أبرزها عيد العمال.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024    تحرك برلماني ضد المخابز بسبب سعر رغيف العيش: تحذير شديد اللجهة    هل هناك خطة للانتهاء من تخفيف أحمال الكهرباء.. الحكومة توضح    الغرف التجارية تكشف مصير أسعار الدواجن والبيض الفترة المقبلة    قصف مدفعي إسرائيلي تزامنًا مع إطلاق نار كثيف في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    ملك الأردن يحذر من خطورة دخول المنطقة في دوامات عنف جديدة    ضرب وشتيمة.. مشاجرة عنيفة داخل برلمان أوروبي بسبب مشروع قانون    لحظات مرعبة.. تعرض كاهن للطعن على يد مجهول بكنيسة في سيدني |فيديو    تعليق محمد هنيدي على فوز الزمالك بلقاء القمة في الدوري الممتاز    عاصفة خماسينية.. بيان مهم بشأن الطقس غدا الأربعاء: «أحكموا غلق النوافذ»    مراجعات الثانوية العامة 2024.. راجع مادة التاريخ للصف الثالث الثانوي    فيلم السرب يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرح البرومو    ننشر حصاد مديرية الصحة بالمنوفية خلال عيد الفطر | صور    الاتحاد المصري لطلاب صيدلة الإسكندرية يطلقون حملة للتبرع بالدم    رضا عبد العال يكشف مفاجأة مثيرة بعد خسارة الأهلي في القمة    الهلال ضد العين في دوري أبطال آسيا.. الموعد والقنوات الناقلة    «حلم جيل بأكمله».. لميس الحديدي عن رحيل شيرين سيف النصر    أحمد كريمة: من يتعاطى مسكرا ويرتكب جريمة يعاقب كغير السكران (فيديو)    خبير تحكيمي: كريم نيدفيد استحق بطاقة حمراء في مباراة القمة.. وهذا القرار أنقذ إبراهيم نور الدين من ورطة    عيار 21 الآن يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء في الصاغة بعد الارتفاع الجديد    وزير الخارجية الصيني: إيران قادرة على تجنيب المنطقة مزيدا من الاضطراب    خالد الصاوي: بختار أعمالى بعناية من خلال التعاون مع مخرجين وكتاب مميزين    كيلو اللحمة البلدي سيصل 350 جنيها.. ومتوقع تراجعها قيل عيد الأضحى| تفاصيل    مواقيت الصلاة في محافظات مصر اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024    19 أبريل.. تامر حسني يحيي حفلاً غنائيًا في القاهرة الجديدة    جمارك مطار القاهرة تحرر 55 محضر تهرب جمركي خلال شهر مارس 2024    هل نقدم الساعة فى التوقيت الصيفي أم لا.. التفاصيل كاملة    بايدن يؤكد سعي واشنطن لتحقيق صفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة    إبراهيم نور الدين يكشف حقيقة اعتزاله التحكيم عقب مباراة الأهلى والزمالك    حسن مصطفى: أخطاء كولر والدفاع وراء خسارة الأهلي أمام الزمالك    خالد الصاوي: مصر ثالث أهم دولة تنتج سينما تشاهد خارج حدودها (فيديو)    "كنت عايز أرتاح وأبعد شوية".. محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن دراما رمضان 2024    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    إسكان البرلمان عن قانون التصالح الجديد: آليات مُبسطة وتسهيلات مالية لمعالجة مخالفات البناء    تفاصيل إعداد وزارة التعليم العالي محتوى جامعي تعليمي توعوي بخطورة الإنترنت    هيئة الدواء المصرية توجه نصائح مهمة لانقاص الوزن.. تعرف عليها    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    مع اقتراب عيد الأضحى.. الإفتاء توضح شروط الأضحية والعيوب الواجب تجنبها    الاستعلام عن صحة 4 أشخاص أصيبوا في انقلاب أتوبيس بأوسيم    طرح برومو فيلم السرب تمهيدا لعرضه قريبا    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    خبير تعليمي: عقد مراجعات نهائية للطلاب يعمل على استعادة المدرسة لدورها