الحاجة أم الإختراع..تلك كانت بدايتها في مايو عام 1886 وتحديداً في ولاية أتلانتا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، في ظهيرة يوم مشمس أنجز صيدلي يدعى جون ستايث بيمرتون تركيبة دواء من روشتة أمامه لمريض يعاني من سوء الهضم ، كانت زيارة الطبيب في تلك الأيام باهظة، والحل أن يمتهن بيمرتون الصيدلة ووصف العلاج معاً، وكان العلاج تركيبة كيمائية أطلق عليها فيما بعد "الكوكاكولا" وما قد يجهله الكثيرين أنها عبارة عن عقار طبي له فوائد كبيرة وله آثار جانبية قد تكون خطيرة ومدمرة. واليوم السبت 10 ديسمبر 2011 وللمرة الأولي في تاريخها تعرض شركة "كوكا كولا" الصندوق الذي يحتوي على وصفتها السرية بعد سحبه من خزنة مصرف حفظ فيها لمدة 86 عاما، وسيتاح للزوار رؤية الصندوق الرمادي في متحف أتلانتا في الولاياتالمتحدةالأمريكية دون أن يفتحوا لفافة الأوراق القديمة التى تحوي الوصفة التي تعود إلى 125 عاما. من جهته قال المدير العام التنفيذي للشركة موهتار كنت: "إنه يوم مميز في تاريخ الشركة يكلل ذكرى تأسيسها منذ 125 عاما". وأضاف مدير أرشيف الشركة فيل موني: "لم توفر الشركة جهدا لتحمي وصفة كوكا كولا السرية، وبعرضها الآن في المتحف نتشارك إرثا تاريخيا مع العالم برمته". وأصبح الصندوق الذي لم يغادر منذ عام 1925 مصرف "صن ترست بنك" في وسط أتلانتا معروضا بشكل دائم في متحف "ذي وورلد أوف كوكا كولا" في مدينة جورجيا بجنوب شرق الولاياتالمتحدة، حيث يقع مقر الشركة. وصفة علاجية: قام الصيدلي بيمرتون بعمل تركيبة لأحد المرضى الذى يعاني من سوء هضم ومشاكل في المعدة والقولون، كانت عبارة عن ورقة نبات من شجرة في جنوب أمريكا وبذور من غرب أفريقيا فضلاً عن كاراميل، وحامض فوسفوري، ولما وجد طعمها غير مستساغ أضاف إليها مزيج من سبع "نكهات طبيعية" احتفظ بسرها حتى يومنا هذا. اقترح كاتب الحسابات الذي كان يعمل لدى صيدلية بيمبرتون ويدعى فرانك روبينسون بتسمية هذا الشراب "كوكاكولا" كان ذلك في1894، بعد نجاح العقار على المرضى تم تسويقه بواسطة محلات كاليب برادهام في كاليفورنيا على أنه علاج طبي لسوء الهضم، وتطور المشروع وانتقل من أرفف الصيدلية إلى أرفف الثلاجات. وتم بيع المشروب "كوكاكولا" لأول مرة مضافاً إليه مادة الصودا في أتلانتا، وكان ثمن الكوب خمسة سنتات وخلال العام الأول له في السوق، كانت نسبة المبيعات 6 أكواب يومياً، وبلغ الدخل الكلي من المبيعات في هذا العام الأول 50 دولارا. في عام 1988 قام الدكتور بيمرتون ببيع حصصه تدريجياً لشركائه ، وقبل وفاته بوقت قليل باع فوائده من الحصص المتبقية ل آسا ج. كاندلر، وهو رجل أعمال من أتلانتا، وبعد ذلك، قام السيد كاندلر بشراء حق الملكية ليصبح المالك لشركة كوكا كولا. واليوم تضم شركة كوكا كولا، التي تحتل المرتبة الأولى عالميا على لائحة المشروبات غير الكحولية 500 علامة مختلفة منها كوكا كولا وفانتا وسبرايت ومينوت ميد، ويصل رقم أعمالها سنويا إلى 15 مليار دولار وتؤكد الشركة أنها تبيع 1,7 مليارات زجاجة في اليوم في أكثر من 200 بلد، وأنها توظف أكثر من 700 ألف شخص. فوائد المياه الغازية: المشروبات الغازية لا تقدم أي فائدة غذائية من ناحية الفيتامينات والمعادن وغيرها، كما أن فيها نسبة سكر ومواد حمضية عالية جداً والكثير من المواد الصناعية المضافة مثل المواد