هللت بعض وسائل الإعلام وغيرها لإعلان وزارة الداخلية نزولها للشارع لإنفاذ القانون وإزالة التعديات والبلطجة وفرض الأمن، وذلك موضع ترحيب المواطنين الذين عانوا تعديات الباعة الجائلين والبلطجة ومظاهر العشوائية والسلوك المنفلت التي تجتاح الشارع، وتهدد الأمن والحياة. لكن الكمائن الأمنية أبرز مظاهر الحملة في شوارع مختنقة بالمرور لتزيدها اختناقا بمناطق لا تحتاجها كمدينة نصر والقاهرة الجديدة إلا إن كان الهدف إعادة حذاء الأمن فوق رؤوس المواطنين. فالرحلة من التجمع الخامس لتقاطع صلاح سالم مع امتداد رمسيس التي تستغرق عادة 20-25 دقيقة، أصبحت بالكمائن، تحتاج ساعة ونصف. يحدث هذا بينما يفتقد المواطنون دوريات الشرطة في شوارع بأشد الحاجة إليها، لضبط خروقات وسلوكيات البلطجية وأشباههم الذين تفاقم إيذاؤهم للمواطنين. ثم عادت إدارة المرور لسيرتها السابقة في تصخيم المخالفات على السيارات بدرجة لا تحتمل ولا تبرر، مما أدى لإضراب سائقي الميكروباص وقطعهم طرق محافظة الجيزة. الخلاصة أن بعض الدوائر المسؤولة، ولم تدرك أن ممارساتها الجائرة بحق المواطنين أسقطت أعتى نظام أمني بالمنطقة، ولا زالت تمارس نفس الممارسات، وكأنه لم تحدث ثورة ولم يسترد الشعب كرامته. يبدو أنها "لم تنس شيئا ولم تتعلم شيئا" أيضا.