حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"التغيير" تحاور نائب رئيس حزب العمل وتكشف أسرار الماضي
المخلوع حارب الجميع لمنع توحيد الإسلاميين والحزب ليس حصان طروادة لإيران
نشر في التغيير يوم 27 - 07 - 2012

أعاد الصدور الجديد لجريدة " الشعب" ، لسان حال حزب العمل، النشاط العملي للحزب الذي قاد المعارضة المصرية طوال أكثر من 20 عاما زمن مبارك والسادات.. الحزب خاض معاركه عبر الجريدة ونوابه في البرلمان خصوصًا وقت تحالفه مع جماعة " الإخوان المسلمون".
"التغيير" حاورت الأستاذ "عبد الحميد بركات" نائب رئيس الحزب حول "الجديد" الذي يرى الحزب أن بإمكانه تقديمه لمصر خلال هذه المرحلة.
بركات كشف خلال الحوال عشرات الكواليس والحقائق حول نشأة حزب العمل في أواخر سبعينيات القرن الماضي وعلاقته بنظامي السادات ثم مبارك، وكذلك علاقته بالحركات الإسلامية التى حاول زعيمه "عادل حسين" تجميعها في بوتقة عمل واحدة مما سبب توترا شديدا في العلاقة بين الحزب والسلطة أدى في نهاية المطاف لتجميده طوال 15 سنة وعدم تنفيذ اكثر من 14 حكم قضائي بعودته للعمل.
وإلى الحوار..
- في البداية ..ومع صدور الإصدار الجديد من جريدة الشعب، والحزب مقبل على فترة جديدة من العمل السياسي وفي خضم العدد الكبير من الأحزاب الجاري والمزمع إنشاؤها من عدد كبير من للسياسيين والنشطاء خصوصا العادين للفكرة الإسلامية.. نود أن يعرف القارىء موجزا لتاريخ حزب العمل ومراحل تطور خطابه الإسلامي والسياسي.
* لمعرفة تاريخ الحزب يجب معرفة سيرة مؤسسه الأستاذ الراحل إبراهيم شكري المجاهد الكبير ..إبراهيم شكري قبل ثورة يوليو كان نائبا لرئيس حزب مصر الفتاة الذي كان في البداية جمعية مصر الفتاة في 1933 ثم صار حزب مصر الفتاة في 1936 ثم الحزب العربي الاسلامي في 1941 ثم مصر الفتاة مرة أخرى في 1944 ثم الحزب الاشتراكي في 1950.. انضم إبراهيم شكري لحزب مصر الفتاة أثناء مظاهرات الطلبة التى اندلعت ضد الاحتلال الانجليزي في 19 أكتوبر 1935 وأثناءها أصيب إصابات بالغة مع الشهداءا لعظام أمثال عبد الحكم الجراحي وعبد المجيد مرسي الذين استشهدا في تلك المظاهرات التى قامت احتجاجا على تصريحات وزير خارجية بريطانيا ووقتها نقل ثلاثتهم على عربة كارو من كوبري عباس إلى مستشفى قصر العيني ..وكانت إصابة إبراهيم شكري بالغة ولذلك أطلق عليه الأستاذ أحمد حسين لقب "الشهيد الحي"
واستمر إبراهيم شكري كاتبا في صحف مصر الفتاة وكذلك جاهد بماله فقد تحمل بمفرده نفقات الكتيبة التى أرسلها الراحل أحمد حسين إلى فلسطين وهي كتيبة الشهيد مصطفى الوكيل..وضمت الكتيبة متطوعين من مصر الفتاة وقادها ضابط بالجيش المصري استقال ليقودها هو عبد العزيز حمدي سالم الذي كان أيضا من مؤسيي حزب العمل وأول أمين لصندوق الحزب حتى وفاته رحمه الله عام 1984.
