دخلت أزمة نقص الأرز التمويني النفق المظلم مع استمرار العجز في حصص البطاقات التموينية للشهر الثالث علي التوالي، وازدياد الموقف تعقيدًا مع تأخر الموردين في توريد الكميات التي تبلغ نحو 258 ألف طن، التي تعاقدت هيئة السلع التموينية عليها في سبتمبر الماضي، من خلال مناقصة تم ترسيتها علي 36 موردًا، وكان مقررًا الانتهاء من توريد الكمية نهاية الأسبوع المقبل. ووصلت أزمة الأرز في مصر إلي ذروتها خلال الشهر الحالي لتوقف الشركات عن توريد الأرز التمويني للمناقصة رقم4 والتي تبلغ258 ألف طن، مما أضطر هيئة السلع التموينية إلي طرح مناقصة لتوريد الأرز التمويني المستورد بديلا للمحلي لسد العجز الحالي في مقررات السلع التموينية من الأرز. أزمة موردين: أكدت التقارير بهيئة السلع التموينية أن الموردين لم يوردوا سوي 30% تقريبًا من الكميات المتعاقد عليها، وأنهم طلبوا من هيئة السلع مد فترة التوريد إلي نهاية شهر فبراير المقبل، لتمكينهم من توريد الكميات المتبقية، وتعللوا في طلبهم بارتفاع أسعار الأرز الشعير، واقترب السعر من 2600 جنيه للطن، في حين أن المناقصة تم ترسيتها بأسعار تتراوح من2893 جنيهًا إلي 2945 جنيهًا للطن. وهناك اتجاه من قبل وزارة التموين لمد فترة التوريد للشركات والمضارب بدلاً من الدخول في إجراءات قانونية مثل توقيع غرامات تأخير علي الشركات أو مصادرة خطابات الضمان، وأكد الموردن أن الغرامات ومصادرة خطابات الضمان أفضل من التوريد بخسائر تقترب من 1000 جنيه زيادة في كل طن، بعد ارتفاع أسعار الأرز الأبيض إلي حدود 3700 جنيه للطن. الوزارة تتراجع: وتراجعت وزراة التموين عن طرح مناقصة جديدة لشراء الأرز المحلي والمستورد من الأسواق خلال الفترة الحالية في ظل التأخير في توريد الكميات المتعاقد عليها من خلال مناقصة سبتمبر الماضي، لأنها سترفع الأسعار إلي حدود فلكية تزيد من تكلفة شراء الأرز من الأسواق وتتحمل الموازنة العامة للدولة أعباء إضافية لا طائل لها بها، حيث إن وزارة التموين تبيع كيلو الأرز بسعر 150 قرشًا، وتتحمل الدولة فارق السعر بين السعر المدعم وسعر الشراء من الأسواق من خلال المناقصات. ووجه أحد المواطنين ويدعى ياسر ممدوح الدفراوى سؤالاً على صفحة مفتسي تموين مصر قال فيها:" السادة الافاضل مفتشى تموين منوف اسالكم اين هو حقنا فى الارز عن شهر يوليو الجارى 2011 واين نصف حقنا فى ارز الشهر السابق حيث صرفنا من التاجر نصف الكمية". مضيفاً:" اين يذهب الارز الخاص بابناء مركز منوف حرام عليكم العيشة زى ما انتم علرفينها واللى يعلم بعباده ربنا لا يسقط حق وراءه مطالب انتم افضل الناس فى احضار حقنا لانها وظيفتكم وانتم تعلمون اين تقع المشكلة بجد هل التاجر ام الموزع او المديرية". وتابع:"لا تتركوا حقنا يضيع وتقفوا تتفرجوا والا سيأتى عليكم يوم نتفرج احنا عليكم ". تايلاند هي الحل: في غضون ذلك التقى وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور جودة عبدالخالق اليوم والسفير التايلاندي بالقاهرة شاليت مانيتارول , وذلك لبحث توفير الحصة التموينية من الأرز والموزعة على البطاقات التموينية بالتعاون مع جمهورية تايلاند. مشيرا إلى رغبة الوزارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال الاتفاق على استيراد كميات من الأرز التايلاندي لتوزيعه على البطاقات التموينية. وأكد أن تايلاند هى من أكبر الدول المنتجة للأرز والمصدرة . مشيرا إلى أنه رغم الفيضانات التي اجتاحت البلاد هذا العام إلا أن الإنتاج من الأرز بتايلاند بلغ نحو 5ر33 مليون طن. وقد شدد وزير التموين خلال الاجتماع على أن يكون الأرز المستورد عالي الجودة وعلى مطابقته للمواصفات القياسية المصرية.