القصف التركي لحلب يخلف 35 قتيلاً و100 ألف مشرد سوري على الحدود وسط مخاوف من تحول الأزمة السورية الى حرب عالمية جديدة، شهدت الساعات الاخيرة تحركات اقليمية ودولية تزامنا مع تصاعد الأعمال العنف على الحدود التركية السورية، ويأتي هذا التصعيد رغم اقرار مؤتمر ميونيخ لوقف إطلاق النار واتصال الرئيس الروسي بنظيره الامريكي هاتفيا في محاولة اخيرة لنزع فتيل هذا التوتر، وأكد مسئول في وزارة الدفاع السعودية نشر الرياض طائرات حربية في قاعدة انجرليك التركية بهدف تكثيف العمليات ضد تنظيم «داعش»، وسط تصريحات عن احتمال شن البلدين عملية برية ضد المتطرفين في سوريا. وقال العميد الركن احمد عسيري فى لقاء مع قناة «العربية»: «المملكة عندها تواجد في قاعدة انجرليك في تركيا». وأضاف عسيرى ان التواجد الآن عبارة عن طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية بطواقمها، لتكثيف العمل الجوي ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات في سوريا والعراق، وتأتي اضافة الى ما تقوم المملكة من مهام مستمرة من خلال القواعد الجوية في الاراضي السعودية. وأوضح ان اجتماع وزراء دفاع دول الائتلاف الذي عقد قبل ايام في بروكسل، قرر تكثيف العمل الجوي ضد التنظيم المتطرف، مؤكدا وجود اجماع من قبل قوات التحالف لبدء عمليات برية على الارض. المملكة ملتزمة في هذا الإطار. وكان عسيري اعرب عن استعداد بلاده للمشاركة في عملية عسكرية برية ضد تنظيم داعش وهو ما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان واشنطن رحبته به. ونقلت وسائل اعلام تركية عن وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو ان الرياضوأنقرة يمكن ان تشنا عملية برية ضد المتطرفين في سوريا، في حال وجود «استراتيجية» ضد التنظيم. وأكد عسيري في رد على سؤال ل «العربية»، ان اي خطوة تركية سعودية في هذا الاطار ستكون تحت مظلة التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية، وان الدور السعودي سيكون ضمن العمل الدولي ضد تنظيم داعش وليس ضمن عمل ثنائي بين الدولتين. فى الوقت الذى جددت فيه المدفعية التركية، قصفها على المناطق في شمال سوريا، حيث استهدفت مواقع قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف لفصائل عربية وكردية مناهض لداعش. وبعد ساعات على إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكريا ضد المقاتلين الأكراد، والمشاركة في عملية برية مع السعودية ضد داعش في سوريا، بدأت المدفعية التركية قصف مواقع سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي. وكانت تركيا قد طالبت مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها في منطقة شمال حلب في الأيام الأخيرة. وقالت مصادر تركية مقربة من الحكومة إن القصف المدفعي التركي ضد قوات الحماية الكردية خلف 35 قتيلاً و15 جريحاً في صفوف هذه القوات.وأضافت المصادر أن المدفعية التركية ضربت 19 هدفاً، معظمها في ريف حلب الشمالي، وأطلقت 81 قذيفة باتجاه الأهداف المذكورة. وأكدت مصادر عسكرية تركية لوكالة «الأناضول» أن مقاتلي الوحدات الكردية أطلقوا نيرانا من منطقة مرعناز جنوب غربي مدينة أعزاز التابعة لحلب، على محيط قاعدة أقجه باغلار العسكرية بولاية كيليس جنوبي البلاد، وعلى الفور ردت القوات المسلحة التركية على مصدر إطلاق النيران، وفقاً لقواعد الاشتباك. وأضافت المصادر ذاتها أن قوات تابعة للنظام السوري المتمركزة في ريف اللاذقية، أطلقت قذائف هاون على منطقة مخفر جالي بوغازي بولاية هاتاي الحدودية مع سورياجنوبي البلاد، مشيرة إلى أن القوات المسلحة التركية ردت بالمثل على ذلك أيضاً في إطار قواعد الاشتباك. وشدد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو