هيمن إعلان الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك – على لسان نائبه اللواء عمر سليمان – في ال 11 من فبراير عام 2011 تنحيه عن رئاسة الجمهورية، وإسناد مهمة تسيير أمور البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفرحة الشعب المصري برحيل النظام، الجرائد والمجلات الأجنبية حينها. وتصدرت الأحداث في مصر مقدمة النشرات الإخبارية لكافة المحطات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية، مثل بي بي سي ورويترز وسي إن إن ونوفتسي الروسية وفرانس برس، وغيرها، وتحدثت عن فرحة المصريين الطاغية برحيل مبارك ونظامه الاستبدادي، وخصصت أوقات كبيرة لتغطية فرحة المصريين في كافة محافظات الجمهورية، وغيرها من العواصم العربية والعالمية. وقالت جريدة ''التايمز'' البريطانية، أن الرئيس مبارك تنحى عن الحكم الليلة، وكلف المجلس العسكري بإدارة أمور البلاد، الأمر الذي قوبل باحتفالات صاخبة في كافة ميادين وشوارع القاهرة، وغيرها من المحافظات. وتحدثت التايمز عن ميدان التحرير، وكيف احتشد فيه المواطنون من حدب وصوب، للاحتفال برحيل مبارك ورحيله، وظلوا يرددون الهتافات والأغاني، وطافت السيارات شوارع القاهرة، في فرحة عارمة، في الوقت الذي حصلت فيه حالات إغماء جراء الفرحة الشديدة، وشدة الزحام. من جانبها، قالت جريدة الجارديان في تقريرها إن نائب الرئيس اللواء عمر سليمان لم يأخذ أكثر من 30 ثانية، للإعلان عن تنحي الرئيس حسني مبارك، وتسليم السلطة للجيش، ووضع نهاية، وصفتها الجريدة ب ''الناعمة''، لثمانية عشرة يوماً من الاحتجاجات الجماعية. وأضافت الجارديان أن المحتجين في القاهرة سجدوا لله شكراً بعد لحظات من تنحي مبارك، على انتصار ثورتهم، وأن مئات الألوف من المتظاهرين احتشدوا في ميدان التحرير، معقل التظاهرات، ولوحوا بالأعلام، واللافتات التي تعبر عن تحقيقهم النصر برحيل نظام مبارك، وهتافات ''أسقطنا النظام.. اسقطنا النظام''، وأحضان بين المتظاهرين وبعضهم البعض وبينهم وبين جنود القوات المسلحة وضباطها المنتشرين في كافة أنحاء الجمهورية. وتحدث موقع مجلة دير شبيجل الألمانية، في تقرير تصدر صفحته الرئيسية، تحت عنوان ''الغرب خسر الطاغية''، وقال التقرير ''في النهاية، حدد رفض المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، المصير المحتوم للرئيس مبارك، فالمحتجون في شوارع القاهرة أصروا على رحيل مبارك، لكن الغرب وقف إلى جانب القائد الطاغية حتى قرب النهاية، على الرغم من أنه حول بلاده إلى دولة بوليسية، ونهب اقتصادها''، وفقاً للمجلة الألمانية. وفي تقرير آخر لدير شبيجل، قالت إنه فور إعلان تنحي مبارك، اندفعت حشود من الجماهير المصرية على ميدان التحرير الذي كان بمثابة قلب التظاهرات المطالبة برحيل مبارك، للاحتفال، وهتفوا ''مصر حرة.. مصر حرة''، الله أكبر.. الله أكبر''، وأوردت ما قاله الدكتور البرادعي، الذي أعتبره قطاع عريض المرشح لقيادة حكومة انتقالية، حيث قال ''هذه أسعد لحظة في حياتي، أن ارى بلدي محررة بعد عقود من القمع''. وتحت عنوان ''مصر تنفجر من البهجة، لتنحي مبارك''، قالت جريدة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية، إن موجات من الفرح اجتاحت مصر، احتفالاً برحيل القمع، يوم الجمعة برحيل الرئيس حسني مبارك وتسليم مهام منصبه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، منهياً بذالك نحو 30 سنة من الحكم الاستبدادي''. وأضافت ''نيو يورك تايمز'' أن أصوات الموطنين علت ب ''الله أكبر''، واضاءت الألعاب النارية سماء القاهرة، وسط ابواق السيارات التي انطلقت بعد اعلان نائب الرئيس ورئيس المخابرات المصرية لفترة طويلة عمر سليمان وقت صلاة العشاء، عن أن مبارك مرر كل صلاحياته لمجلس من القادة العسكريين، نزولاً عن رغبة الجماهير بعد انتفاضة شعبية تاريخية، أدت إلى تحولاً سياسياً في مصر والعالم العربي حولها''. وقالت جريدة جورازليم بوست الصهيونية، في تقريرها عن تنحي الرئيس مبارك، إن المتظاهرين هتفوا ''الشعب اسقط النظام''، بعد 18 يوماً من بداية الاحتجاجات التي اجتاحت مصر في 25 يناير، مما أدخل مصر في أزمة لم تستطع الحكومة الاستبدادية التعامل معها. ونقلت الجريدة الصهيونية قول أحد المتظاهرين، يدعى علي الطيب، ''هذا أسعد يوم في جيلي''، وأهدى النصر لأرواح شهداء المواجهات مع الشرطة ومؤيدي مبارك، ''إلى الشهداء.. هذا يومكم''. وأشارت جريدة ''موسكو تايمز'' الروسية عن الاحتفالات والألعاب النارية والأعيرة النارية التي انطلقت في شوارع تونس ولبنان وغيرها من الدول لتهنئة مصر، وشعبها عقب تنحي الرئيس حسني مبارك. وتحدثت الجريدة الروسية عن ردود الأفعال الخارجية على رحيل مبارك ونظامه، ونقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله ''لقد تعاملت السلطات مع المشكلة بمسؤولية''، داعياً إلى عودة الاستقرار إلى مصر.