صدقي أو لا تصدقي، لا يصرخ طفلك الدارج " الطفل في مرحلة ما بعد الحبو " ويرفع صوته عالياً لأنه يريد إزعاجك، ولكن لأنه مفعم ببهجة الطفل الدارج واستمتاعه بالحياة. يستكشف قوة صوته ويجرب ما يمكنه فعله بهذا الصوت. ولماذا يندفع ويتحمس لفعل ذلك وأنتما في السوبر ماركت أو البنك؟ فقط بسبب الصدى أو ارتداد الصوت الجميل في المساحات الكبيرة المفتوحة! يصرخ بعض الأطفال لجذب اهتمام والديهم. إنها طريقتهم في قول "هيا، أنظروا إليّ!". يصرخ آخرون عندما يريدون شيئاً ما لا يستطيعون الحصول عليه، مثل البسكويت أو لعبة أحد الأصدقاء. في هذه الحالة، يعني صياحه "أنا أريد هذا الشيء. أعطيني إياه الآن!" ماذا تفعلين حيال الصراخ؟ لن يساعد صراخك على طفلك ليخفض صوته؛ سيجعله فقط يفهم أن من كان صوته أعلى هو من يسيطر على الوضع. أفضل طريقة هي تجنّب المواقف التي تغري طفلك برفع صوته وتحويل انتباهه عندما يبدأ بالصراخ. إليك بعض الأفكار: خطّطي ليومك وفقاً لجدوله الزمني. ليس من الممكن دائماً تفادي اصطحاب طفلك، لكن كلما أمكن، تأكدي من أنه قد أخذ قسطاً من الراحة، وأن معدته ممتلئة، ومثانته فارغة عند مغادرة المنزل. حتى أنت، إذا كنت متعبة وجائعة لن يكون لديك الصبر أو الطاقة للذهاب للتسوق في سوبر ماركت كبير وبارد. التزمي بالمحلات التجارية والمطاعم الصاخبة. عندما يرافقك طفلك، ابتعدي عن الأماكن الهادئة أو الرومانسية أو الرسمية. بدلاً من ذلك، اذهبي إلى حيث تذهب العائلات الأخرى. سيكون شعورك بالحرج أقل عندما يصرخ طفلك بصوتٍ عالٍ في أحد المطاعم الصاخبة بالفعل. وسيقل احتمال تعزيز سلوكه هذا بقضاء وقت طويل جداً في محاولة تهدئته. أطلبي منه أن يخفض صوته. إذا كان طفلك يصرخ لأنه سعيد، حاولي عدم التعليق أو الانتقاد. لكن إذا كان يزعجك حقاً، اطلبي منه "خفض صوته" والتوقف عن الصراخ. اخفضي صوتك بحيث يستدعي أن يهدأ ليسمعك وقولي له بهدوء: "أنا لا أحتمل هذا الصراخ يا عزيزي. إنه يسبب لي صداعاً شديداً". حوّلي الأمر إلى لعبة. حاولي إشباع رغبته في الصراخ بقولك: "دعنا نصرخ معاً بأعلى صوت ممكن"، وجاريه بعد ذلك في التصرف من دون قيود. ثم اخفضي الصوت قائلة: "الآن حان الوقت لنعرف من الذي يستطيع أن يهمس بشكل أفضل". ثم، وكأنكما تلعبان لعبة "قال المعلّم"، انتقلي إلى حركات أخرى، مثل وضع يديك على أذنيك أو القفز إلى الأعلى والأسفل ما يجعل الصراخ يبدو وكأنه مجرد أحد الأمور الكثيرة الممتعة التي يمكنه القيام بها. ابحثي في مشاعره. إذا كان طفلك يصرخ لأنه يريد اهتمامك، اسألي نفسك ما إذا كان منزعجاً حقاً أو متضايقاً. إذا كنت تعتقدين أنكما في جو لا يطاق بالنسبة له، لنقل سوبر ماركت ضخم مكتظ بالناس، استعجلي في إكمال تسوقك وغادري بسرعة. ربما عليك التسوق في المحلات التجارية الصغيرة لبعض الوقت، أو زيارة الكبيرة منها خارج ساعات الذروة. إذا كنت تعتقدين أنه يشعر قليلاً بالملل أو التعب، تقبلي مشاعره. وقولي بهدوء: "أعلم أنك تريد العودة إلى المنزل، ولكن ليس علينا سوى الانتظار لبضع دقائق، لقد انتهينا تقريباً"، وواصلي في الأمر. لا يقتصر ذلك فقط على أنه سيشعر بالارتياح بعد أن تعرفي إحساسه، بل سيساعده على تعلم كيفية التعبير عن مشاعره بالكلمات. إذا كنت تعرفين أن طفلك يصرخ لأنه يعتقد أنك بذلك تعطينه البسكويت، فلا تعطيه إياه. عليك ألا تعززي سلوكه هذا بمنحه ما يريده عندما يصرخ. بدلاً من ذلك، قولي بهدوء: "أنا أعلم أنك تريد بسكويتاً، ولكن علينا أن ننهي هذا الأمر أولاً. يمكنك أن تحصل على البسكويت عندما نصل إلى البيت". لا مانع من أن تقولي أنه يستطيع الحصول على البسكويت في وقت لاحق إذا تصرف على نحو أفضل. بحلول وقت حصوله على البسكويت، ربما لن يتذكر ما فعله ليستحق هذه المكافأة. ببساطة قدمي له البسكويت لاحقاً في المنزل. أبقيه منشغلاً. اجعلي الذهاب إلى الخارج أكثر متعة لطفلك بإشراكه في نشاط ما. إليك استراتجيتان للتجريب: - إلعبي معه لعبة. تحدثي إلى طفلك وأنت ذاهبة للتسوق. أخبريه بما تفعلينه وما يحدث من حولكما وما إلى ذلك. أطلبي منه مساعدتك على التقاط الأشياء من على الرفوف أو ألّفي أغنية تصف ما تفعلانه لمزيد من متعة. - قدمي له ألعاباً ووجبات خفيفة. احرصي فقط على إعطائها لطفلك قبل أن يصرخ. إذا انتظرت حتى يصرخ لتعطيه البسكويت، ستعطينه رسالة بأنه يحصل على ما يريد عندما يرفع صوته. قدمي له وجبة خفيفة أو لعبة عندما يكون هادئاً، وانظري إن لم يكن بإمكانك إضفاء المزيد من المرح. احتفظي بلعبة "مميزة" في السيارة على سبيل المثال لإلهائه أثناء الرحلات في السيارة. أخيراً، تجاهلي الأشخاص المتفرجين من حولك. الجزء الأصعب بالنسبة للعديد من الأمهات في التعامل مع الطفل الدارج الذي يحب الصراخ هو تجاهل نظرات الاستنكار من الآخرين. إذا كنت في مكان ما مثل مكتبة أو مطعم هادئ، فسيشوش صراخ طفلك الأجواء بشكل كبير. خذيه فقط إلى الخارج لبعض الوقت. ولكن في مكان مثل السوبر ماركت أو مراكز التسوق، دعيهم ينظرون. وستستطعين تجاوز الأمر!