بعد قيام ثورة يوليو وإلغاء الأحزاب اعتكف إبراهيم شكري في عزبته واعتزل العمل السياسي حتى عينه جمال عبد الناصر أمينا معينا للاتحاد الاشتراكي بالدقهلية وهنا رشح إبراهيم شكري نفسه عن دائرة شربين عام 1964 ونجح وكان رئيس لجنة الزراعة بمجلس الأمة من 1964 إلى 1968ثم تم ترشيحه نقيبا للزراعيين ورئيسا للجنة الزراعة بالاتحاد الاشتراكي وصار كذلك أمينا للمهنيين بالاتحاد الاشتراكي وفي 1974 عينه أنور السادات محافظا للوادي الجديد وفي انتخابات 1976 النيابية استقال إبراهيم شكري من موقعه كمحافظ وترشح في الانتخابات ونجح ..ثم في أول تعديل وزاري بعد أحداث 1977 عين إبراهيم شكري وزيرا للزراعة ثم أضيفت له وزارة الإصلاح الزراعي.
وفي يوليو 1978 وأثناء الخطاب الذي أعلن فيه السادات أنه سينزل للشارع السياسي ويشكل الحزب الوطني بعندما مثل حزب الوفد إزعاجا للسادات ونظم الأخير استفتاء شكليا حول فساد الحياة الحزبية قبل الثورة انتهى إلى أن كل الأحزاب قبل الثورة كانت فاسدة باستثناء الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل وحزب مصرالفتاة . كان السادات يفكر في تعيين إبراهيم شكري أمينا عاما لحزبه الجديد لكن شكري مع الراحل عبد العزيز على القريعي فكرا باتجاه مختلف وهو تأسيس حزب مصر الفتاة وكان معهما كثير من رموز مصر الفتاة قبل الثورة وبالفعل رفض عرض السادات.
واستقال إبراهيم شكري من منصبه الوزاري ليتفرغ لتأسيس حزب مصر الفتاة وهي الاستقالة الثانية من منصب تنفيذي ليتفرغ للعمل الجماهيري..وفي يوم عيد الفلاح 9 سبتمبر الذي يوافق ذكرى وقفة الزعيم أحمد عربي ضد الخديو توفيق ، أعلن إبراهيم شكري عن تأسيس حزب مصر الفتاة ، وبالمناسبة في يوم 9 سبتمبر 1950 قدم إبراهيم شكري مشروع قانون الإصلاح الزراعي للبرلمان عندما كان عضوا عن دائرة شربين لكن القانون رفض وهو نفس القانون الذي طبقته ثورة يوليو بعد قيامها .
وفي 12 أكتوبر نظم إبراهيم شكري المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد وهو أيضا يوافق يوم 12 أكتوبر من العام 1933 الذي تم فيه إعلان البيان التأسيسي لمصر الفتاة .
- لكن الحزب سمي "العمل" وليس مصر الفتاة ؟
* لهذا الاسم قصة ..إطلاق اسم حزب "العمل " على حزب إبراهيم شكري الذي أسسه عام 1978 يرجع لاقتراح من الأستاذ أحمد حسين المناضل الكبير وأستاذ إبراهيم شكري والمؤسس الأول لمصر الفتاة ..فقد رأى أحمد حسين أن ثورة يوليو نفذت أغلب ما نادى به حزب مصر الفتاة من الإصلاح الزراعي إلى الاستقلال إلى نقل تمثال رمسيس من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد الذي سمي فيما بعد بميدان رمسيس إلى إعادة رفات الشهيد مصطفى الوكيل من ألمانيا التى توفي بها .. لذا رأى أحمد حسين انه لا معنى لإطلاق اسم مصر الفتاة على الحزب الجديد فكان اقتراح تسميته "حزب العمل الإسلامي " لكن العقبة أمام ذلك الاسم كانت أن القانون يحظر إنشاء أحزاب على أساس ديني .. بعدها كان اقتراح تسميته "حزب العمل " لكن وقف أمام هذا الاقتراح وجود حزب صهيوني في إسرائيل يحمل نفس الاسم ..لذا انتهى الأمر للتوافق على تسمية الحزب ب"حزب العمل الاشتراكي" .. وكان برنامج الحزب هو أول برنامج سياسي في مصر ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع بل إن برنامج الحزب دعا لعدم تضمين القوانين المختلفة أية مواد تخالف الشريعة الإسلامية. وافقت لجنة شئون الأحزاب على الحزب وكان يضم 450 مؤسسا رغم أن القانون كان يستوجب 50 توكيلا فقط ..وانتشر حزب العمل في ربوع مصر كلها.
