استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة للكتاب، احتفالية بمناسبة صدور العدد رقم 300 من سلسلة "تاريخ المصريين"، بحضور الدكتور محمد صابر عرب، رئيس تحرير السلسلة، والدكتور فاروق جاويش، مدير تحريرها، والدكتور مصطفى الفقى، والدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث. وأكد الدكتور محمد صابر عرب، رئيس تحرير سلسلة تاريخ المصريين،أن وزارة الثقافة تعرضت في السنوات القليلة الماضية لعتاب شديد من المجتمع، ولعل معظم العتاب لم يتعمق في طبيعة الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد، ولم يلتفت إلى كمية النشر التي نشرتها الوزارة، ممثلة في سلاسل الهيئات الثقافية المختلفة، حيث وصلت الأعمال المنشورة في مؤسسات الدولة إلى عدد ضخم يعادل ما نشر في مؤسسات القطاع الخاص لمدة ثلاثين سنة ماضية، وهو ما يؤكد أن مصر لا تعاني أزمة نشر، بقدر ما تعاني من أزمة قراءة. وأوضح الدكتور محمد صابر عرب، أن سلسلة تاريخ المصريين بدأت عام 1987م، برئاسة تحرير الدكتور عبد العظيم رمضان، وهي سلسلة من أهم المشروعات التي وجهت للمجتمع المصري، وحققت له فائدة ثقافية كبيرة، والملاحظ من عنوانها أنه جامع وشامل لتاريخ المصريين، القديم والحديث والمعاصر. وأشار الدكتور محمد صابر عرب، إلى أن المصريين أقاموا حواجز خراسانية مع التاريخ، حتى أصبح لديهم خصومة مع تاريخهم، وبالتالي بدأت الخرافات تنمو في وجدان العقل المصري، فمثلا نرى أن العقل المصري لديه رؤية سلبية عن الملك فؤاد رغم تمتعه برؤية ثقافية واسعة فهو الذي أنشأ المسرح القومي، ودار الأوبرا بالإسكندرية وطنطا ودمنهور، كما أنشأ الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ومعهد الموسيقى العربية. وأكد صابر عرب على ضرورة إعادة قراءة التاريخ مرة أخرى بحياد تام، والتجرد من الشائعات التي تطلق حول الشخصيات التاريخية، ومعرفة محاسنهم ومساوئهم معًا. وقال الدكتور مصطفى الفقي، إن "تاريخ المصريين" تغطي نقصًا كبيرًا لدى القراء الشباب، وهي إحياء لروح دراسة التاريخ، فلا تستقيم رؤية أي مفكر سياسي أو صحفي أو أي شخص ممارس للحياة العامة، إلا بقراءة التاريخ، وهذه السلسلة تفتح المجال المتعدد للكتابة في زوايا مختلفة عن تاريخ مصر. وأكد الدكتور مصطفى الفقي أن مصر تعاني من أزمة ثقافية حقيقية، وأن أزمة الثقافة في الأساس مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتعليم، فإذا صلح التعليم، صلحت الثقافة،وأن دور مصر الإقليمي والعالمي تراجع، بسبب تراجع القوى الناعمة المتمثلة في التعليم بالدرجة الأولى. وأشار الدكتور مصطفى الفقي، إلى أن المصريين برعوا في نفاق الحاكم لأسباب مختلفة، وهو ما أدى لرؤية مشوشة للشباب عن تاريخهم، فانفصلوا عن تاريخهم، مطالبًا مؤرخو التاريخ بالتعامل معه وكتابته بموضوعية شديدة، حتى يتعرفوا على التاريخ الصحيح لبلادهم، ومؤكدًا أن قيام الثورات يساهم إلى حد كبير في إسقاط الحواجز، وخلق مناخ من الحرية يمكن المؤرخين من كتابة التاريخ دون انحياز، ودون خوف من الحاكم.