التربوي    رئيس مجلس إدارة «الأخبار»: ملف التعيينات مطروح مع «الوطنية للصحافة»    رئيس تحرير "الجمهورية": لا يمكن الاستغناء عن الأجيال الجديدة من الصحفيين.. فيديو    خطوات إضافة تابع في حساب المواطن 1445    رئيس تحرير «الأهرام»: لدينا حساب على «التيك توك» لمخاطبة هذه الشريحة.. فيديو    برج الجوزاء.. حظك اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024: انتبه لنفقاتك    ضبط شاب تعدى على شخص بسلاح أبيض فى بنى عبيد بالدقهلية    الإعدام لمتهم بقتل شخص بمركز أخميم فى سوهاج بسبب خلافات بينهما    اليوم.. فتح باب التقديم للمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2024 / 2025    تكريم 600 من حفظة القرآن الكريم بقرية تزمنت الشرقية فى بنى سويف    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    اليوم.. جلسة النطق بالحكم على المتهمين بقتل سائق توك توك فى الدقهلية    بعد نحو عام من الصراع.. مؤتمر باريس يجمع 2 مليار يورو للسودان    نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني    لست البيت.. طريقة تحضير كيكة الطاسة الإسفنجية بالشوكولاتة    تعرف على جهود مستشفيات المنوفية في عيد الفطر    تجديد اعتماد المركز الدولي لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة المنوفية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد رشاد يكتب: «الوصاية» تعرقل حل الأزمة السورية
نشر في الوفد يوم 12 - 02 - 2016

تمر الأزمة السورية بمنحنى خطير يؤثر على حلها سياسياً، خاصة من الأطراف المنشئة لهذا الصراع ومموليه (أمريكا - السعودية - قطر - تركيا) الذين فقدوا دورهم نتيجة التدخل الروسى الجاد فى سوريا للقضاء على تنظيم داعش الإرهابى بالإضافة إلى أن حل الأزمة السورية سياسياً قد فرضت عليهم نتيجة تفاقم أزمة اللاجئين السوريين فى أوروبا والعمليات الإرهابية الأخيرة فى باريس والضغوط الدولية والإقليمية والمنظمات الإقليمية والمحلية على الولايات المتحدة الأمريكية لوضع حد للموقف المأساوى فى سوريا وضرورة حل الأزمة السورية سياسياً.
ولقد حاولت هذه الأطراف استغلال المعارضة السورية المسلحة بتجميعها لخلق كيان سياسى لها إلى جانب الكيان العسكرى باعتبارها المدخل الوحيد لهذه الأطراف للضغط على النظام السورى لتحقيق أجندات كل منها وإثبات وجودها فى مراحل حل الأزمة انطلاقاً من وجهة نظرها بأن وقف المأساة السورية لن تفعَّل إلا تحت سقف عملية انتقالية تكون المعارضة السورية المسلحة طرفاً أساسياً فيها.
ومن خلال نظرة تقييمية للموقف فى سوريا، فإنه يتضمن الحقائق التالية:
1 - إن الحل الوحيد للقضاء على تنظيم داعش هو حل الأزمة السورية سياسياً حتى يتفرغ الجيش السورى بالتنسيق مع القوات العراقية للتدخل برياً وتكون الضربات الجوية السورية والروسية داعماً لعمليات القوات البرية.
2 - إن نظام بشار الأسد هو قمة تنظيم حزب البعث السورى الذى يمثل القيادة القطرية للحزب والذى يستمد قوته منها ولذلك فإن الحوار السياسى فى سوريا لابد أن يكون من خلال الحزب وقيادته.
3 - إن حزب البعث السورى يتغلغل فى كل أركان الدولة ويسيطر على المشهد السورى من خلال تنظيماته السرية والعلنية ويدعمه طبقة التجار والرأسماليون وتتوافق معه وترى فيه أنه أنسب نظام لاستقرار سوريا ولتأمين مصالحهم وأموالهم.
4 - إن سوريا رمانة ميزان المشرق العربى لإمكانياتها العسكرية النظامية البرية والبحرية والجوية وما أصاب الجيش العراقى من ترهل نتيجة الصراعات العقائدية بين السنة والشيعة وما سبقه من تسريح له على خلفية الغزو الأمريكى للعراق سنة 2003.
