أعلنت الخارجية الروسية أن "سياسة الأمر الواقع" التى تمارسها الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بموضوع إقامة درع صاروخية فى أوروبا، غير مقبولة. وحذرت الوزارة- فى معرض تعليقها اليوم الخميس على قرار إسبانيا الانضمام إلى مشروع الدرع الصاروخية الأوروبية التى ينوى حلف الناتو إقامتها - من أن الوضع القائم يهدد بإضاعة فرصة تحويل مسألة الدرع الصاروخية من نقطة المواجهة إلى مجال للتعاون. وقالت "إننا نعتبر سياسة الأمر الواقع الأمريكية فيما يتعلق بمسائل منظومة الدفاع المضاد للصواريخ فى أوروبا، غير مقبولة، وهذا عندما يتم اتخاذ قرارات قد تؤثر فى الوضع فى مجال الأمن والاستقرار بالمنطقة اليوروأطلسية، بدون أى نقاش جماعى ودون الأخذ بعين الاعتبار مواقف جميع الأطراف المعنية". وأشارت موسكو إلى أنه إذا استمر تطور الأحداث بمثل هذه الصورة، فإن الفرصة التى قدمتها قمة روسيا-الناتو فى لشبونة لتحويل الدفاع المضاد للصواريخ من مجال المواجهة إلى موضوع للتعاون، قد تضيع". وكان رئيس الوزراء الإسبانى خوسيه لويس رودريجيس ثاباتيرو قد أعلن أمس الأربعاء أن بلاده وافقت على المشاركة فى مشروع حلف الناتو فى مجال الدفاع المضاد للصواريخ، وأوضح أن مدريد وافقت على نشر سفن أمريكية تحمل صواريخ اعتراضية فى المياه الإقليمية الإسبانية. وأشار ثاباتيرو إلى أن 4 سفن أمريكية سترابط بدءا من عام 2013 فى القاعدة البحرية الأمريكية فى مدينة روتا بالقرب من ميناء قاديش فى جنوبإسبانيا. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا - فى مؤتمر صحفى مشترك مع ثاباتيرو - "إن الاتفاقية الأمريكية الأسبانية حول نشر السفن، تشير إلى أن الولاياتالمتحدة تواصل مساهمتها فى الدرع الصاروخية التابعة للناتو، رغم الصعوبات المالية التى تواجهها الموازنة الأمريكية". وكانت تركيا وبولندا ورومانيا قد أعلنت فى وقت سابق عن استعدادها للمشاركة فى مشروع الدرع الصاروخية الأمريكية. من ناحية أخرى، أعلن سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا اليوم أن عمليات حلف شمال الأطلسى فى ليبيا أدت إلى زيادة عدد ضحايا الصراع بين السلطات والمعارضة فى هذه البلاد. وقال لافروف - فى مؤتمر صحفى مشترك فى أعقاب مباحثاته مع نظيره الجيبوتى محمد علي يوسف فى موسكو - "اختار بعض أعضاء المجتمع الدولى، ومنهم بالدرجة الأولى شركاؤنا الغربيون، طريق دعم أحد الطرفين فى الحرب الأهلية، وعلى الأرجح كان هذا الطرف يمثل التطلعات المشروعة، لكن كان الثمن هو زيادة عدد الضحايا فى صفوف المدنيين". وشدد لافروف على أن القرارين الدوليين بشأن ليبيا دعوا إلى اتخاذ إجراءات من أجل حماية المدنيين، لكن الخطوات التى تم اتخاذها أدت على العكس إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.