سياسيون: الرئيس أكد استقلالية المجلس وخطابه ييسر عمل النواب بحرية استخدام مصطلحات مثل «أوصيكم» و«أدعوكم» تؤكد رفض تدخل سلطات أخرى في عمل المجلس سطور جديدة كتبها الرئيس السيسي فى التاريخ المصري خلال خطابه فى الجلسة الافتتاحية أمام مجلس النواب، كأول رئيس يؤكد على أهميه الدولة المدنية وضرورة استقلال البرلمان وتحرره من جميع القيود التى يفرض عليه القانون ونصوص الدستور. فلقد دأب الرئيس خلال خطابه على التأكيد على أن البرلمان هو سيد قراره وهو ما بدا في قوله: «أوصيكم بإعلاء المصالح العليا للوطن تمسكوا بالدستور، والقانون وكونوا انعكاسًا لنبض الجماهير، ومارسوا العمل السياسي بنزاهة ومارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع مؤسسات الدولة»، «هذه الثقة هي التي تدفعني لليقين بأنكم ستكونون نواة حقيقية لمستقبل مشرق لهذا الشعب» من جانبه أكد أحمد السجينى، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، أن خطاب الرئيس السيسي أمام البرلمان خطاب بروتوكولى صدر عدة رسائل وثوابت وحدد أولويات القضايا التى يهتم بها، لافتاً إلى أن الرئيس أكد على ثوابت قانونية خاصة بعمل المجلس واستقلاليته تؤكد على أهمية عمل البرلمان بحرية. وأضاف «السجينى» فى تصريحات خاصه ل«الوفد» أن المرحلة القادمة تشمل الكثير من التحديات التى تزيد من حجم حماس النواب فى التعامل مع القضايا والمشروعات، مشيراً إلى أن حديث الرئيس بعث برسالة طمأنينة لجميع نواب المجلس فضلاً عن ضرورة تحملهم مسئولية تحقيق الإنجازات التى تتم على أرض الواقع. وأشار أيمن العلا عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إلى أن حديث الرئيس كان تأكيداً بشكل مباشر على أن البرلمان سيد قرار، فضلاً عن مطالبة النواب بإعلاء مصلحة الوطن عن المصالح الحزبية وأن الهدف الأسمى أن تكون مصر دولة مدنية وهى المرة الولى التى يتحدث فيها الرئيس عن مدنية الدولة. وتابع عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار أن حديث السيسي شمل نوع من أنواع المحددات والإشارات التى تحدد المعوقات المحيطة بمصر أمنياً واقتصادياً، مؤكداً على أن تسليم السلطة تم بطريقة برتوكولية غير مسبوقة وهو ما يؤكد على أهمية البرلمان الحالى. وأشاد أشرف رشاد، رئيس الهيئة البرلمانية بحزب مستقبل وطن، بخطاب الرئيس مؤكدًا أن الخطاب لم يترك كبيرة أو صغيرة في الأمور العامة ومسيرة الدولة في الفترات الماضية والحالية في شتي القطاعات إلا وعمل علي توضيحها للمجلس لتدخل الدولة مرحلة جديدة من الشفافية. وأكد رشاد، أن الخطاب جاء صادقًا ومطمئنًا من خلال تأكيداته علي استقلالية المجلس المستقبل المشرف الذي ينتظر البلاد، مشيرًا إلي أن الخطاب تميز بالانحياز الكامل للطبقات الكادحة من العمال والفلاحين والمواطنين البسطاء. وشدد الأمين العام، علي ضرورة أن يكون نواب الشعب علي قدر عال من تحمل المسئولية وإنكار الذات وتحقيق شئ ملموس علي أرض الواقع وأن يكونوا علي قدر الثقة التي منحها الشعب والرئيس إياهم. كما أكد فوزى الشرباصى، عضو مجلس النواب عن دائرة شربين الدقهلية، أن الخطاب جاء مختصراً وواضحاً وتميز بالصدق والموضوعية دون وعود كثيرة خيالية لا تعبر عن شخصه. وتابع «الشرباصى»، أن حديث الرئيس عن الوضع الاقتصادي أهم جزء فى الخطاب من وجهة نظره، لأن إصلاح الاقتصاد هو ما ستقوم عليه الدولة، مضيفاً إلى أن الرئيس السيسى لم يتطرق فى حديثه إلى الحكومة، وبالتالى لم يوجه البرلمان للتوافق على استمرارها عند عرضها عليه مما يؤكد أن المجلس سيد قراره. وأضاف أن الرئيس السيسى استطاع أن يقود مصر خلال الفترة الماضية بكل جدارة وحكمة ويجب على الجميع أن يقف إلى جانبه فى الفترة المقبلة من أجل الوصول إلى مكانة دولية تليق بمصر فعلاً. فيما رأى يسري العزباوى، باحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن حديث الرئيس كان تأكيداً صريحاً على استقلالية البرلمان، لافتاً إلى أن نصوص الدستور أكدت هذا البند وحددت اختصاصات كلا منهم ولكن الرئيس أراد أن يبث مزيداً من الإيجابية ويوفر مناخ إيجابي للمجلس فى ممارسة مهامه. وأكد «العزباوى» أن هذا يعزز أداء النواب فى المرحلة القادمة ويؤكد أهمية وجدية عملهم من أجل تعديل ومناقشة حقيقة القوانين الحكومية، مشدداً على ضرورة تحمل المجلس لدوره فى تكلفة الإصلاح فى إطار سن القوانين وإيجاد منظومة عمل تشريعي حقيقية.