هناك حافز ضئيل في تقديم تنازلات حول العراق، ناهيك عن المسألة النووية، إلى بطة عرجاء أميركية مازالت تأمل في تغيير النظام الإيراني. \r\n سيكون لدى الفائز في انتخابات نوفمبر الأميركية فرصة ضئيلة ولكن حقيقية لجعل العلاقات الأميركية-الإيرانية على مسار جديد - وهو مفتاح للتقدم في العراق. وهذا إذا كان الفائز ديمقراطيا ( فمن وجهة نظر إيران، فإن السيناتور جون ماكين يبدو مصمما على مواصلة مسار بوش الفاشل في المواجهة التي لا تنتهي). \r\n ويعتقد كثير من الخبراء بالشأن الإيراني أن إيران يمكن أن تقدم إشارة إلى رئيس ديمقراطي أميركي جديد. ولكن طهران ستحاول أيضا أن تستغل أي ضعف محسوس في الزعيم الأميركي القادم. وسيتعين على الديمقراطي المنتصر أن يتولى الحكم مستعدا استعدادا كاملا للصراع مع خصم أحبط أميركا لمدة 30 سنة. \r\n ولذا فإنني كنتُ تواقة إلى سؤال السيناتور باراك أوباما عن أفكاره حول التعامل مع إيران عندما تحدث إلى هيئتي التحرير في صحيفتي \" فيلاديلفيا إنكويرر \" و \" فيلاديلفيا دايلي نيوز \". فقد دعا أوباما إلى تحديد جدول زمني لمدة 16 شهرا لسحب القوات الأميركية من العراق و\" تعزيز دبلوماسي \" في شرق أوسط يشمل إيران. \r\n وأوباما محق في الدعوة إلى تعزيز دبلوماسي. ولكني أعتقد أن استراتيجيته ستحتاج إلى إعادة تفكير إذا حصل على إيماءة من الديمقراطيين. \r\n ويستلزم الجانب الذكي في استراتيجيته التحدث إلى إيران بدون شروط مسبقة. وأوباما على حق في القول إن جزءا جوهريا من استراتيجية خاصة بالعراق هو \" الدبلوماسية.. ليس فقط بين الفصائل في العراق.. ولكن أيضا بين القوى في المنطقة، بما فيها المملكة العربية السعودية وكذلك سوريا وإيران\". وإذا ما تم استبعاد الأخيرتين ( أي سوريا وإيران) - كما قال - فإنهما ستستمران في التسبب في المشاكل والمتاعب والأوجاع. وإذا كنتم لديكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يدعو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نقاشات ويعامله كحليف، فإنه من الصعب تحديد كيف سنقوم بهيكلة سياسة تكون إيران مستبعدة فيها تماما\". \r\n وفي هذا الصدد يُعد أوباما محقا. \r\n ولكن مع من سنتفاوض؟ يقول السيناتور أوباما إنه سيتحدث مع قادة إيران. على أن دعوة تُوجه إلى أحمدي نجاد من شأنها أن تكافئ الفصيل الأكثر تشددا في طهران وتعطي الرئيس الإيراني مبررا للزعم بأن الأميركيين يخضعون لرؤيته غير المقبولة. كما يمكن أن يدعمه ويقويه ذلك أيضا في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في عام 2009. \r\n فهل أوباما مدرك لهذا الخطر؟ \r\n يقول أوباما \" قلتُ باستمرار إننا يجب أن نجري محادثات مع إيران بدون شروط مسبقة ولكن ليس بدون استعداد\".. وفي أي وقت نشرع فيه في محادثات، سنمضي بطريقة خطوة بخطوة مع لقاء دبلوماسيين ذوي مستوى أقل وربما مناقشات لموضوعات غير مثيرة للجدل, وهو ما يؤدي مع الوقت إلى نقاشات أكبر وأكثر جوهرية. \r\n \" وهكذا فأنا لن التقي مع إيران بدون أجندة، وفي تلك الأجندة سيكون هناك الهجمات اللفظية والخطابية البغيضة والمستمرة على إسرائيل وتمويل \" حماس \" و \" حزب الله \" وتطوير الأسلحة النووية والاستقرار في العراق \" \r\n \" تلك ستكون أجندتنا.. هم قد يكون لهم أجندة أخرى\". \r\n لقد أشار أوباما بحق إلى أن تكتيكات إدارة بوش \" تعطي مبررا لإيران لكي ترسم صورة لنفسها على أنها تتعرض لبلطجة من إدارة أميركية قاصدة تغيير النظام الإيراني\" وتعطي روسيا والصين مبررا لتقفا على الهامش. إن المحادثات بدون شروط مسبقة ستختبر استعداد إيران للتصرف تصرفا راشدا معقولا على المسرح العالمي. \r\n وماذا عن التحدث إلى أحمدي نجاد؟ \r\n كان رد أوباما هو \" إنني سأضم أحمدي نجاد إلى الحد الذي هو فيه جزء من حكومة إيرانية، ولكن لن أقيد اجتماعاتي معه. أنا لا أعرف أين سيكون بعد عام أو عام ونصف العام من الآن\". ( يمكن أن يخسر أحمدي نجاد في الانتخابات في عام 2009 ). \r\n وقال أوباما إنه سيسعى أيضا إلى لقاء \" المفاوضين الإيرانيين الذين يمكن أن يكون لديهم سلطة أقوى من أحمدي نجاد، بمن فيهم المرجعيات الدينية الذين هم السلطة القصوى النهائية\". وأنا افترض أن السيناتور أوباما كان يعني أقوى زعيم إيراني، وهو آية الله علي خامئني. \r\n وسؤالي هو : لماذا إذاً إثارة مسألة أحمدي نجاد؟ فالمحادثات مع إيران يمكن أن تُستهل عبر قنوات خلفية أو عبر مبعوثين أميركيين كبار ذوي خبرة في التعامل مع طهران. إن قمةً للقيادة يجب أن تُترك للإعلان عن حدوث تقدم كبير، وهو مازال بعيدا بسنوات في حدوثه على الأفضل. \r\n هناك نقطة واحدة أعتقد فيها أن كلام أوباما خارج عن السياق.. إن أي جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية يجب أن يُستخدم كورقة تفاوض مع إيران. وإعطاء جدول زمني مجانا، قبل أن تبدأ حتى المحادثات، يضعف بشكل سيّئ الموقف الأميركي. ويشجع اللاعبين العراقيين والإقليميين على بدء التسلح لحقبة ما بعد الولاياتالمتحدة. \r\n إن أوباما على المسار الصحيح. ولكن لكي يعمل ويجدي ما يقول به من تعزيز دبلوماسي، فإنه يحتاج إلى أقوى أوراق ممكنة في اليد. \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة تحرير صحيفة \" فيلاديلفيا إنكويرر\" الأميركية \r\n خدمة \" إم سي تي \" - خاص ب\" الوطن \"