يكثف الرئيس السنغالي المنتهية ولايته عبد الله واد هذه الأيام من اتصالاته بشيوخ الطرق الصوفية لتوظيف تأييدها لصالحه في الجولة الثانية من الانتخابات، ويحاول واد الظهور بمظهر حامي الصوفية كما عبر عن ذلك قبل أيام أثناء زيارته للخليفة العام للطريقة المريدية، حيث قال إنه سيعمل لصالح السنغال والطريقة المريدية في حال نجاحه. يأتي ذلك في ظل إعلان بعض مشايخ الطرق الصوفية عن دعمهم الصريح للرئيس واد، ويرى مراقبون أن الرئيس واد يلعب بالورقة الصوفية بعد أن فشل في استقطاب قوى سياسية ومدنية تسانده لخوض الجولة الثانية من الانتخابات المقررة يوم 25 مارس الجاري. ويركز واد في نشاطه السياسي بعد الجولة الأولى على رموز الطريقة المريدية التي ينتمي إليها، حيث زار مدينة طوبى معقل هذه الطريقة أكثر من مرتين منذ انطلاق الحملة الانتخابية، كما زار الكثير من المدن ذات التأثير الصوفي كولوخ وديوربل, وقدم الكثير من الأموال لبناء وترميم مساجد وزوايا محسوبة على الصوفيين. ونجح الرئيس واد حتى هذه الآونة في الحصول على دعم بعض وجهاء الصوفية, ومن أبرزهم بيتو تيون زعيم مجموعة تيانتاكون التي تتبع الطريقة المريدية, وقد دعا تيون أتباعه -الذين قال إنهم يقدرون بالملايين- إلى التعبئة والتصويت للرئيس واد في الجولة الثانية من الانتخابات، وأضاف أنه لا يمكنه إلا أن يكون داعما أساسيا للرئيس واد بحكم انتمائهما إلى الطريقة المريدية, وفق قوله. ويُفسر الإمام شريف إمبالو - أحد نشطاء حركة 23 يونيو المعارضة لواد- سبب لجوء الأخير إلى الصوفية ب"الإفلاس السياسي" للرئيس, وأنه لم يلجأ إلى ذلك إلا بعد أن تراجع رصيده على الصعيد السياسي هو الذي يدفعه الآن لركوب موجة التصوف. ويعتبر إمبالو أن الرئيس واد فشل لحد الساعة في الحصول على دعم كبار خلفاء الطرق الصوفية رغم توظيفه لوسائل الدولة في سبيل ذلك, ويرى أن الذين دعموا الرئيس من مشايخ الطرق الصوفية لن يكون لهم دور مؤثر على أتباعهم وذلك في ظل إصرار الكثير من كبار مشايخ الصوفية في البلد على تبني موقف الحياد السياسي من المرشحين لحد الساعة. من جهته يعتبر الحسن جالو القيادي باتحاد الشباب الليبرالي الداعم لواد أن جميع القوى السياسية تخطب ود الصوفية ورجالات الدين بالسنغال, ويتحدث جالو عن خطوات مماثلة قام بها ماكي صال منافس واد في الجولة الثانية في هذا الاتجاه. وفي السياق ذاته نفت الكنسية السنغالية في بيان أمس أن تكون دعمت الرئيس واد في الجولة الثانية من الانتخابات. وأشار بيان الكنسية إلى أن ما أشيع عن دعمها للرئيس واد "عار عن الصحة ولا أساس له". ويأتي بيان الكنيسة ردا مباشرا على تصريحات منسوبة لوزير الرياضة السنغالي مختار جوب لوسائل إعلام محلية قال فيها إن الكنسية أكدت دعمها للرئيس واد في الجولة الثانية من الانتخابات. وكان الرئيس واد التقى بكبير أساقفة السنغال الكاردينال أدرين صار قبل أيام في منزل الأخير, وكشفت مصادر إعلامية ساعتها أن الرئيس واد بذل جهودا حثيثة لإقناع الأسقف بدعمه.