مع تحفظي على الفكرة لأنها لا تحظى بالشرعية الشعبية باعتبارها وصاية نخبوية، ليست مبنية على حاجة واضحة أو تفويض صريح من الأمة، أتساءل: هل المسألة استجابة لاختيارات شعبية أم سعي للوصول للسلطة بغض النظر عن الوسيلة؟! (لنتذكر أن الثورة قامت لتحرير الإرادة الشعبية)! وهل الأصوات التي حصل عليها مرشح معين تجعل له حق المساومة والمناورة بها؟! لنتذكر أن مجلس قيادة الثورة هو أول من يقضي على الثورات بحسب الخبرة التاريخية للثورات الأخرى! وأن مأسسة الثورة هي في الحقيقة نهاية الثورة وأن الطبيعة العفوية الشعبية للثورة هي التي عصمتها من أهواء القادة ونزوات شبق السلطة! والوصول للسلطة لا يكون بالشرعية الثورية المحضة المجردة عن الاختيار أو التفويض الشعبي إلا إذا كان وفق إجماع ثوري وشعبي، وهو للأسف ما لم يتحقق بعد وعلى الأرجح لن يتحقق مع طرح مثل هذه الطروحات! من حقنا أن نفكر في مسار بديل للانتخابات الرئاسية بوضعها المزري الحالي، وببيئتها ومناخاتها وسياقاتها الفاسدة قانونياً وتشريعياً وسياسياً وإدارياً، لكن مثل هذه الطروحات قد جنينا ثمارها الشائكة سلفاً، ولا أدري لماذا يرشحون أو يترشحون للانتخابات الرئاسية إذا كانوا مؤمنين ب«مجلس رئاسي» ابتداء ..؟! ولماذا ارتضوا بالمشاركة في العملية الانتخابية حينها ثم الانقلاب المفاجئ على قواعدها ونتائجها معا؟! خاصة وأن أفقها المستقبلي والتطبيقي غير واضح وليس له أية معالم حتى الآن؟!