وبالفعل ضخت شركة «غازبروم» شحنة من الغاز المخصص لأوروبا إلى شبكة الأنابيب الأوكرانية في 13 يناير، إلا أن هذا الغاز لم يصل إلى الحدود بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. \r\n \r\n \r\n ويُعتقد أن شركة «نفط غاز أوكرانيا» المسؤولة عن إمداد أوكرانيا بالغاز الطبيعي ونقل الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية وضعت اليد على هذه الشحنة من الغاز الروسي المخصص لأوروبا. وكانت روسيا قد أوقفت تصدير الغاز إلى المستهلكين الأوكرانيين منذ بداية العام الجاري لأن أوكرانيا رفضت السعر الذي تريده شركة «غازبروم» في عام 2009. \r\n \r\n \r\n واعترفت شركة «نفط غاز أوكرانيا» في النهاية بأنها أقدمت على منع وصول شحنة الغاز الروسي إلى أوروبا. \r\n \r\n \r\n ولم يستبعد مسؤول في «غازبروم» أن يكون الجانب الأوكراني قد تصرف على هذا النحو بإيعاز من بلد آخر. \r\n \r\n \r\n مشيرا إلى أن أوكرانيا والولاياتالمتحدة عقدتا اتفاق شراكة في ديسمبر الماضي، شبيه باتفاق الشراكة الإستراتيجي الذي عقدته واشنطن مع جورجيا في فترة لاحقة، وكأن واشنطن تتحدى حلفاءها الأوروبيين في حلف الناتو الذين رفضوا انضمام جورجيا وأوكرانيا للحلف خشية الدخول في مشاكل مع روسيا. \r\n \r\n \r\n ولكن اتفاقات الشراكة الإستراتيجية لا شك أخطر من الانضمام للحلف، فأعمال الحلف وأنشطته مراقبة من كافة أعضائه، أما اتفاقيات الشراكة الإستراتيجية التي تعقدها واشنطن مع الدول فعادة لا تخلو من سوء النية وتكون موجهة مباشرة نحو دول أخرى، و الواضح في حالتي جورجيا وأوكرانيا أن المقصود هو روسيا. \r\n \r\n \r\n وقد وقع وزير الخارجية الأوكراني فلاديمير اوغريزكو ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وقتذاك في شهر ديسمبر ما سمي ب«ميثاق الشراكة الإستراتيجية» الذي جاء فيه إن واشنطن ستساعد أوكرانيا على ترميم أنابيب الغاز المتهالكة. \r\n \r\n \r\n ونفى شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن يكون للولايات المتحدة دور في النزاع بين أوكرانيا وروسيا حول الغاز. إلا أن تصريح ماكورماك جاء بمثابة تأكيد وقوف واشنطن وراء «جرأة» الإدارة الأوكرانية التي انتهكت اتفاقا توصلت إليه أوكرانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي قبل أيام بمنع وصول المراقبين الأوروبيين والروس إلى مركز إدارة خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية في 13 يناير للتأكد من أن الغاز الروسي المخصص لأوروبا لا يسرق. \r\n \r\n \r\n وقال زعيم الحزب الشيوعي الأوكراني بيوتر سيمونينكو في كلمة ألقاها أمام أعضاء البرلمان الأوكراني إن الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو أخرج خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية عن نطاق سيطرة الحكومة الأوكرانية ووضعها تحت سلطة رجل الأعمال دميتري فيرتاش المقرب من يوشينكو. \r\n \r\n \r\n وقد يكون معنى هذا أن الرئيس يوشينكو يريد إخضاع خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية لرقابة رعاته الأميركان في حين أن مصلحة أوكرانيا العليا في وضع أنابيب الغاز تحت إدارة شركة «غازبروم» الروسية جزئيا بحسب رأي الباحث الأوكراني قسطنطين بورودين. \r\n \r\n \r\n ويقول الخبراء إن أزمة الغاز بين روسيا وأوكرانيا تعطي دفعا لمشروع «خط الغاز الشمالي» الذي يتضمن إنشاء خط أنابيب في قاع بحر البلطيق لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا. وعندما ينتهي العمل في هذا المشروع قبل عام 2013 لن تعود أوكرانيا الطريق الرئيسي لعبور الغاز من روسيا إلى أوروبا. \r\n \r\n \r\n وعندئذ لن تنفعها الولاياتالمتحدة ولا شراكتها الاستراتيجية معها التي خسرتها دخلا سنويا بنحو مليارين من الدولارات كانت في أمس الحاجة إليها في أزمتها الاقتصادية الحالية، خاصة بعد أن أعلن جميع الأوروبيين أنهم نادمون على تقديم مساعدات مالية لأوكرانيا، وأنهم لن يعطوها شيئا بعد هذه الأزمة. \r\n \r\n \r\n خبيرة طاقة روسية \r\n \r\n \r\n