- إلى أي مدى شكلت أفكار أحمد حسين مرجعية فكرية لحزب العمل؟
* برنامج الحزب مستقى من أدبيات مصر الفتاة وكتابات أحمد حسين بصورة تامة تقريبا ..مثلا الدعوة المتعلقة لدعم الصناعة الوطنية والدعوة لدور مصري واسع في المنطقة ومن ذلك مثلا كون مصر والسودان كيانا واحدا ..استقى الحزب من أحمد حسين أيضا الإيمان بدوائر الانتماء الثلاثة: المصرية فالعربية فالإسلامية
- الملاحظ أن حزب العمل منذ إنشائه أواخر السبعينيات من القرن الماضي ظل يقود المعارضة المصرية حتى نهاية التسعينيات تقريبا..وأغلب المعارك الكبرى للمعارضة المصرية كان الحزب هو من فجرها ..كيف كانت علاقة الحزب بأحزاب المعارضة الأخرى؟
* من أهم أسباب قيام الحزب سببان: الأول هو أن يكون امتدادا لمصر الفتاة ، والثاني هو أن يشغل مساحة المعارضة التى كانت فارغة تقريبا وقت قيام الحزب..لأن حزب التجمع مثلا كان مجمدا في أواخر السبعينيات ..وحزب الوفد كان مجمدا كذلك وكان حزب الأحرار ضعيفا ..لذا عندما قامت جريدة الشعب فتحت أبوابها لكل التيارات السياسية من الإخوان المسلمين إلى الوفد إلى اليسار وكان حزب العمل هو الوعاء الذي تصب فيه كل قوى المعارضة ..ولذلك في انتخابات 79 وهي أول انتخابات يخوضها الحزب حصل العمل على 32 مقعدا رغم التزوير الفاضح الذي حدث وصار حزب العمل زعيما للمعارضة وكان زعيمها من قبل أيضا عندما قدم أوراقه للجنة شئون الأحزاب وكانت تضم 25 نائبا بالبرلمان.
- يبدو غريبا لكثيرين أن يحمل حزب ذو برنامج إسلامي اسما اشتراكيا ..ما هي الاشتراكية التى يؤمن بها الحزب؟
* الأستاذ أحمد حسين - رحمه الله - له كتاب اسمه "الاشتراكية التى ندعو إليها ".. ألفه ردا على تأثر موطني العالم الثالث بالفكر الشيوعي الذي قاده الاتحاد السوفيتي ..وعندما زار رحمه الله دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي عاد ليقول لأنصاره " نحن اولى بالاشتراكية منهم " وكان يعنى أن المسلمين أولى بجوانب العدالة الاجتماعية التى يتحدث عنها الفكر الاشتراكي ..لذا هذه هي الاشتراكية التى يؤمن بها حزب العمل.
- التنوع الذي ضمه حزب العمل والذي تمثل في ضم عناصر من توجهات مختلفة إسلامي واشتراكي ..هذا التنوع يرى البعض أنه السبب في تفجير الحزب والزج به في أزمات كبيرة..كيف ترد على ذلك؟
* هذا صحيح .. الأستاذ إبراهيم شكري كان يؤمن بالتجميع والتعاون في الجوانب المشتركة وأن تأخذ من كل إنسان أجمل ما فيه ..لكن ما حدث هو أن أصحاب كل توجه في الحزب أرادوا السيطرة عليه ..وأبرز تجل لذلك ظهر بدءا من العام 1984 لأن قبلها أغلب قيادات الحزب كانت من أبناء مدرسة مصرالفتاة الذين لم تكن لديهم مشكلة مع التوجهات الإسلامية.. في 1984 زاد تواجد غير الإسلاميين في الحزب من ناصريين ويساريين وغيرهم ومثلوا جبهة لمقاومة التوجهات الإسلامية للحزب ..هناك مثلا الأستاذ أبو الفضل الجيزاوي الذي كان ضد كل التوجهات الإسلامية في الحزب حتى تم فصله عام 1987 .. ثم أحمد مجاهد وممدوح قناوي وشوقي خالد الذين كانوا يحاربون كل التوجهات الإسلامية وأصحابها كما حاربوا عادل حسين بسبب توجهاته الإسلامية وطلبوا سحب الثقة منه كرئيس تحرير للشعب لدرجة أن الأستاذ إبراهيم شكري هدد بالاستقالة في حال تم الضغط على عادل حسين واستمرت الحرب ضده .. واستمرت تلك الأجواء حتى عقد المؤتمر العام الخامس للحزب عام 1989 الذي عقد تحت شعار " حل شامل من منظور إسلامي" وشهد المؤتمر خروج الجبهة الاشتراكية من الحزب.