5 - إن قيادات القوات المسلحة السورية تنتمى تنظيمياً وقيادياً إلى حزب البعث الحاكم ويسهم الجيش السورى فى دعم المنظومة السياسية فيها.
6 - إن سوريا دولة محورية فى منطقة المشرق العربى حققت نهضة اقتصادية وسياسية قوية انعكاساً لعلاقاتها السابقة مع تركيا فى ذلك الوقت وإيران والتى تطورت أيضاً إلى علاقات عسكرية ساهمت فى دعم الموقف العسكرى السورى.
7 - إن سوريا تلعب دوراً رئيسياً فى الاستقرار السياسى لدول منطقة المشرق العربى وخاصة لبنان والأردن التى احتضنت القيادات الفلسطينية الممانعة وخاصة قادة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامى.
8 - إن نجاح سوريا فى تحقيق مقومات الدولة المحورية عربياً وإقليمياً دفع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2010 إلى طلبها إعادة العلاقات معها بعد أن كانت مقطوعة منذ سنة 2005 على خلفية اغتيال الحريرى رئيس وزراء لبنان فى ذلك الوقت، واتهام سوريا بالضلوع فى هذه المؤامرة لقناعة الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانية تطوير هذه العلاقة للمساعدة فى تحقيق المصالح الأمريكية فى المنطقة.
9 - إن علاقات سوريا مستقرة مع دول الجوار وخاصة إسرائيل بالنسبة لتسوية النزاع السورى الإسرائيلى وأن سوريا لديها قناعة ثابتة بضرورة حل أزمة هضبة الجولان سلمياً.
10 - إن سوريا لديها علاقات متميزة مع كل من روسيا والصين ويحققان لها الحصانة الدولية ضد أية قرارات من مجلس الأمن الدولى كما أن لها علاقات متميزة مع حزب الله اللبنانى وتساهم فى تمرير الأسلحة القادمة له من إيران.
- وإذا ما انتقلنا إلى الصراع الحالى فى سوريا فإنه كان انعكاساً لاستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق الفوضى الخلاقة فى منطقة الشرق الأوسط بدءاً بالعدوان الإسرائيلى على لبنان سنة 2006 وفشله فى تحقيق أهدافه، مما أدى إلى تعاونها مع الجماعات الإسلامية فى سوريا لتحقيق هذا الهدف من خلالها حيث سعت إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وساطة وليد جنبلاط سنة 2007 حيث تواصلت مع تشينى نائب الرئيس بوش الابن وتم التنسيق بينهما وبين المخابرات الأمريكية ومجلس الأمن القومى الأمريكى على دعمهم تسليحاً وتمويلاً حتى لا تفقد الولايات المتحدة الأمريكية مصداقيتها أمام الشعوب العربية.
- وبدأت الجماعات الإسلامية فى سوريا بالتحرش بالنظام فى حلب وحمص وحماة وتمددت فى أطراف سوريا وزادت حدتها بعد ثورات الربيع العربى إلا أنها لم تحقق نتائج تجبر النظام السورى على الاعتراف بها أو السعى لتحقيق مطالبها وفى الوقت نفسه فلقد تشكلت تنظيمات أخرى معارضة حصلت على تمويل وتسليح من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية والإقليمية.
- وفى إطار سعى جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق حلمها وطموحاتها لإنشاء دولة الخلافة الإسلامية بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مشروع الإسلام السياسى لتقسيم الشرق الأوسط إلى مشروعين: أحدهما: المشروع الصهيونى فلقد حشدت جميع إمكانياتها لدعم معركة الجماعات الإسلامية ضد نظام الحكم السورى أثناء تقلد جماعة الإخوان المسلمين الحكم فى مصر سنة 2013 بإرسال متطوعين من الجماعات الإسلامية المنتشرة فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة مصر تحت نداء لبيك يا سوريا مع دعمهم مادياً وتسليحاً، ووظفت جميع وسائل الإعلام التابعة لها لدعم معركة الجماعات الإسلامية ضد نظام الحكم فى سوريا.
