تخوين وائل غنيم بقلم :مصطفى عبيد منذ 1 ساعة 31 دقيقة من مستصغر الشرر تشتعل النيران، ومن نبت صغير تكسو الخضرة صحراء التخلف ، ومن براعم ضئيلة ينسحب القبح من مشهد الوطن. ولدت الثورة المصرية من حيث لا نحتسب شابة صاحية قاهرة مستقلة ونادرة فى تحضرها . لم يكن الاخوة المباحثيون يتصورون أن شابا ثلاثينيا لا ينتمى لحزب سياسى ولا يعرفه احد قادر على اطلاق نهار الحرية فى بلد عرف القهر عقودا طويلة وعاش الظلم كعادة يومية . كان وائل غنيم جديدا ومتطورا ومنظما ومخلصا لفكرة رد الظلم ورفع قبضة التحدى فى وجه الطغيان. صغيرا، لكنه كبيرا بجرأته وفدائيته وصبره واجتهاده.. بعيدا ومستبعدا، لكنه حاضر بفكره ونشاطه ونظامه.. وبحب وصدق ونقاء مد التكنولوجى الشاب خيوط التحرر والتمرد لأمة نامت عقودا فى فراش الخوف والتسليم للمستبدين. وعندما أضاءت الثورة العالم ورحل آخر الفراعنة لم يطلب الثائر الشاب منصبا، ولم يسع لجاه، ولم يتباه بمجد، بينما اقتسم كثير من المتفرجين قطاف الثورة. لقد دفع وائل غنيم ثمن المواجهة اعتقالا وخوفا، ولم يطلب من أحد ان يسدد له فواتير ذلك. وعندما أطلق مختطفو الثورات رصاصهم عليه تخوينا وتشويها ولمزا التزم الصمت قانعا بما فعل. قالوا عليه ماسونى وسكت، وادعوا انه عميل لأمريكا دون سند، ونسجوا عنه الخرافات واختلقوا حوله الاكاذيب، وافتروا عليه ولم يرد. وعندما تم ترشيح وائل غنيم لجائزة نوبل للسلام مناصفة مع اسراء عبد الفتاح وحركة 6 ابريل استكثر اصحاب الحناجر الزاعقة، والاتهامات المقولبة عليه ذلك، وهمزوا ولمزوا فيمن رشحه ومن سانده وكأن كل نجم يلمع فى بلادنا لا يلمع الا فى اطار مؤامرة خارجية. لم ندع لوائل ولم نقف معه، ولم نؤيد ترشيحه، ولم نفرح لاقتراب مصر من نوبل بعد أن حازتها اربعة مرات على ايدى السادات ونجيب محفوظ وأحمد زويل ومحمد البرادعى. على العكس من ذلك فتح الحاسدون والمتفرجون وأصحاب القامات المقوسة فى عهد مبارك نيران حقدهم على الشاب الصغير الذى عرّى نفاقهم و فضح فشلهم. لقد تعرض كل دعاة الاصلاح لسهام مسمومة من بنى اوطانهم . وقديما كتب مؤرخو الموازنات يلعنون احمد عرابى ويتهمونه بالتهور، وصب شيوخ التعقل اتهامات التطرف على سعد باشا زغلول، وأطلق الفاشيون رصاص التخوين على الزعيم النبيل مصطفى النحاس. وظلت سنة الله الكونية هى الغالبة فذهب الزبد جفاء ومكث فى الأرض ما ينفع الناس، ورد التاريخ الاعتبار للشجعان والنبلاء، وسقطت عنهم أحاديث الافك والتلويث والتشويش. والله أعلم. [email protected]