الحافظة والملونة، ناهيك عن تسرب شوراد الألمنيوم السامة للجهاز العصبي من العلبة إلى السائل الحمضي. وفي إطار الحملة المشتركة ضد انتشار السمنة لدى الأطفال، التي تتبناها جمعية أمراض القلب ومؤسسة الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون، وجدت كوكاكولا نفسها مضطرة لإعلان التزامها باستبدال كافة المشروبات الغازية التي تبيعها في ماكيناتها الموجودة في المدارس الأمريكية، وتقديم مشروبات أخرى أكثر فائدة للصحة مثل الحليب الخالي من الدسم، أو المياه المعدنية أو الشاي بمختلف أنواعه المناسبة للأطفال. واستطاعت شركات المشروبات الغازية بذلك وقف المطالب برفع الضرائب عن هذه المشروبات التي يرى الخبراء أنها السبب في إصابة خمس الأطفال والشباب الأمريكيين في المرحلة العمرية من 6 19 سنة بالسمنة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر وأمراض القلب. حرام ام حلال: كثير من الإشاعات تنتشر من حين لآخر عن شرب المياه الغازية مثل الكوكاكولا ، وكثيرا ما يسمع أن المياه الغازية يضاف إليها أشياء محرمة مثل مشتقات أمعاء الخنزير. وقال عدد من المختصين أن المياه الغازية لم يتبين فيها ما يقتضي التحريم ؛ لأن الأصل في الأشياء الحل حتى يتبين ما يوجب الحرمة ، لكن من حصل في نفسه ما يريبه فليدعه إلى ما لا يريبه ؛ للحديث الوارد في ذلك . وإلى الآن لم يفتى الأزهر أو دار الإفتاء المصرية بتحريم شرب "الكوكا كولا"، ولعل الأمر لا يتعدى طور الإشاعات، وما أكثر المروجين لها. من جهته يقول الشيخ محمد حسان لا ينبغي الخلط بين حكم مقاطعة المنتجات الأمريكية مع حكم أكلها وشربها، مؤكداً أن الكوكاكولا ليست حرام شرعاً. وأضاف:" قام عدد من اخواننا الكيمائيين بعمل تحليل للمشروب ولم يعثروا فيه على اي مادة تمت بصلة لمشتقات الخنزير عفاكم الله". موضحاً:" المقاطعة مسألة اخري وفيها تفصيل.."، مؤكداً أنه ضد مقاطعتها لأنه يعمل بها عشرات الشباب وعوائل الأسر المصرية التى سيترب عليه اضرار بالغة . وقال:" لا أري مقاطعة الكوكاكولا مادام الشراب حلالاً"، موضحاً:" لو كانت شركة كوكاكولا مملوكة لليهود او أطراف تعين اليهود في حربهم ضد المسلمين في فلسطين تجب عندها مقاطعتها". مكة كولا: نزلت إلى الأسواق العربية منذ سنوات قليلة عدة منتجات لمشروبات غازية تنافس مثيلتها الأمريكية، ولكن لسبب او لآخر تم رفعها من السوق وتبخرت فجأة، ولا أحد يدري السر وراء وقف استيرادها . ويقول توفيق مثلوثي صاحب شركة مكة كولا التى أنتجت مشروب يحمل نفس الإسم، وهو فرنسي الجنسية هاجر من تونس عام 1977، ان فكرة ايجاد مشروب ينافس الكوكاكولا ويرضي حاجات العرب في اوروبا وأماكن اخرى قفزت الى ذهنه وهو في الحمام. وبعد شهور من الاستعدادات اطلق مثلوثي مشروب "مكة كولا" الذي انتجت منه شركته في عام 2003 وحده ما يزيد على مليون زجاجة ووجد إقبالا من عدد من المسلمين الذين يرغبون في مقاطعة المنتجات الاميركية احتجاجا على السياسات المتبعة في منطقة الشرق الاوسط. جدير بالذكر ان الدعوات لمقاطعة عربية للمنتجات الاميركية من "كوكاكولا" الى مطاعم "ماكدونالدز" و"كنتاكي فرايد تشيكين" وحتى المنظفات التي تنتجها شركات مثل "بروكتر آند غامبل"، تتضاعف من وقت لآخر احتجاجا على السياسات الاميركية وعلى وجه الخصوص دعم الولاياتالمتحدة للاحتلال الصهيوني.