- كما انتقلت تصفية الحسابات مع النظام السورى إلى الجامعة العربية التى اتخذت موقفاً مريباً وظالماً من سوريا مازالت مدلولاته ومبرراته غير منطقية ويشوبها الخلل فى اتخاذ القرارات مما نتج عنه تجميد عضوية سوريا فى الجامعة العربية، مما أضير بالموقف السورى ضرراً بالغاً أثر سلباً على قدراتها فى إدارة معركتها السياسية والإعلامية ضد الإرهاب فيها وساعد على تدخل دول إقليمية فى الصراع دون مبررات وأسباب مقبولة منها (تركيا).
- وإزاء فشل الجماعات الإسلامية فى تحقيق أهدافها ضد النظام السورى فلقد تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية تدخلاً مباشراً لدعمها، كذا المعارضة السورية المسلحة وبدأت فى تدريبها فى دول الجوار وأدى صمود الجيش السورى فى مواجهة إرهاب التنظيمات الإسلامية والمعارضة السورية المسلحة إلى قلق الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذى أدى إلى إرسال خبراء أمريكيين لزيادة الجرعة التدريبية وتسليحهم بأسلحة حديثة، إلا أنه بمرور الوقت فشلت هذه التنظيمات جميعاً من تحقيق التوازن على الأرض عسكرياً مع الجيش السورى باعتباره هدفاً أمريكياً لإجبار النظام على التسليم بمطالبها.
- واستمر فشل المعارضة فى تحقيق أهدافها حتى استغل تنظيم القاعدة فى العراق فرصة الصراع بين نورى المالكى، رئيس وزراء العراق، فى ذلك الوقت، والسنة فيه وبدأ فى التمدد فى العراق تحت مسمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) واستولى على بعض المحافظات العراقية ونهب أموال البنوك فيها بالإضافة إلى الاستيلاء على حقول البترول بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة ومعدات الجيش العراقى مما دعَّم قدراتها القتالية والمادية كما استغلت أيضاً الأزمة السورية والصراع فيها بين الجيش السورى والمعارضة المسلحة والجماعات الإسلامية فى التمدد فى سوريا بالشكل الذى أصبح يهدد الأمن القومى السورى والعربى والمصالح الأمريكية والغربية فى المنطقة ويشكل خطورة مباشرة على الأمن الإسرائيلى وانقلب على تنظيم القاعدة وبدأ معركة السيطرة على كل التنظيمات الإسلامية خاصة تنظيم جبهة النصرة إلا أنها قد رفضت وفشلت فى إخضاعها.
- وإزاء صعوبة السيطرة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الولايات المتحدة الأمريكية وخروجها عن النص الأمريكى الذى أنشئت له كآلية من آليات تقسيم الشرق الأوسط الجديد قبل الانقلاب على تنظيم القاعدة وفشل خطة وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية فى التعرض لنظام الحكم السورى مما حدا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الدعوة إلى تشكيل تحالف دولى من القوات الجوية لتدمير داعش وتقليص دوره على الأرض وإعادته لحجمه الطبيعى قبل تمدده والحد من المتطوعين له من الدول الأوروبية والعربية، فى الوقت نفسه الذى بدأت فيه إسرائيل بالاستعداد للتعرض لتنظيم (داعش) باعتباره أصبح يمثل خطورة على الأمن الإسرائيلى منذ 2/6/2015 بدلاً من التقرير السابق لخطورته اعتباراً من سنة 2020 وبذلك تصبح الأراضى السورية هدفاً إسرائيلياً للتوسع خارج هضبة الجولان المحتلة بحجة المحافظة على الأمن الإسرائيلى، إلا أن الضربات الجوية للتحالف الدولى قد فشلت فى وقف تمدد تنظيم داعش، ويستمر هذا الفشل قائماً طالما لا يوجد تدخل برى للعمل على الأرض ضد تنظيم داعش تستخدم فيه الضربات الجوية كغطاء جوى للقوات البرية.