- مسألة التنوع تلك أيضا متهمة بأنها أدخلت للحزب عناصر موالية للأمن هي التى اختلقت كل الأزمات التى عانى منها الحزب وأفضت في النهاية لتجميده..هل هذا صحيح؟
* كان الأستاذ إبراهيم شكري يرى أننا حزب مفتوح لكل المصريين ..وللمصريين جميعا الحق في الانضمام إليه وهذا المجال مهيأ للزج بعناصر أمنية ..وكان الأستاذ إبراهيم شكري يرى أن "الأمني الذي نعرفه خير من الذي لا نعرفه " بمعنى أنك لو أقصيت شخصا بعد ثبوت أنه موال للأمن سيقوم الأمن بالدفع بشخص آخر لا تعرفه لذا يجب احتمال الشخص الموالي للأمن الذي نعرفه مع إبعاده عن كل ما يتعلق بكواليس الحزب وأسراره .
- لماذا اتهم حزب العمل دائما بأنه حصان طروادة لإيران ؟
* هذه الاتهامات توجه للحزب منذ تم تأسيسه وهي كلها مردود عليها .. الحزب أسس عام 1978 وثورة إيران قامت 1979 وأيدها الحزب لأنها إسلامية ولأنها قامت ضد الشاه الذي كان أكبر عميل لأمريكا .. وعندما قرر السادات استضافة الشاه في أرض مصر أعلن الحزب رفضه لذلك لأن أمريكا نفسها التى كان الشاه أكبر عملائها بالمنطقة رفضت استقباله ..وعندما قامت الحرب الإيرانية العراقية لم يقف الحزب لا مع إيران ولا مع العراق في حين أن مصر كلها وقفت مع العراق بحجة أنه البوابة الشرقية وأنه يحارب ضد الفرس ..وكان سند الحزب وقتها قوله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" فكيف أصلح وأنا منضم لإحدى الطائفتين..ومثل لنا ذلك الموقف مشكلة حتى مع القوميين والناصريين داخل الحزب ..من هنا كانت علاقاتنا طيبة بالحكومتين العراقية والإيرانية.
- من التجارب التى يقال أنها ساهمت في تقويض حزب العمل خلال الفترة الماضية ما سعى إليه الأستاذ عادل حسين من إقامة علاقات مع كل أجنحة التيار الإسلامي بما في ذلك الجماعات التى استخدمت العنف .. ما رأيك؟
* في عام 1998 سألنى اللواء هاني العزبي رئيس مباحث أمن الدولة لماذا تقيمون علاقات مع جماعات العنف .. فأجبته قائلا أن حزب العمل هو الأقرب لأبناء التيار الإسلامي إذا أرادوا العمل في النور وهذا في صالح البلد وفي صالح الحركة الإسلامية .. وكان رأي الحزب أن سد باب العمل السياسي السلمي أمام أبناء الحركة الإسلامية هو ما يدفعهم للعنف.
- هل صحيح أن الأستاذ عادل حسين رحمه الله عرض على بعض رموز تيار الوسط من أبناء الحركة الإسلامية الانضمام للحزب وشغل مواقع قيادية به ..مثل أبو العلا ماضي مثلا .. من قبيل توحيد العمل الإسلامي؟
* الأستاذ عادل حسين كان مهتما بتوحيد الحركات الإسلامية وكان يؤمن أن حزب العمل هو الوعاء المناسب لهذا التوحيد .. وكان رحمه الله على حوار دائم مع كل مجموعات العمل الإسلامي ومنهم قيادات حزب الوسط الآن وأيضا شباب الإخوان والسلفيين وغيرهم لإقناعهم بالانضمام لحزب العمل .. لكن مسألة أن يأخذوا مواقع في الحزب فهذا غير دقيق لأن هذه المواقع بالانتخاب ولا تمنح من عادل حسين أو أي من قيادات الحزب.
