على الرغم مما تلعبه الواجبات المدرسية من أدوار عديدة في تنمية وتطوير قدرات الأبناء التربوية والتعليمية، إلا أنها تمثل واحدة من أهم مصادر الصراع في الأسرة بين الآباء والأبناء. حيث تصبح الواجبات المدرسية ساحة معركة يومية قد تنتصر الأمهات فيها بإجبار الأبناء على الجلوس وكتابة المواد وحفظ الدروس، أو قد يفضلن راحة البال وعدم دخول المعركة أصلاً، فيقدمن للأبناء الحل جاهزًا، ويقمن بحل المسائل بأنفسهن، وهنا يكون الخاسر الأكبر هم الأبناء، حيث تنقلب الواجبات المدرسية من وسيلة لتحسين قدرات الأطفال الشخصية، وتنمية القدرة على التعلم الذاتي إلى وسيلة عذاب للآباء وطريقة سهلة لتكوين جيل يكره العلم ويتهرب من المسئولية. مهام عملية فكيف يتعامل الوالدان مع واجبات الأبناء المدرسية بشكل يحقق الفوائد التربوية والتعليمية المرجوة منها؟.. هذا ما نحاول الإجابة عليه في السطور التالية. 1- ابتعد تماما عن استخدم التهديد والوعيد أو الإهانة لدفع طفلك للقيام بواجباته؛ لأن ذلك يرسخ لديه شعورا سلبيا تجاه الواجبات ويعتبرها سببا مباشرا لما يقع عليه من تهديد أو إهانة، وبالتالي يكره هذه الواجبات والقيام بها. 2- احرص على مدح طفلك والثناء عليه بعد كل جهد يقوم به في أداء واجباته المدرسية مهما كان قليلا؛ فهذا يشعره أن الواجبات مصدر للثناء عليه ويدفعه للحرص على القيام بها. 3- ساعد طفلك على أن يحدد واجباته ومهامه الدراسية المطلوبة منه بدقة، وحاول أن تدربه على عمل قائمة بسيطة بهذه المهام مثل: "علينا اليوم حل مسألتين من كتاب الرياضة، وعلينا قراءة درس من كتاب القراءة ".. وهكذا حتى يعتاد على أن يحدد واجباته، وهذا سيساعده على القيام بها بطريقة أفضل. 4- اتفق مع طفلك على قاعدة أن العمل قبل المرح؛ ولذا لا تسمح له بأن يلعب أو يشاهد التلفاز أو يجلس على الكمبيوتر أو يزور أصحابه أو غير ذلك قبل أن يقوم بما عليه من واجبات. 5- درب طفلك على أن يبدأ في عمل واجباته المدرسية بالمواد الأسهل إليه، والذي يمكنه أن يحقق فيها إنجازا ملموسا، فهذا الشعور بالإنجاز يرفع من معنوياته ويشجعه على الاستمرار في أدائها. 6- اجتهد في جعل أداء الواجبات المدرسية مصدرا لمتعة طفلك، وذلك من خلال استخدام بعض الوسائل التي تشعره بذلك أثناء أدائه للواجب، فمثلا لو كان مطلوبا منه حفظ بعض أبيات الشعر، فمن الممكن أن تغنيها معه حتى يحفظها، ولو كان مطلوبا منه فهم درس معين، فيمكنك تمثيل هذا الدرس معه، ولو كان مطلوبا منه تعلم هجاء كلمات معينة فشجعه ليكتبها على السبورة.. وغير ذلك من الأفكار التي تجعل الواجب مصدرا لإمتاع الطفل وسعادته. 7- تجنب أن تقوم بواجبات طفلك نيابة عنه تحت أي ظرف؛ لأن ذلك سيفقد الواجبات المدرسية وظيفتها كوسيلة لتحسين قدرات الأطفال الشخصية وتنمية قدراتهم على التعلم الذاتي، كما أن ذلك سيفقد الطفل ثقته بنفسه ويعوده على عدم تحمل المسئولية والاعتماد على غيره للقيام بما هو مطلوب منه. 8- لا تسرع في مساعدة طفلك في الإجابة على سؤال لم يستطع حله بمجرد أن يطلب منك ذلك، لكن اطلب منه أن يجتهد في الوصول إلى الإجابة الصحيحة، فإن عجز فقدم له مساعدة جزئية بها مفاتيح الإجابة ودعه يصل للإجابة بنفسه. 9- عند ملاحظتك لخطأ ما أثناء أداء طفلك لواجباته، فلا تصحح له هذا الخطأ بشكل مباشر، لكن أخبره أن هناك خطأ، واطلب منه أن يبحث عنه حتى يصل إليه بنفسه.