ينتظر الكثير منا قدوم شهر رمضان الكريم بكل الساعدة والبهجة التي يحملها من العام إلى العام ، وفي ظل رغبة الكثير على الحفاظ على الصوم والصلاة والعبادة في شهر رمضان ، يأتي الليل ليكون موعدا مع انطلاق منافسات كروية شيقة كثيرا ما تنتشر في معظم مدن وقرى مصر وتظهر خلالها مواهب كبيرة من أطفال وشباب والكبار في السن أيضا . وتعتبر الدورات الرياضية الرمضانية خاصة في لعبة كرة القدم مشهدا مميزا لشهر رمضان في مصر ، حيث يعتاد الشباب خلال ليالي الشهر الكريم على إقامة مباريات كرة القدم في الساحات والنوادي وملاعب المدارس وصالات الأندية الرياضية . وفي مجتمعنا تظهر العديد من العادات والتقاليد والأمور التي لا نراها إلا في رمضان فإضافة إلى موائد الإفطار الجماعي والمسلسلات المنتشرة هنا وهناك نشهد ظاهرة أخرى وهي ظاهرة الدورات الرياضية الرمضانية التي أصبحت فاكهة الشهر بعد صلاة التراويح . وأصبحت هذه الدورات ملتقيات وتجمعات للشباب في كل مكان ولها طابع اجتماعي جميل ، كما أن معظم نجوم الأندية والمنتخبات بدأوا من هذه الدورات ومن ملاعب الأحياء وفرق الشركات فاحتضنهم كشافو الأندية حتى أصبحوا نجوماً من ذهب في عالم المستديرة . وعادة ما تقام المباريات بعد صلاة التراويح في المساء بحيث لا تكاد تخلو أي مدينة أو قرية منها ، ودائما ما يكون اللعب الخماسي "خمسة لاعبين بالإضافة إلى حارس مرمى" ، وتقام الدورات إما على ملاعب رملية كما في الأزقة والحواري أو ملاعب عشبية مجهزة أو داخل صالات الأندية الرياضية المخصصة بالأساس لكرة القدم الخماسية . وحرصا على إنجاح مثل هذه الدورات يرصد منظموها جوائز متنوعة للفرق الفائزة بالمراكز الأولى إضافة إلى جوائز توزع على المشاهدين عن طريق إجراء سحوبات يومية ، كما تمنح الدورات الرمضانية الفرصة لكشافي الأندية للبحث عن المواهب الصاعدة حيث تضع بعض الأندية أعينها على أقوى الدوريات لاختيار أبرز اللاعبين لضمهم لفرقهم الكروية فترسل الكشافين لاختيار اللاعبين المميزين والاستفادة منهم في تدعيم الصفوف وسد الثغرات التي يحتاجها الفريق وبدون التكلفة الكبيرة التي يقابها الحصول على خدمات أي لاعب من أي نادي . ويحرص العديد من نجوم الكرة على المشاركة في مثل هذه الدورات الرمضانية رغم انشغالهم بمبارياتهم المحلية والخارجية لأنها تجرى عادة في ملاعب صغيرة ويشارك فيها عدد أقل من اللاعبين وهو ما يجعلها فرصة لإظهار مهاراتهم الفنية الخاصة . ولاتقتصر الدورات الرمضانية بطبيعة الحال على كرة القدم ، فهناك دورات رمضانية تقام في الألعاب الأخرى ككرة السلة والطائرة واليد ولكن جماهيريتها ليست بمستوى كرة القدم التي تعد اللعبة الشعبية الأولى في مصر . ويقوم كل فريق بشراء زي معين ولون واحد مشترك بينهم للحفاظ على قوانين اللعبة ، وذلك عن طريق جمع الأموال من لاعبي الفريق أو يقوم المتطوعين بشراء هذه الملابس الرياضية وتوزيعها على الفريق الشماركة في الدورة التي تنتهي بنهاية الشهر الكريم . وأصبحت الدورات الرياضية الرمضانية ملمحا مميزا لشهر رمضان في السنوات الأخيرة كونها تقدم وجبة رياضية لها مذاق خاص لجمهور الكرة والذي يبقى متشوقا من عام إلى عام في انتظار إقامة مثل هذه الدورات لقضاء سهرات رمضانية كروية والاستمتاع بها .