- وبعد فشل التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فى التعرض لتنظيم داعش وإيقاف تمدده والحد من نشاطه فلقد أعلن الرئيس بوتين فى 26/8/2015 عزم روسيا على التدخل عسكرياً للقضاء على تنظيم داعش وبدأ مرحلة الاستعدادات العسكرية لخدمة عملياتها فى سوريا بحشد قواتها الجوية بها للتعامل مع تنظيم داعش كغطاء جوى للقوات البرية السورية باعتباره الأسلوب القتالى الوحيد للقضاء على تنظيم داعش.
- ومن خلال نظرة تقييمية أيضاً على أطراف الصراع على المسرح السورى فإننا نشير إلى التالى:
1 - تعرض تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى هزة شديدة بعد ثورة 30 يونية سنة 2013 فى مصر، حيث تقلص دعم جماعة الإخوان المسلمين لها من دول المنطقة مادياً وبشرياً ضمن مشروعها الإسلامى لبيك يا سوريا.
2 - فشل المعارضة المسلحة السورية بجميع فصائلها وتحقيق التوازن على الأرض مع القوات المسلحة السورية رغم الدعم الأمريكى والغربى لها ودعم بعض الدول الإقليمية (تركيا) والعربية (السعودية - قطر) لها بالشكل الذى يجبر النظام السورى على التعامل معها ضمن التسوية السياسية.
3 - إن التدخل الروسى فى سوريا بجميع أشكاله القتالية قد فرض الأمر الواقع على الجميع وساهم فى فشل جميع مخططات إسرائيل للتدخل فى الأزمة السورية وأجبرها على التنسيق مع سعيها فى هذا المجال والحد من التدخل التركى فيه وأربك حسابات كل الدول المتداخلة فى الصراع، خاصة الموقف الأمريكى وزادت حدة الضغط عليه بعد أزمة اللاجئين السوريين لأوروبا والعملية الإرهابية الأخيرة فى فرنسا، حيث طالبت الدول الأوروبية بضرورة سرعة حل الأزمة السورية.
- ولما كان الحل السياسى للأزمة السورية هو المدخل الوحيد للقضاء على داعش فلقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الضغط الأوروبى عليها بلقاء قمة بين كل من الرئيس أوباما والرئيس بوتين حول سوريا وتم الاتفاق بينهما على ضرورة التصدى لتنظيم داعش وأن تظل سوريا موحدة من خلال عملية انتقال سياسى مع استمرار الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد تلاها اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا فى فيينا يوم 14/11/2015 شارك فيه وزراء وممثلو 20 دولة ومنظمة دولية وإقليمية وتم الاتفاق على خارطة طريق لحل الأزمة السورية تضمنت جدول زمنى لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة شهور لتعديل الدستور وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً مع وقف إطلاق النار فى أول يناير سنة 2016 وتجاهل دور الرئيس بشار الأسد عدا وزير خارجية المملكة العربية السعودية الذى أعلن عن دعم السعودية لعملية سياسية تقضى إلى رحيل الأسد أو أنها ستواصل دعم المعارضة لإبعاده بالقوة واتفق المؤتمر على استمرار التعرض لتنظيم داعش وجبهة النصرة آلتى حاولت الولايات المتحدة الأمريكية استثناءها إلا أن جميع الدول رفضت المقترح الأمريكى.
