يمثل اليوم الرئيس السابق لساحل العاج لوران جباجبو للمرة الأولى أمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر 2010 والتي أعقبها مقتل أكثر من 3 آلاف قتيل حسب تقديرات منظمة الأممالمتحدة. وستتيح هذه الجلسة التمهيدية للقضاة التحقق من هوية المشتبه فيه والتأكد من أنه أُبلغ بوضوح بالاتهامات المساقة ضده والحقوق التي يتمتع بها تماشيا مع مقتضيات اتفاق روما المؤسس للمحكمة. ويشتبه جباجبو الذي وضع الأربعاء الماضي في السجن التابع للمحكمة، في أنه "شارك بشكل غير مباشر" في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال أعمال العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية بين 2010 و2011، ومنها جرائم قتل وعمليات اغتصاب وأعمال غير إنسانية ارتكبتها قواته بين 16 ديسمبر 2010 و12 أبريل 2011. كما ستعلن رئيسة المحكمة القاضية الأرجنتينية سيلفيا فرنانديز دي غرومندي في الجلسة ذاتها موعد جلسة تأكيد الاتهامات، وهي المرحلة التي تسبق إجراء محاكمة جباجبو البالغ من العمر 66 عامًا. وكان جباجبو موقوفا منذ أبريل 2011 بعدما أدخل بلاده في حرب أهلية برفضه الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2010 أمام الحسن وتارا الذي طلب أن تجري المحكمة الجنائية الدولية منذ أكتوبر تحقيقا حول جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت خلال الأزمة التي امتدت إلى غاية أبريل الماضي. وقالت لوسي بورتوميو محامية جباجبو إن السلطات القضائية أطلعته على المذكرة، مشككة في اختصاص المحكمة بمحاكمته. وتابعت "لا توجد اتهامات رسمية ضده، إنه قرار سياسي وليس قضائيا". وسيكون جباجبو أول رئيس دولة سابق يتم نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق أيضا الرئيس السوداني عمر البشير، وتحقق في جرائم مزعومة في كل من كينيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى. وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو خلال زيارة لساحل العاج الشهر الماضي، إن المحكمة تعتزم التركيز على اثنين إلى ستة أشخاص يعتقد أن معظمهم مسؤولون عن ارتكاب فظائع.