صرح الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بأنه سيتم إطلاق اسم الراحل خيري شلبي على الدورة الجديدة من المسابقة المركزية الأدبية للهيئة؛ كما سيُطلق اسم خيري شلبي على مكتبة قلين التابعة لهيئة قصور الثقافة، جاء ذلك خلال الاحتفالية الثقافية التي أُقيمت أمس ببيت السحيمي لتكريم الكاتب الراحل خيرى شلبى . حضر الندوة عدد كبير من المثقفين والنقاد والإعلاميين والشخصيات العامة وأبناء أسرة الراحل وهم زين وريم خيرى شلبى. وقال سعد عبد الرحمن خلال كلمته:" التأبين لا يكون إلا للأموات وخيري شلبي من الأحياء فهو حيّ بيننا بإبداعاته وأعماله التي قدمها إلي جماهير القراء في مصر والوطن العربي؛ فإن غاب خيري شلبي عنا بجسده فهو معنا بإبداعه وأعماله الأدبية الرائعة". وتساءل زين خيري شلبي خلال كلمته عن والده : "هل أقول مدفوعا بعاطفتي: إنه كان أعظم الآباء؟ أم أعلن بذائقتي التي تكونت عن عشرات من الكتب التي قرأتها أنه كان أفضل الرواة؟ لن أكون موضوعيا في الحالتين، كما لن أكون موضوعيا إن قلت إنني صادفت أعظم من خيري شلبي انسانا، أو أفضل منه كاتبا وحكاء ومثقفا موسوعيا لم يعد في حياتنا من نظرائه إلا القليلون ". كما تضمنت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلى للكاتب الراحل خيرى شلبى اعداد وإخراج أحمد العايدى، وندوة بعنوان "مداخل جديدة فى قراءة إبداع خيرى شلبى"، شارك فيها مجموعة من الكتاب والنقاد وهم د.حسين حمودة حيث قدم عرضاً نقدياً لمجموعة خيري شلبي "ما ليس يضمنه أحد " والتي تظهر تجارب فريدة في الحب، ورؤى متميزة للزمان، ولغة أثيرة تبدت في هذه المجموعة مثلما ظهرت في كل أعماله. وأوضح الدكتورمحمد حافظ دياب في كلمته أن خيري شلبي قدم خطاباً ثقافياً للإبداع في المجتمع المصري، وأتيحت له تلك الفرصة من خلال عوالم مختلفة عاشها شلبي بوظائف وأعمال ومهن متنوعة جعلته يتقابل مع أشخاص وأماكن، كان من الصعب علي الخيال الإبداعي أن يصل إليها ويعبر عنها بدون تلك التجارب المعيشية. وأشار د.محمد حافظ دياب إلي أن المكان يمثل المرتكز الأساسى فى كتابة خيرى شلبى اعتباراً من البدء بالجغرافيا الطبيعية "المكان" ثم الجغرافيا البشرية "الناس" ثم الجغرافيا السياسية والعلاقات والصراعات بين شخصياته إنتهاءً إلى الجغرافيا الجمالية وهى ما تتضح فى تفصيله لأشكال المعمار. كما أضاف دياب إلى أن تيمة أساسية تتصل بلغة الروائى خيرى شلبى وهى لغة الصمت البادية لديه فى التحديق والنظرة واللهفة والدمعة وهى كلها تتواجد فى أعماله، وأن الباحثين حاولوا مقاربة لغة هذا الروائى من خلال منظور الشفاهى والكتابى أو العامى والفصيح وهذا غير صحيح لأنه قبل تواجد اللغة الشفاهية كانت هناك اللغة الطبيعية . وأختتمت الاحتفالية بشهادات فى رحلة خيرى شلبى، قدم فيها بعض الأدباء والشعراء شهاداتهم ، وشارك فيها السينارست الكاتب محمد السيد عيد الذي أوضح أن الكاتب الراحل دائما ما كان يحب أن يُنادي بالعم خيري شلبي ، ويذكر السيد عيد إلي أن خيري شلبي امتد خياله ليشمل كتابة سيناريو لأهم عمل أدبي له وهو "الوتد" فهو من روائع الأعمال التي لا يمكن تجاوزها في تاريخ التلفزيون. ومن ناحية أخرى ذكر الشاعر فارس خضر أن خيري شلبي واجه نقداً شديداً من بعض النقاد لنشره أشعارا ومقالات في مجلة الشعر لأناس مغمورين لم يكن لهم أية أعمال سابقة، إلا أن خيري شلبي كان دائما ينظر إلي العمل الأدبي بعين إبداعية، وكان أغلب ما ينشره يأتي من خلال البريد من أقاليم وقرى نائية .. أصبحوا فيما بعد نماذج مضيئة وبارزة في الحياة الثقافية. واعترض محمود الوردانى علي وصف خيري شلبي بحكاء المهمشين، مستنداً في ذلك إلي أن خيري شلبي لم يكن يكتب عن المهمشين من الخارج بل امتزج بهم وخالطهم، وإنما كتب عنه من داخل قلبه ومن ثم حوله من هامش إلي متن ذي بنيان قوى ومتكامل. وأخيرا ذكر شعبان يوسف مدير الندوة أن شلبي ظل حبيس الدراسات ومتخفيا وراء المقالات حتى صدور روايته الأولى " اللعب خارج الحلبة " عام 1971.