- لماذا بدا متناقضا موقف الأستاذ إبراهيم شكري من مشروع توشكي عندما زاره مع مبارك أثناء افتتاحه ، مع حملة الهجوم التى قادتها جريدة الشعب ضد المشروع ؟
* الأستاذ إبراهيم شكري كان مجاملا لحد بعيد جدا .. ولم يكن يحب أن يرفض دعوة من أحد ..وتمت دعوته باعتباره رئيسا للحزب .. كان يؤمن أن شعرة معاوية لابد أن تظل قائمة .. لكن إبراهيم شكري نفسه هو الذي كذب كلام مبارك وأكد أنه لا يوجد أكثر من 500 ألف فدان صالحة للزراعة في توشكي بينما كان مبارك يطنطن أن توشكي بها 4 ملايين فدان صالحة للزراعة .. والأيام والتقارير العلمية والحكومية أثبتت أن كلام إبراهيم شكري هو الذي كان على صواب.
- هل ترى أن جهود حزب العمل في معارضة نظام المخلوع مبارك مهدت لثورة مصر التي قامت في 25 يناير 2011 ؟
* حزب العمل منذ اللحظات الأولى لإنشائه كان يعارض بجدية كاملة ..ومسئولية ..رفض أن يكون مجرد ديكور في العملية السياسية ..كان يهاجم الفساد والمفسدين بدون سقف ولا يستثني فاسدا أو يجامله مهما كان موقعه وتأثيره .. لم يدخل الحزب في صفقات تناقض مواقفه ومبادئه ..لم يكن لديه سقف في المعارضة ..لم يكن يعترف بالخطوط الحمراء المرسومة للمعارضة ..الحزب هو أول من هاجم رئيس الدولة ..في عام 1989 كتب عادل حسين مقالا عنوانه " التغيير أو شاوشيسكو" محذرا مبارك من أن يلقى مصر ديكتاتور رومانيا ..وأذكر عندما هاجمنا رئيس الوزراء الأسبق مصطفى خليل بسبب تربحه شخصيا من صفقة تليفونات للدولة عندما كان رئيس وزراء ،أن محمود أبو وافية وكان نائبا لرئيس الحزب، هدد بالاستقالة ومعه 6 من نواب" العمل" بمجلس الشعب إذا لم يتوقف الدكتور حلمي مراد عن مهاجمة مصطفى خليل ..وقتها بدون مساومات حسم الحزب موقفه وأصر على مواصلة الحملة ضد مصطفى خليل وبالفعل استقال أبو وافية ومعه النواب الستة .. أي أن الحزب ضحى بسبعة من نوابه – لأن أبو وافية كان نائبا أيضا – في سبيل مبادئه واستمرار حملاته ضد الفساد والفاسدين.. وعندما شنت "الشعب " حملة ضد شركة "ميت لاند " التابعة لعثمان أحمد عثمان بسبب استيرادها لحوما فاسدة كانت للجريدة 400 ألف جنيه مقابل إعلانات لعثمان نشرت على صفحات الشعب.. وقتها هددت شركة عثمان أحمد عثمان بعدم سداد المبلغ إذا لم تتوقف الحملة ضد ميت لاند لكن الحزب لم يرضخ واستمرت الحملة ولم نأخذ المبلغ.
وحزب العمل هو أول من هاجم سوزان مبارك وتساءل عن الصفة الدستورية التى تمارس بها نفوذها على مؤسسات الدولة.
- ماذا لدى حزب العمل ليقدمه لمصر في المرحلة القادمة؟
* مصر الآن خارجة لتوها خارجة من مرحلة هدم النظام السابق .. الهدم لم يكتمل حتى الآن بسبب تواجد ذيول النظام المخلوع .. لذا أمامنا معركتان :الأولى هي اجتثاث بقايا النظام البائد .. والثانية هي بناء مصر من جديد .. والبناء يجب أن يكون على أسس إسلامية .. فقد جربنا الليبرالية والاشتراكية والأفكار الأخرى لكنها جميعا أثبتت فشلها .. الحزب يؤمن أن بناء مصر لن يكون إلا على أسس وقواعد إسلامية صحيحة .. وبرنامج حزب العمل يعمل من أجل هذا الهدف بشكل تفصيلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.