوا مرتطبين بالنظام البائد ظلما. وينبغي اعتبارهم مواطنين وموارد وطاقات ينبغي توجيهها نحو بناء المستقبل. وأكد ان تأمين العملية الديمقراطية يتطلب تنحية الاختلافات الإيدلوجية الكبيرة التي برزت في الأشهر الأخيرة جانبا لتحقيق الهدف المشترك، مثلما حدث وتوحد الجميع علي اسقاط النظام ،الأهم من ذلك يجب علي الجيش والحكومة تحديد خارطة طريق واضحة في الأسابيع والأشهر المقبلة. واوضح زويل أن الشعب المصري لا يزال يكن احتراما كبيرا للجيش ، ولكن الناس يشعرون بالقلق من حقيقة أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة لا يزال الكيان السياسي الرئيسي الذي يحكم عملية التحول الديمقراطي. وتخوفهم يأتي من أن تباطؤ المجلس الأعلي يذكرهم بمكائد النظام السابق لاحباط التطلعات الديمقراطية. ويري زويل ان أفضل علاج لهذا الشك هو الوضوح من جانب المجلس الأعلي للقوات المسلحة من خلال جدول زمني للانتخابات المقبلة ، وتحديد موقفها بشأن العديد من الامور مثل: قانون الطوارئ والمحاكم العسكرية والتصويت للمصريين في الخارج. وعليه إعلان كيف ومتي سيتم طرحه علي الحكومة الجديدة في مكانها.واختتم مقالته بأن المظاهرات الضخمة في ميدان التحرير لا تزال مستمرة. من اجل دفع البلاد إلي الأمام ، وفي نفس الوقت البلد بحاجة إلي الاستقرار والأمن.