على ضرورة ابتعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن أعزاز ومحيطها، فنحن لن نسمح لها بالاقتراب حتى إلى ضواحيها، وعلى تلك الوحدات أيضاً ألا تحاول إغلاق الممر بين تركيا وحلب، وألا تقع في هوس استخدام مطار منّغ ضد بلادنا أو المعارضة السورية. ومن جهة أخرى، أحرزت قوات النظام السوري تقدماً على الأرض في منطقة الطامورة مدعومة بغارات جوية روسية مكثفة بلغت أكثر من 150 غارة ، استهدفت الطامورة والتلال المحيطة بها ومنطقة الخراب القريبة من عندان في ريف حلب الشمالي.كما قصف الطيران الروسي بالصواريخ الفراغية مدن وبلدات تل رفعت وحيان وكفر حمرة والشيخ هلال، ما أسفر عن سقوط العديد من المدنيين، إضافة إلى دمار هائل في المنازل والبنى التحتية. وشهدت جبهات خان طومان بريف حلب الجنوبي معارك كر وفر بين المعارضة وقوات النظام مدعومة بالميليشيات الموالية لها، بالتزامن مع محاولات قوات الحماية الكردية اقتحام مدينة تل رفعت وبلدة عين دقنة، وقصف تركي بعشرات القذائف، استهدف تجمعات القوات الكردية. ومن ناحية اخرى، يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، على أمل السماح لهم بالعبور إلى تركيا، وذلك بعد فرارهم من الغارات الجوية الروسية والحملة العسكرية البرية التي تشنها قوات الأسد على ريف حلب الشمالي. وأطلق النازحون صرخات استياء بعد أن شردهم القصف الجوي الروسي على ريف حلب الشمالي. ويبحث المشردون عن طوق النجاة في الجانب الآخر من تركيا، لكنهم لا يجدون إلا أبوابا مقفلة من السلطات التركية التي تصر على تركهم عالقين أمام معبر باب السلامة. فيما تحدثت الأنباء الواردة عن تشريد نحو 100 ألف من ريف حلب الشمالي نزحوا إلى قرى قريبة من الحدود التركية، مثل إعزاز وبعضهم توجه نحو الشريط الحدودي ورغم الظروف الجوية القاسية تفرقوا في العراء وبين الشعاب. فيما تمكن 35 ألفاً آخر من الاحتماء تحت خيام وفرتها لهم على عجل السلطات التركية على الأراضي السورية، ولكنها تفتقر للكثير من المستلزمات والخدمات خصوصا للأغطية والطعام ومياه الشرب. وفى عمان، قال مصدر رسمي اردني ان خمس قذائف اطلقت من الجانب السوري سقطت في لواء الرمثا المتاخم للحدود السورية شمال المملكة من دون وقوع اصابات. وقالت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان قذيفتين سقطتا في الحي الشرقي للرمثا احداهما بالقرب من مسجد الفلاح، والاخرى في سهول منطقة الشجرة، جراء الاشتباكات التي تجري في سوريا. ونقلت الوكالة عن مدير شرطة لواء الرمثا العقيد عمار القضاة قوله ان ثلاث قذائف كانت قد سقطت في منزلين ولم تتسببا بأي اصابات، مشيرا الى أن احداها اخترقت جدار احدى الغرف واستقرت فيها والثانية في ساحة منزل والثالثة في سور المنزل. وأوضحت الوكالة ان رجال الامن العام والدفاع المدني هرعوا الى مكان سقوط القذائف، فيما اصيب الاهالي بالفزع. وغالبا ما تسقط قذائف على لواء الرمثا بسبب الاشتباكات التي تدور رحاها بين فترة واخرى في الجانب السوري. ومن جانبه، تحدث فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن هاتفيا امس مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، عن أهمية تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب في سوريا، حيث اتفق الطرفان على تعزيز التعاون الدبلوماسي لتنفيذ اتفاق ميونيخ بشأن سوريا ودعم وقف إطلاق النار. وكان جدلا علنيا قد احتدم بين القوى الكبرى، بعد يوم من اتفاقها على وقف القتال في سوريا، وفقا لمقررات اتفاق ميونيخ. ورجحت روسيا فشل خطة لوقف إطلاق النار في سوريا، في حين استعادت القوات الحكومية، مدعومة بغارات جوية روسية، مناطق خاضعة للمعارضة قرب حلب.