بقلم: حازم هاشم منذ 1 ساعة 30 دقيقة تأبى ذكرى حربنا الوحيدة المنتصرة فى أكتوبر 1973 إلا أن «تنغص» على إخواننا الفنانين الذين هضمت ذاكرتهم وأرواحهم مناسبة هذه الحرب كلما أثار بعضنا السؤال: أما تستحق هذه الحرب فيلماً كبيراً عظيماً، أو مسلسلاً تليفزيونياً مطول الحلقات عن هذه الحرب المجيدة!، والسؤال فى الذكرى «ينغص» بالفعل عيش «إخواننا» الغارقين فى «بحثو مضنية» عن تواريخ وسير وعوالم زملائهم وزميلاتهم من الذين رحلوا عن الدنيا، أو طال بهم الأجل فلابد من اللحاق بسيرهم قبل الرحيل!، ونفر من الجادين فى الحقل السينمائى والتليفزيونى يصادفون الحظوظ التعسة إذا ما حاولوا الاقتراب من عمل يمجد حرب الشعب المصرى التى انتصر فيها أبناؤه الجنود الضباط قبل القادة الذين استطاع بعضهم وعلى رأسهم الرئيس السابق احتكار النصر فكانت الأغانى له، والفيلم التسجيلى الذى يتغنى فيه «الرئيس» بضربته الجوية طائفاً بمخرجه نحرف العمليات التى لم يطلب أحداً من المصريين الطواف بها مع الرئيس!، والحظوظ التعسة التى قصدتها هؤلاء الذين تخصصوا فى مصر فى سد السبل والطرق بكل ما هو ممنوع أمام كل من أهاجته ذكرى هذه الحرب! وبعد 38 عاماً مرت على هذه الحرب ثار السؤال على كثرة ما عرضته الشاشات سينما وتليفزيون خلال هذه الحقبة عن فيلم أو مسلسل تفرح به الناس فرحاً حقيقياً دونما زيف أو افتعال مما يختلقونه لنا ليتظاهروا أمامنا بأنهم «يواكبون» الحدث الوطنى! على عكس ما يجرى لأكتوبر، رأينا رهطاً من فنانينا ومؤلفينا فى المسرح والرواية والقصة القصيرة قد اهتزوا واحتشدوا بمشاعرهم المخلصة عندما وقعت لنا هزيمة يونيو 1967 على يد ذات العدو الذى دحرناه فى أكتوبر 1973! ولم تستطع السلطة القائمة فى أعقاب الهزيمة أن تكبح جماح أصحاب هذه المشاعر!، فخرج لنا فن مسرحى كان يؤجج غضبة الجماهير التى أصرت على أن تعرف لماذا هزمنا ثائرة مشيرة بأصابع الاتهام إلى الذين هزمونا!، وتطالب بالثأر منهم لهزيمتنا!، وخرجت لنا أفلام ودواوين الشعر التى بكت معنا على هزيمة لم نكن نستحقها!، فلما جاء النصرى لجيشنا اهتزت أعطاف فنانينا فغنوا معنا الغناء المحتفل بالنصر، ثم ذهبوا إلى شئونهم فى «البحث المضنى» والمدقق فى عوالم أقرانهم!، أو هم غرقوا فى اختلاق أفكار مطاطة تعرض لنا الأفلام والمسلسلات التى تهزأ من أدمغتنا وتغرق بالناس فى غياب مستمر!، ركام مما أنتج وظهر!، ولكنه ظل يعلن لنا بقوة أن كل شيء من لا شيء إلا الذى ننتظره لأكتوبر!