- ولقد استمر الموقف الأمريكى فى مناوراته حتى بعد مقررات مؤتمر فيينا حيث أعلن وزير خارجيتها أن الحل السياسى يتوقف جزئياً على الميزان العسكرى التى فشلت فى تحقيقه ميدانياً من خلال المعارضة السورية المسلحة وبدأت فى المطالبة بإنشاء منطقة حظر جوى على امتداد الحدود الشمالية السورية وأخرى قرب الحدود الجنوبية مع الأردن مع دفع تركيا إلى إنشاء منطقة آمنية على حدودها مع سوريا تحت مظلة الحظر الجوى فيها بهدف تجميع المعارضة السورية المسلحة فى هذه المنطقة ليمثل واقعاً على الأرض لمعارضة لفرض نفسها على أية مفاوضات سياسية مع النظام فى ظل تسوية الأزمة سياسية طبقاً لخارطة طريق مؤتمر فيينا فى نفس الوقت الذى تحاول المملكة العربية السعودية تحقيق أهدافها أيضاً ضد استمرار الرئيس بشار الأسد فى السلطة خلال الفترة الانتقالية من خلال تجميع المعارضة السورية المسلحة بجميع فصائلها فى الرياضة الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر سنة 2015 للخروج بكيان سياسى وصيغة توافقية بين فصائل المعارضة لاستخدامه سياسياً وميدانياً ضد نظام الرئيس بشار الأسد خاصة أن تنحيته ليس شرطاً مسبقاً لكنه ليس جزءاً من المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا وأن توحد المعارضة ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة يرتبط ارتباطاً كلياً بوضوح مستقبل بشار الأسد طبقاً لمقررات مؤتمر الرياض الذى يؤيد ويصر على ضرورة التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد طبقاً للمفهوم السعودى فى هذا المجال مع إطلاق دعوات طائفية ومذهبية تشاركها فيها تركيا وقطر وشخصيات خليجية وعربية وتنظيم الإخوان المسلمين لتصوير التدخل الروسى بأنه عدوان على الأرض ضد المسلمين فى سوريا.
- بالإضافة إلى ما سبق فإن تباين المصالح يحول دون تشكيل تحالف دولى ضد تنظيم داعش باستثناء الموقف الروسى وتأتى حادثة إسقاط الطائرة المقاتلة القاذفة (سوخوى 24) لصاروخ تركى جو جو ليغير قواعد المواجهة فى سوريا حيث أدى ذلك إلى منع دول التحالف الدولى من إقامة المناطق العازلة والهدف التركى المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية لإنشاء المنطقة الآمنة لتجميع المعارضة المسلحة السورية لتحقيق أهداف الأجندات الدول الخارجية التى تمثلها فى العملية السياسية بعد أن فشلت فى تحقيقه ميدانياً رغم الدعم العسكرى الأمريكى لها تمويل وتدريب وتسليح وتعزيز روسيا دفاعاتها الجوية فى سوريا حيث أقامت قاعدة صواريخ (إس 400) لحماية قواتها الجوية وعملياتها ضد أية تدخل أجنبى فى المجال الجوى السورى.
- وعلى ضوء كل ما سبق فإنه ومما لا شك فيه، فإن اختلاف الرؤى بين مواقف القوى الأجنبية وبعض الدول الرافضة لاستمرار النظام السورى فى جميع مراحل تسوية الأزمة سياسياً وبين موقف النظام السورى وروسيا حول بدء وسبل الحل السياسى أدى إلى انعدام التوافق بين المسارين وهو ما سيؤدى إلى التصادم بينهما حول تنفيذ خارطة الطريق السياسية طبقاً لمقررات مؤتمر فيينا إلا أن الموقف العسكرى وإنجازاته على الأرض ميدانياً ضد كل من تنظيم داعش وجبهة النصرة هو الذى سيقود الموقف السياسى ويفرض مقوماته لحل الأزمة السورية والذى يتماشى مع موقف النظام السورى الرافض لبدء التسوية السياسية قبل تحرير جميع الأراضى السورية من التنظيمات الإرهابية وسيطرة الدولة على كل الأراضى السورية ووحدة الشعب السورى وعودة اللاجئين السوريين إلى سوريا.
- وفى النهاية فإن سوريا تواجه معركة شرسة ضد سيادتها تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها المملكة العربية السعودية لتجميع المعارضة فى كيان سياسى (مؤتمر الرياض) وإنشاء كيان عسكرى لها على الحدود التركية السورية من خلال تركيا (منطقة آمنة وحمايتها بالحظر الجوى عليها) والذى حالت حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية من إتمامها، وبذلك يبقى الكيان السياسى للمعارضة السورية المسلحة هو المناخ لتحريكه ضد النظام السورى منهم ويبذلون قصارى جهدهم لدعمه أوروبياً (مؤتمر باريس) وأمريكياً لتقنين دورها لفرضها على النظام السورى بعد الفشل الميدانى الذى لم تستطع تحقيقه لصمود الجيش السورى والمنظومة السياسية السورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.