أكّدت المعارضة الروسية أن الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس النواب (الدوما) التي جرت يوم أمس الأحد حدث بها عمليات تزوير واسعة النطاق وقالت صحيفة "فيدومستي" إن المخالفات التي رافقت الانتخابات كانت كثيرة بالفعل، وأكثر تلك المخالفات شيوعاً كان حشوَ الصناديق بأوراقِ اقتراعٍ إضافية. وتضيف الصحيفة أن المراقبين، اكتشفوا عملياتِ حشوٍ كبيرة لصالح حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، وكان يتم التحايل عليها بتنظيم مخالفاتٍ صغيرة لتشتيت الانتباه لصالح أحزاب ٍ أخرى، حتى يبدو أن جميع الأطراف تخالف القانون. وأضافت الصحيفة أن من المخالفات الشائعة الأخرى، تلك التي تتعلق بالناخبين الذين يصوتون ببطاقات تثبيت في غير مناطق سكنهم، حيث تم نقلهم إلى عدة مراكز ليقترعوا أكثر من مرة. كما اكتشف كثير من الناخبين أن أسمائهم لا توجد في الكشوف، فبدلاً منها وجدوا أسماءً لأشخاصٍ كانوا يسكنون في منازلهم منذ زمنٍ بعيد ثم تركوها إلى أماكن أخرى. ونقلت "فيدومستي" أن مواقع الانترنت الرئيسية التي كان من المفترض أن ترصد العملية الانتخابية تعرضت في يوم الانتخابات لهجومٍ واسعٍ من قراصنة الشبكة. وأفاد الخبراء بأن الانترنت كان يرصد المخالفات ويسجلها فور وقوعها، ويساهم بتنظيم الاحتجاجات على التزوير، ما سبب إحراجاً حقيقياً للسلطات. ومن جانبه ندد الحزب الشيوعي المعارض بحصول عمليات تزوير "كبيرة" بالانتخابات التشريعية لاختيار مجلس النواب (الدوما). وقام الشباب الشيوعيون بمظاهرة تنديد لكل من بوتين وميدفيديف واتهموهما بتبادل الأدوار والتآمر والتزوير، واعتقلت الشرطة الروسية أكثر من 170 معارضا كانوا يحاولون المشاركة في المظاهرات التي لم توافق عليها السلطات في موسكو وسان بطرسبورج احتجاجا على كيفية إجراء الانتخابات التشريعية. وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف أن حزب روسيا الموحدة حصد 45.83% من الأصوات وفق نتائج أولية شملت 15% من مكاتب الاقتراع. وأضاف تشوروف أن الحزب الشيوعي -وهو أكبر أحزاب المعارضة في مجلس الدوما- فاز ب20.7% من الأصوات، فيما حصل الحزب الليبرالي الديمقراطي على 14.42%، وحزب روسيا العادلة على 13.3%. وكان استطلاع للرأي أجراه التلفزيون الروسي بعد التصويت أشار إلى فوز حزب روسيا الموحدة في الانتخابات التشريعية بحصوله على 48.5%. وبحسب نتائج الاستطلاع الذي قامت به القناة الأولى، بقي الحزب الشيوعي المعارض ثانيا في (الدوما) بحصوله على 19.8% من الأصوات. وسيتمكن حزب روسيا الموحدة من الحفاظ على الغالبية المطلقة، حتى لو كان عدد مقاعده أقل من النصف بسبب نظام معقد لتوزيع الأصوات مرتبط بالنظام الانتخابي النسبي، رغم أن استطلاعات للرأي أجريت في الأشهر الأخيرة أظهرت تراجعا في شعبية هذا الحزب الذي يترأسه بوتين وتزعم قائمته الرئيس ديمتري مدفيدف.