عرض موقع "Muslim News" الطبعة الثانية من كتاب " كل ما يريده الشخص لمعرفة الإسلام" للكاتب جون اسبوسيتو، وهو أستاذ جامعى فى الأديان والشئون الدولية والدراسات الإسلامية بجامعة جورج تاون وأحد خبراء الولاياتالمتحدة. يتكون الكتاب من مقدمة عامة وستة فصول منفصلة، ويُفسر الكاتب فيه منهجه في تناول الإسلام حيث يقول "إن المواجهة بين الغرب والإسلام، وبين الأمريكيين والأوروبيين المسلمين وبين التقاليد اليهودية والمسيحية، والعلمانية للأمريكيين والأوروبيين ليست صداماً أو تناقضاً بين عالمين مُنفصلين، فإن اليهود والمسيحيين والمسلمين جميعاً أبناء سيدنا إبراهيم". وأضاف اسبوسيتو :"إن الإسلام دين عالمى له عواصم كثيرة، ليست فقط القاهرة ودمشق والقدس وأسطنبول، إسلام أباد، وجاكرتا، وكوالامبور؛ ولكن أيضاً فى واشنطن، ونيويورك، وباريس، ولندن، ومارسليا، لذلك فإن مستقبلنا المشترك يتطلب منا إحساسا أوسع بالتعددية والتسامح المبنى على الاحترام، والتفاهم المتبادلين، لذلك يجب أن نفهم ما هو الإسلام، وما يؤمن به المسلمون، وما نعرفه عن المسلمين كى يتحقق هذا التفاهم المتبادل" ويرى الكاتب أن تحقيق التفاهم المتبادل مشروط بالابتعاد عن وسائل الإعلام التى تسخر من قرابة 1.5 مليار مسلم حول العالم، والتى عملت بشكل منهجى على تشويه صورة الإسلام، خاصةً وسائل الإعلام اليمينية ومن يظهر عليها من "خبراء" و"مُعلقين" الذين أرسوا ثقافة الخوف والتشكيك فى الإسلام الذى يدعو في الأساس إلى السلام. ويحرص اسبوسيتو على تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون المشترك بين المسلمين وغير المسلمين من خلال النقاش، والحوار، والجدال البناء؛ فعلى الرغم من أن الكتاب لم يخلُ من الأخطاء، أو التفسير المضلل إلا أنه يستحق القراءة خاصةً بالنسبة لغير المسلمين، فاسبوسيتو يستحق الثناء من أجل نواياه الطيبة وجهوده لتعزيز الوعى والفهم بالإسلام فى داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. يتميز أسلوب كتاب " كل ما يريده الشخص لمعرفة الإسلام" بالمزج بين الأسلوب الأكاديمي والعرض الصحفى معاً، حيث يحرص الكاتب على إيصال ما يؤمن به المسلمون، ومعرفة لماذا يفعلون ما يفعلون. يُذكر أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت فى عام 2003 ومنذ ذلك الحين تمت مراجعته وتحديثه، وإعادة إصداره لتلبية الاحتياجات المتزايدة لدى الأمريكيين لفهم الإسلام كثقافة وإيمان وحضارة. الجدير بالذكر أن جون اسبوسيتو يُعد أحد كبار علماء مركز جالوب؛ حيث يقوم بتحليل البيانات السائدة في دول العالم الإسلامي من خلال استطلاعات الرأى التى يُجريها المركز، وقام بتأليف 35 كتابا وترجمت كتبه ومقالاته لأكثر من 21 لغة منها العربية والفارسية والأردية والباسا الإندونيسية والتركية واليابانية والصينية واللغات الأوروبية ونُشر له العديد من الكتب حول تعاليم الدين الإسلامى، ودور المسلمين فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر، بالإضافة لتحريره موسوعة أكسفورد للعالم الإسلامى فى عام 2009.