أصبح العالم مفتوحًا أمام الجميع يستطيع من خلال إلقاء نظرة على كل من حوله، فتبيع وتشتري ما تشاء عن طريق الانترنت، حتى آثار وتاريخ الأمم أصبح سلعة تباع وتشتري، في وقت غابت فيه المساءلة والمحاسبة، فهان على أبناء وطن أن يتاجروا في آثار وطنهم وحضارته عبر مزادات عالمية مع ضمان عدم تعرضه للمسألة القانونية، بأسعار تبدأ من 100 دولار حتى ملايين الدولارات، الأمر الذي يهدد تاريخ وحضارة مصر في الوقت الذي لا تستطيع الحكومة استرداد كل ما نهب منها خاصة بعد ثورة يناير، لذا نرصد خلال هذا التقرير أهم المواقع التي تباع بها الآثار عبر العالم. "آى باى"ebay، و "إنفيالبول" يعتبر موقع "آى باى" ومقره ولاية كاليفورنيا، من أشهر المواقع العالمية التي تلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري والبيع مفتوح لأي شخص يعرض بضاعته، وتعد الآثار المصرية الأكثر رواجاً على مواقع المزادات العالمية. في عام 2013، رصدت وزارة الآثار 800 قطعة أثرية معروضة للبيع بهذا الموقع منها قطع فرعونية وعملات مصرية، وطالبت الخارجية المصرية التنسيق مع سفارة مصر بلندن لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال وقف المزاد لبيع تلك القطع، حتى يتم التأكد من أثريتهم وكيفية وقانونية خروجهم من الأراضي المصرية، لاستردادها. فيما جاء رد الموقع ب"إذا أرادت مصر أن تسترد 800 قطعة أثرية فعليها أن تشتريها"، واستمرار الموقع في عمليات المزاد العلنى للبعض منها، والبعض الآخر شحن بالفعل إلى دول أوروبية،- حسبما ذكر الموقع آنذاك. وفي 2014 ، ذكر موقع (ديلي بيست) الأمريكي أن القطع الأثرية المصرية التي تم بيعها على مواقع عالمية للشراء خلال الآونة الأخيرة، تضمن تماثيل ترجع لأكثر من أربعة آلاف سنة فضلاً عن قناع خشبية لمومياء يرجع عمره لعام 2700 ق.م. وأوضح الموقع أن أسعار الآثار المصرية- التي لا تقدر بثمن- تبدأ من ألف دولار للعملات المعدنية والذهبية وتصل إلى 25 ألف دولار لأغطية المومياوات، مؤكداً أنه تم بيع أكثر من 450 قطعة أثرية مصرية على مواقع الشراء العالمية خلال أشهر معدودة. مزادات علنية لبيع الآثار المصرية كما أن هناك العديد من الصالات حول العالم التي تقيم المزادات العلنية لبيع الآثار وتنجح بعض الدول في تهريبها و طمس المستندات الخاصة بها عن طريق سفر القطع الأثرية لأكثر من دولة وتزوير شهادات إثبات الملكية، مما يصعب مهمة الدولة في إثبات أحقيتها فيها لتباع بمبالغ طائلة، لكنها غالبًا تكون أقل من قيمتها الحقيقة. ومن بين صالات المزادات الآثرية صالات عرض "دانيال كولوس" للفن المصري بلندن و"لايف أوكشينيرز" بالولايات المتحدةالأمريكية،و صالات " سوثبى" و"بيدون" و"بونهامز" و"بركات جاليري" بالإمارات، و قاعة بونهامز Bonhamsبلندن التي تقيم مزاد علني للآثار المصرية، بجانب محلات البيع المباشر للقطع الصغيرة فيوجد جاليري "سمرقند" الأشهر و"ديفيد" في العاصمة الفرنسية باريس. وبصالة "كرستي" بلندن تم بيع التمثال الفرعوني للكاتب المصري القديم "سخم كا"، يوم 10 يوليو 2014،بالملايين. وفي أواخر إبريل 2013، نظمت مؤسسة "بونامز" وهى إحدى صالات المزادات البريطانية العالمية الشهيرة، مزاد علني لبيع جزء من تاج الملك "مرنبتاح" ابن رمسيس الثاني, وتمثال للمعبودة "نيث" حامية الدلتا لدي المصريين القدماء, وتمثال لإله "الحكمة" عند الفراعنة . وعلى إثر الإعلان، أخطرت السلطات المصرية الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" رسميا عن سرقة هذه القطع التي بلغ عددها200قطعة وجاء الإخطار الذي أرسلته هيئة الآثار المصرية إلي الإنتربول, بعد رفض بونامز وقف المزاد وأكدت أن كل المعروضات المصرية ليست مسروقة. وفى أبريل 2015 أقيم دار مزادات "بونهامز" بلندن مزاد لعرض زوجًا من الأقراط الذهبية المصرية الأثرية وهي جزءا من مجموعة إليزابيث للبيع، تعود إلى 3500 عام أي إلى القرون الأولى بعصر بناة الأهرامات. وفي ديسمبر 2015، أعلنت دار "سوذبي" الأمريكية للمزادات عن بيع مجموعة آثار فرعونية نادرة، ومنها "تمثال للملك تحتمس الثالث مصنوع من البازلت، وسعره سيتراوح بين 200إلي 300 ألف دولار. وأوضحت الدار أن هناك تمثال للإله "سخمت" مصنوع من الجرانيت، ويعود ملكيته لأحد العلماء الانجليز ويدعى "جون لينون" بجانب تماثيل فرعونية أخرى متاحة للبيع منها تمثال زوجة الإله "ست"، إله الشر عند الفراعنة، ويرجع تاريخه إلى عهد الأسرة ال19. ومن أشهر الآثار التي عرضتها تلك المواقع والمزادات تمثال "لأوزوريس" وتمثال المعبودات الثلاث و6 لوحات حجرية، بجانب القطع النادرة منها صفحات من كتاب "وصف مصر" وتماثيل "أوشبتي" وعدد من التماثيل والحلى النادرة المطعمة بالأحجار الكريمة، بأسعار تبدأ من 100 يورو وتتجاوز ال100 ألف يورو لبعض القطع. هذا بالإضافة إلى تماثيل نادرة للآلهة الفرعونية "باستت" و "إيزيس" و "أوزوريس" و"حورس" و"سوبك"، وأغلبها مصنوع من البرونز والجرانيت، و توابيت وأقنعة من الخشب المطعم بالنحاس، ويبلغ عمرها 3 آلاف عام وأكثر، فضلاً عن تماثيل نادرة وفريدة للكاتب المصري الجالس القرفصاء، وتماثيل للملوك من حقب زمنية مختلفة. جدير بالذكر أن مصر وقعت، عام 1970، على اتفاقية "اليونيسكو" بشأن حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، التي تسمح لمصر باسترداد أي قطعة أثرية مسجلة في المتاحف العالمية، وخرجت بطريقة غير شرعية، أما ما قبل هذه الاتفاقية فلا يحق لمصر استعادته، فيما تعد إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تسمح بتجارة الآثار، بجانب أن من يملك قطع آثرية قبل هذا العام ملك لأصحابها.