وبات معلوماً أن تشيني قال لعلييف إن الولاياتالمتحدة ستستمر في دعم حلفائها في المنطقة وتعتزم تنفيذ مشروع «نابوكو» الذي يتضمن إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى أسواق العالم بعيدا عن روسيا التي لا تريدها واشنطن كطريق عبور رئيسي للنفط والغاز من آسيا الوسطى.غير أن علييف أفهم محدثه أنه وإن كان يثمّن العلاقات مع واشنطن إلا أنه لا يريد التشاجر مع موسكو. وهذا يعني أن باكو لا تريد الإسراع بتنفيذ مشروع «نابوكو». \r\n \r\n \r\n وقال مصدر أذربيجاني إن نتائج المحادثات أزعجت تشيني. وعزا مراقبون عدم رغبة الرئيس علييف في التشاجر مع موسكو إلى أن باكو اعتبرت خسارة تبليسي لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وظهور الدبابات الروسية في جورجيا بمثابة إشارة إلى كل من ينوي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في القوقاز. \r\n \r\n \r\n ولا بد من الإشارة إلى أن الرئيس الأذربيجاني تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بعدما انتهت محادثاته مع نائب الرئيس الأمريكي. \r\n \r\n \r\n ومن الواضح أن أذربيجان تتطلع لتغيير موقفها من خطوط أنابيب النفط والغاز المارة في الأراضي الجورجية. وقد بدأت أذربيجان بضخ المزيد من النفط عبر خط الأنابيب الذي يربط باكو بميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود.كما تميل أذربيجان إلى ضخ غازها المعد للتصدير عبر روسيا بدلا من جورجيا وتركيا. \r\n \r\n \r\n وتأتي زيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الأخيرة إلى موسكو لتحظى بأهمية كبيرة في تاريخ العلاقات الروسية الأذربيجانية الثنائية. فهذه الزيارة تجري بعد «حرب الأيام الخمسة»، واعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. ويتعين على الرئيسين الروسي والأذربيجاني دميتري ميدفيديف وإلهام علييف الإجابة عن عدد كبيرة من الأسئلة الأساسية التي لها أهمية من ناحية الأمن ليس في هذه المنطقة فحسب، بل وفي كل منطقة أوراسيا. \r\n \r\n \r\n فقد مرت على علاقات روسيا وأذربيجان فترات«برود»استطاعتا البلدان تجاوزها بحكمة ودبلوماسية عالية،فكان هذا على سبيل المثال، في بداية القرن الجديد (زيارة فلاديمير بوتين إلى باكو)،عندما نجحت الدولتان في تجاوز النفور الذي نشأ في أوائل أواسط تسعينات القرن الماضي.لقد غيرت أحداث الحرب الأخيرة في القوقاز الصورة الجيوسياسية للقوقاز الكبير. \r\n \r\n \r\n فظهر في فضاء الاتحاد السوفيتي السابق لأول مرة منذ انهياره، كيانان معترف بهما جزئيا،هما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. \r\n \r\n \r\n في الحقيقة يقلق أذربيجان جدا موقف روسيا من تسوية قضية إقليم قره باخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان. ويجدر التذكير بأن موقف باكو من أحداث أوسيتيا الجنوبية تميز بالتحفظ المفرط. فقد تضمن بيان الخارجية الأذربيجانية في 8 أغسطس دعما لوحدة أراضي جورجيا. كما حضر الفعالية الجماهيرية في جورجيا في 12 أغسطس قادة خمس دول، أبدت تضامنها مع جورجيا. \r\n \r\n \r\n فكان هناك رؤساء جمهوريات البلطيق الثلاث، وبولندا وأوكرانيا، إلا أن الرئيس الأذربيجاني علييف لم يكن هناك. وفضلت باكو الحذر مراعاة لرغبتها في الحفاظ على علاقات مستقرة مع روسيا. ولم تنسحب أذربيجان من رابطة الدول المستقلة، ولم تراهن خلافا للرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو، على التصريحات المعادية لروسيا.. كما أن سياسة باكو الخارجية، خلافا لتبليسي، لم ولا تبنى على أساس المواجهة المتشددة مع روسيا. \r\n \r\n \r\n ومن جانب آخر تتعامل أذربيجان مع روسيا على أنها الكفة الموازنة للغرب. كما تتخوف أذربيجان من توريطها في «اللعبة الإيرانية»، التي حدد لها في هذه اللعبة دور «المدرج» (قاعدة انطلاق)، أو«هدفا لرد طهران بالمقابل». ومن هنا تسعى باكو للحفاظ بشكل عام على علاقات ودية مع روسيا، حتى وأن توترت أحيانا. وبعد حملة جورجيا غير الموفقة على أوسيتيا الجنوبية تراجع المسئولون الأذربيجانيون بصورة ملموسة عن تفكيرهم حول إمكانية إعادة السيطرة على قره باخ بالقوة. \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أوكراني \r\n \r\n