الثورة تدخل مرحلة جديدة حاسمة أو قاصمة، والتصعيد الشعبي حل سحري لمشكلات النخب السياسية الفاشلة ، نستطيع إعادة ترسيم المشهد وفق المبادئ والأهداف الثورية ونستطيع صياغة القواعد والمعادلات التي تحكم المجال السياسي وتلزم القوى السياسية بالتحرك وفقا لها. فالميدان يعيد الاعتبار للفاعل الشعبي كأهم طرف أساس مؤثر ومبادر وإيجابي، يخضع له الجميع في الداخل والخارج، ويسعى الجميع لاسترضائه والتنازل لكسب وده! من المهم في اللحظة الحرجة الراهنة أن نستفيد من الخبرة الثورية الثرية طوال عام مضى السلبية والإيجابية. عودنا الميدان ألا نلتفت للداعي وإنما لمطالب الدعوة .. فنحن لم ننزل في 25 يناير 2011 إستجابة لدعوة من أحد، ولم نشارك في المليونيات الثورية المتصلة من نهاية فبراير 2011 وحتى مارس 2012 استجابة للجهات الداعية والأحزاب والائتلافات المشاركة أو المقاطعة والرافضة. التصعيد الثوري الشعبي الميداني يحمي مسار الثورة من الانقلاب عليه، ويؤمن الانتخابات الرئاسية، ويعزل الفلول ويعيد الاعتبار للثورة باعتبارها أهم طرف في المشهد، يحسب له الجميع كل حساب. صحيح أن من المهم أن يكون التصعيد مرتبط بحالة توافق وطني وسياسي بين القوى السياسية والثورية والحزبية؛ لكن مسار الثورة لن يتوقف على أحد؛ وتجربتنا أثبتت نجاحها بدون الاتكاء على أية قوى سياسية! * * * * * ليس لدي أية مشكلة أن يظل أمام الناخب خيارات سياسية مختلفة من المحسوبين على الثورة والإسلاميين إذا تم منع ثلاثي النظام (موسى وسليمان وشفيق) من الترشح للرئاسة. وليأتِ الناس بمن يختارونه، لكن لدي مشكلة مبدأية وثورية ووطنية كبرى إذا تم تفتيت الإصوات بين الإسلاميين والثوريين لصالح رئيس يعيد إنتاج النظام البائد؛ وفي هذه الحالة فإن إنكار الذات الفردية والجماعية والحزبية والأيديولجية يقتضي بأن يتنازل المرشحون ذوو الحظوظ الأقل لصالح الأكثر شعبية والأقدم في الترشح والأكثر تناغما مع مشروع الثورة والأكثر توافقا مع الجماعة الوطنية المصرية. الانتخابات الرئاسية الحالية هي خطوة فارقة وحاسمة وخطيرة ومعركة ثورة حقيقية، وليست مجرد تنافس برامجي وأيديولجي وسياسي طبيعي!