\r\n إن العنف المستمر لا يسبب فقط وفيات كثيرة جدا بين المدنيين (بمعدل 100 قتيل كل يوم)، ولكن أيضا يقيد الحركة بشدة، بما في ذلك حركة عمال الإغاثة، ويقيد إتاحة سبل الوصول إلى الخدمات العامة ويعني تدهورا في ظروف وأحوال المعيشة. وهناك نقص متزايد في إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي والخدمات الصحية والغذاء والكهرباء. \r\n وكل هذا يعني أن حوالي 8 ملايين عراقي هم الآن في حاجة للمساعدات الإنسانية والحماية، بمن فيهم أكثر من مليوني لاجئ يعيشون خارج حدود العراق و2.2 مليون لاجئ مشردين ونازحين داخل العراق. والأغلبية الكبيرة منهم نساء وأطفال. \r\n إن العراقيين الذين فروا من العراق إلى الأردن وسوريا وبدرجة أقل إلى مصر وإيران ولبنان يعيشون معيشة صعبة. فهم يكافحون لإيجاد وظائف وإدخال أولادهم في المدارس وفي الحصول على الرعاية الصحية وفوق ذلك كله، الأمل. \r\n ويضطر جيران العراق لتحمل مسؤولية ثقيلة. وقد يكون الترحيب متبرما نوعا ما بين المجتمعات المضيفة المثقلة بالأعباء بالفعل. فالأردن على سبيل المثال التي بها 6 ملايين نسمة فقط، قد أخذت 750.000 عراقي، وهي الآن تستضيف أكبر جموع لاجئين في العالم. تخيلوا لو اضطرت الولاياتالمتحدة فجأة إلى تدبير احتياجات 37.5 مليون لاجئ؟ \r\n إن المفوض السامي الأممي للاجئين والوكالات الأممية الأخرى والمنظمات غير الحكومية تعمل بجد مع الحكومات المضيفة للمساعدة في تخفيف التوتر. وقد ساعد مؤتمر عالي المستوى عقد في جنيف في شهر أبريل الماضي في زيادة الوعي وأدى إلى جهد ومحاولة أولية تمويلية بقيمة 60 مليون دولار، زادت فيما بعد إلى 120 مليون دولار. والمنظمات السالفة وغيرها من الوكالات الأممية الأخرى تطلب أيضا 130 مليون دولار أخرى لدعم المنشآت التعليمية لتتواءم مع التدفق الهائل من الأطفال العراقيين والفكرة الأساسية هي عدم إنشاء مخيمات أو مؤسسات منفصلة للعراقيين ولكن تمكينهم من استخدام ما هو موجود على أساس عدم التمييز. \r\n واي من هذا ليس صريحا ومباشرا. فالحساسيات السياسية واضحة. ولكن مساعدة أولئك الذين ما زالوا في العراق أمر حتى أكثر صعوبة، للأسباب الأمنية الواضحة. إن الأممالمتحدة، مع المنظمات غير الحكومية الدولية والعراقية، استمرت بهدوء في تقديم المساعدة، على سبيل المثال فيما يتعلق بحملات التطعيم وإمدادات المياه والغذاء وغيرها إلى بعض التجمعات العراقية الأكثر عرضة للضرر. ولكن هذه الجهود تصبح فقط نقطة في بحر الحاجة الشاسع. \r\n ولذا فما الذي يجب فعله، على أساسس الفرضية الواقعية التي مفادها أن العنف والتمزق والخلل ليس من المرجح أن ينتهي في المستقبل القريب؟ \r\n الإجابة القصيرة هي أننا نحتاج إلى حشد جهودنا الإنسانية بسرعة. وبالطبع, فإن الحكومة العراقية لديها كل من المسؤوليات والموارد المهمة. وقد قدمت على سبيل المثال مبلغ 25 مليون دولار لمساعدة اللاجئين, ويجب أن تفعل المزيد. على أنها لا يمكنها أن تتواءم مع المشاكل المتصاعدة بسرعة وحدها. وهذا هو السبب في أننا نربط معا بين خطة عملياتية عاجلة جديدة والوكالات الأممية الرئيسة والمنظمات غير الحكومية، والتي سيصاحبها طلب ومناشدة جديدة لمزيد من الموارد للمساعدة داخل العراق. \r\n ليس هناك مجال للوعد بمعجزات. فالعنف الجاري في العراق يجعل العراق أخطر ساحة للعمل الإنساني في العالم. فمنذ عام 2003، قُتل 84 شخصا من عمال الإغاثة في العراق، وأُصيب وخُطف آخرون كثيرون. وأولئك المنخرطون في العمل الإنساني وهم عراقيون بالأساس يخاطرون بحياتهم الخاصة لإنقاذ الآخرين. ونحن نريد زيادة عددهم، ولكننا يمكننا فعل ذلك فقط بحذر وحصافة عظيمة. نحن لا يمكننا أن ننسى أنه من أربع سنوات مضت، قُتل واحد من السالفين لي في العمل، فضلا عن 21 شخصا آخرين من الزملاء، بتفجير شاحنة في مقر الأممالمتحدة ببغداد. \r\n وبالرغم من الأخطار، فإن العاملين في المجال الإنساني سيفعلون المزيد. وفي نفس الوقت، نحن سنصر على أن أنشطتنا منفصلة ومستقلة كما تُرى منفصلة ومستقلة عن أي أجندة سياسية أو أمنية أو اقتصادية. ونحن بوصفنا عاملين في المجال الإنساني، لدينا هدف واحد فقط: وهو توفير المساعدة للذين يعانون بطريقة حيادية وغير متحيزة بناء على الحاجة وليس الملة أو العقيدة. وهذه القيم متجذرة ومتأصلة في تعاليم الإسلام الأخلاقية وكل الأديان الكبرى. ولذا فأنا أدعو كل المعنيين من حكومة وسلطات محلية وقوات مسلحة وميليشيات مسلحة وجماعات سياسية ودينية لفعل كل شيء يمكنهم فعله لدعم وحماية وتأمين المساعدات الإنسانية. \r\n إن العاملين في المجال الإنساني يمكنهم فقط أن يضعوا ضمادات على الجروح. وبكل وضوح فإن الجرح هو أن العراق سيستمر في المعاناة حتى تكون هناك حلول سياسية للصراعات. \r\n وفي الوقت نفسه, يجب أن نستمر في تضميد الجراح برعاية وحنو وشجاعة. \r\n \r\n جون هولمز \r\n نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية \r\n خدمة \"إنترناشيونال هيرالد تريبيون\" خاص ب\"الوطن \" \r\n