عادت أزمة رغيف الخبز لتمثل واحدة من المشكلات التى تؤرق المواطنين بمحافظة الأقصر رغم وعود المحافظ بافتتاح مخبز المليون رغيف و الذى أعلن انه سيتم افتتاحه فى 19 سبتمبر الحالى إلا أن سياسة التعتيم مازالت تخيم على عدم افتتاح المخبزحتى الآن و ما زالت مشكلة رغيف الخبز ترسخ مبدأ الوعود الزائفة للمسئولين و تزعزع ثقه المواطن بالحكومة . ويرجع بعض مسئولى التموين بالأقصر سبب المشكلة الى سوء توزيع المخابز تناسبا مع الكتلة السكانية فمثلا فى قرية منشأه العمارى يوجد اكثر من 14 مخبزا بالرغم من كونها قرية و يعتمد اغلب اهالى المنشأه على الخبز الذى يتم تصنيعه داخل المنازل و هو ما يطلق عليه الخبز الشمسى وبذلك يتاح لأصحاب المخابز بيع الدقيق فى السوق السوداء . كما أن مشكلة ضعف الرقابة التموينية تشكل عاملا مساعدا على تفاقم جشع أصحاب المخابز لبيع الدقيق المدعم بالسوق السوداء ففى مدينة الأقصر و توابعها من قرى و نجوع يوجد 4 مفتشين فقط يتم تقسيمهم على 56 مخبزا. كما أن مشكلة غلاء أسعار العلف تدفع أغلب مربي المواشى لاستخدام الخبز المدعم كعلف لمواشيهم لاحتوائه على نسبة عالية من النخالة التى تمثل غذاء اساسيا للمواشى و الاغنام ،ففى قرى الطود و المنشأة هناك اعداد كبيرة من رؤوس الماشية و تعد تلك القرى الاكثر استهلاكا لرغيف الخبز لاستخدامه كعلف . كما أن الاقصر تعد المحافظة الوحيدة التى لم تطبق سياسة فصل الانتاج عن التوزيع فى الخبز . ورغم الكثافة السكانية الكبيرة لبعض القرى الا ان قلة عدد المخابز يحول دون حصول المواطن على الرغيف المدعم فهناك قرية النمسا و تحوى 14 نجعا و يوجد بها مخبز واحد لا يفى بحاجة الاهالى من الخبز وايضا قرية المساوية و التى تضم 5 نجوع إضافة للعزب و الحواجر و التى لا تزيد حصتها عن 300 رغيف من المخبز الوحيد المتواجد بها . وقد تقدم الأهالى فى مدن وقرى ونجوع الأقصر إضافة الى شباب الائتلافات الثورية بمئات الشكاوى والمطالب للمسئولين وفى مقدمتهم المحافظ لتحسين مستوى رغيف الخبز ،إلا أن المسئولين لايستجيبون لأى مطلب وكأنهم فى انتظار ثورة أخرى .