حصلت التغيير علي مستندات جديدة تكشف عن مجموعة من الجرائم التي ارتكبها بعض العاملين بالبنك المركزي على اختلاف مراكزهم في هيكله التنظيمي تتمثل في جرائم مالية وادارية وفنية شديدة الضرر بالمصلحة العامة والمال العام وحياة المرضى المترددين على عيادة البنك طلباً ل العلاج التي كشفها تقرير اللجنة المُشكلة بموجب قرار محافظ البنك رقم 156 لسنة 2002 . وقال محمد رأفت الشاذلي الباحث بالبنك المركزي ل"التغيير" أن وقائع هذة الجرائم تتمثل في أنه بتاريخ 13/6/2002 صدر قرار المحافظ رقم 156 لسنة 2002 بتشكيل لجنة برئاسة السيد / فاروق أمين - سكرتير عام البنك آنذاك - وعضوية كلٌ من أحمد عطا أحمد – نائب مدير عام بالإدارة العامة ل الشئون المالية والحسابات وإنعام السيد طنطاوي – نائب مدير عام بالإدارة العامة لشئون العاملين وسعد الدين عبد اللطيف النجار – طبيب متعاقد مع البنك , أحمد محمود جمعة – مصرفي عالي بالإدارة العامة ل الشئون المالية والحسابات , وذلك لفحص ملفات العلاج الطبي الخاصة بالعاملين في كلٌ من المركز الرئيسي ودار طباعة النقد ومراجعة الحالات المرضية والإجراءات الطبية المتخذة والأدوية المنصرفة ومدى الحاجة لتكرارها ، وتقديم تقرير عما يسفر عنه الفحص . وتابع الشاذلي أنه في 7/8/2002 أعدت اللجنة تقريراً بنتيجة فحص عينة (وليس الكل) من ملفات ودفاتر إدارة العلاج الطبي ، مما يقطع بأن ما ورد في هذا التقرير على سبيل المثال وليس الحصر ، وما هو إلا مُنبئ بما لم تتمكن اللجنة من كشفه ، وقد تضمن التقرير العديد من الجرائم المالية والإدارية والفنية شديدة الضرر بالمصلحة العامة والمال العام وحياة المرضى المترددين على عيادة البنك طلباً ل العلاج . وأوضح أن هذة الجرائم شملت الإهمال في علاج المرضى مما أدى إلى وفاة أحدهم ، وهو ثابت بالتقرير فضلا عن حالات مرضية يوجد بها مخالفات شديدة الوضوح ، وصف أدوية خطيرة وسامة جداً ل المرضى (الدواء METHOTREXATE) وبجرعات غير معتادة ،بالاضافة إلي التشخيص الخاطئ ل الأمراض ووصف جرعات أدوية مخالفة ل المواصفات ، وذلك من خلال صرف أدوية (دواء FURAZOL) كعلاج شهري ولفترة طويلة بجرعات غير معتادة ، علماً بأنه لا يوجد مرض يحتاج إلى هذه الجرعة المستمرة من هذا الدواء . كما شملت المخالفات أيضا صرف دواء PRIMOTESTONE (منشط جنسي) لمرضى تعالج من تضخم البروستاتا ، وهذا الدواء يزيد من تضخم البروستاتا وقد يؤدي إلى ورم بها ، فضلاً عن أنه خارج نظام العلاج الطبي ل البنك ووصف أدوية ل المرضى متعارضة من حيث الآثر مع بعضها البعض ، فمثلاً مرضى حساسية الصدر يستخدمون دواء SINGULAIR ، ويصرف كثيراً منهم أدوية تزيد من ضيق الشعب الهوائية مثل الأدويةCONCOR, BETALOC, DILATREND والمحظور استخدامها مع مرضى حساسية الصدر . كما ضمت المخالفات أيضا صرف أدوية خاصة بالأمراض النفسية من المفترض أنها لا تصرف مجتمعة ، ولا تقرر إلا من خلال استشاري أمراض نفسية ، مثل حالة المريضة كاترين ميخائيل حنا ، ثابتة بالتقرير في الصفحة 8 , وصرف دواء سيدوفاج لعلاج مرض السكر لمرضى لا يعانون منه , صرف أدوية دون توقيع كشف طبي على المرضى أو إجراء تحليل وفحوصات لهم ، فمثلاً مريضة بربو شعبي بالصدر تصرف أدوية لعلاج القلب ، وهو ثابت بالتقرير أيضا , فضلا عن صرف المستحقات المالية ل الأطباء المتعاقدين مع البنك أكثر من مرة عن ذات العملية الجراحية ونفس المريض . وضم التقرير أيضا شراء أدوية بأكبر من ثمنها ، فمثلاً دواء SINGULAIR بالتذاكر الطبية المنصرفة لصيدلية التعاون بالمطالبة بتاريخ 9/8/2001 بمبلغ 337.50 جنيه ، في حين أن السعر الصحيح بمبلغ 164.00 جنيه , وشراء علب الشكاكات BLOOD LANCETS بأكبر من سعرها ، علماً بأن سعر علبة الشكاكات (200 قطعة) بمبلغ 10 جنيه ، إلا أنه - وفقاً لما هو ثابتة بالتقرير تم شراءها بتاريخ 20/5/2001 بسعر 60ر163 جنيه ,وفي 29/5/2001 بسعر 00ر189 جنيه , وبتاريخ 23/8/2001 بسعر 00ر90 جنيه .