\r\n \r\n \r\n من ناحية أخرى نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن \"توماس هامبورج\"، أرفع مسؤول أوروبي في مجال حقوق الإنسان، وقد شارك في مؤتمر حول حقوق الإنسان نظم في الشيشان من قبل الحكومة، تنديده ب\"أنماط خطيرة لسوء المعاملة منتشرة على نطاق واسع في الشيشان، فضلاً عن حالات عديدة من ممارسة التعذيب ضد المعتقلين\". \r\n \r\n وقد قاطعت الجماعات الروسية المدافعة عن حقوق الإنسان، المؤتمر الذي عقد في العاصمة غروزني، معتبرة أنه مناورة هدفها التغطية على التهم التي وجهت إلى قوات الأمن الموالية للزعيم \"قاديروف\" وتسببها في إشعال العنف الذي وصل إلى مستويات تفوق ما يقوم به الانفصاليون. والأكثر من ذلك برز اسم \"قاديروف\" في التحقيقات الجارية بشأن اغتيال الصحفية الروسية \"بوليتكوفسكايا\" التي قتلت رمياً بالرصاص في شهر أكتوبر الماضي، وذلك حسب لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها. يذكر أن الصحفية الروسية المغتالة اتهمت في مقالها الأخير المنشور بعد وفاتها ضباط الشرطة الشيشانية بالضلوع في أعمال تعذيب طالت المشتبه في ميولهم الانفصالية. وقد وصلت التخمينات حول تورط \"قاديروف\" بشأن قتل الصحفية الروسية حداً أجبر معه على الخروج إلى العلن ونفي التهم الموجهة إليه. \r\n \r\n وقد أشاد الرئيس بوتين في تصريح مقتضب على التلفزيون بالقائد \"رمضان قاديروف\"، منوهاً بالجهود التي يبذلها ل\"أعادة تأهيل جمهورية الشيشان\"، سواء في منصبه السابق كنائب لرئيس الوزراء، ثم كرئيس للوزراء بعد ذلك. لكن قبل تثبيت \"قاديروف\" في منصبه الجديد كرئيس للشيشان، يتعين الحصول على موافقة البرلمان، وهو أمر صوري ما دام الرئيس بوتين وحليفه \"قاديروف\" يسيطران على مجريات الأمور في الشيشان. وكان رمضان قاديروف، نجل الرئيس السابق للشيشان الموالي لروسيا \"أحمد قاديروف\" الذي قتل في اعتداء في مايو 2004 يشغل منصب رئيس الوزراء ويقود فعلياً الشيشان بدعم من موسكو بعدما قبل الرئيس الروسي استقالة \"علو إلخانوف\" الذي كان يرأس هذه المنطقة الواقعة في القوقاز الروسي منذ أغسطس 2004. \r\n \r\n ويلقى رمضان قاديروف تقديراً كبيراً للدور الذي لعبه في إعادة إعمار المنطقة التي دمرتها الحرب، بينما تثير الميليشيات القوية التابعة له الخوف بسبب عمليات الخطف والتعذيب التي تنسب إليها، وفقاً لرأي كثير من شهود العيان. \r\n \r\n ويتساءل \"ألكسندر تشيركاسوف\"، المسؤول في منظمة \"ميموريال\" الروسية المدافعة عن حقوق الإنسان والتي تراقب الوضع في الشيشان، عما إذا كان النزاع قد أصبح أقل كثافة، وعمليات الخطف أصبحت أقل، قائلاً: \"لقد حققت روسيا استقراراً نسبياً في الشيشان، ولكن بأي ثمن؟\"، وتابع أن \"قاديروف» يملك ميليشيا أقوى من تلك التابعة لجوهر \"دوداييف\" أو \"أصلان مسخادوف\" الرئيسان الانفصاليان السابقان اللذان قتلهما الروس. \r\n \r\n أما حول إعادة الإعمار، فقد أوضح \"تشيركاسوف\" أن \"الأشخاص المكلفين بهذا الجانب من قبل موسكو، كانوا يسرقون المال قبل وصوله إلى الشيشان بينما ينأى رمضان بنفسه عن أعمال الاختلاس والسرقة بسبب رغبته في كسب ولاء واحترام الشيشانيين\"، وأكد الخبير نفسه أن \"إعادة الإعمار لا تشكل أكثر من واجهة، لكن يبقى الأمر أفضل من ذي قبل، إذ لم تكن هناك إعادة إعمار إطلاقاً\". \r\n \r\n أما الخبير السياسي \"يوري كورغونيوك\"، فقد أشار إلى أن قاديروف \"كان يسيطر فعلياً على الشيشان ويضغط على إلخانوف ليتخلى عن منصبه\"، وأضاف أن \"الكرملين اضطر للانتظار حتى لا يخضع لمطالب قاديروف فوراً\". ولم يكن من الممكن أن يصبح قاديروف رئيساً للشيشان قبل بلوغه الثلاثين عاماً، وهي السن التي يحددها دستور الجمهورية، حيث احتفل بعيد ميلاده الثلاثين في الخامس من أكتوبر الماضي. وقال كورغونيوك: \"لقد نجح في تحقيق ما لم يتمكن والده من فعله، وهو السيطرة على الجمهورية بفضل نظام مستبد لا يرحم وسياسة العصا والجزرة\". وتابع: \"بالنسبة لروسيا والشيشان ليس هناك خيار آخر: وحده قاديروف موجود على أرض الواقع، بينما الآخرون من نسج الخيال\"، معتبراً أن \"ولاء قاديروف لموسكو سيكون مرتبطاً بقوة روسيا\". أما \"فلاديمير بريبيلوفسكي\" من معهد «بانوراما» فيرى أن \"هذا التعيين مخالف للمنطق. لماذا قتلوا مسخادوف ودوداييف؟\"، ملمحاً بذلك إلى ماضي قاديروف الذي قاتل إلى جانب المتمردين ضد الروس. وتابع متهماً إياه: \"لقد أقام نظاماً مستبداً مستقلاً عن موسكو التي تضخ له المال\". \r\n \r\n يشار إلى أن الجيش الروسي مُني بهزيمة في أول حرب في الشيشان بين عامي 1994 و1996، لكن يبدو أنه استعاد السيطرة على هذه الجمهورية الانفصالية في الحرب الثانية المستمرة منذ 1999 بمساعدة قوات شيشانية موالية لموسكو. ومع ذلك يرى \"ألكسندر تشيركاسوف\" أن تطبيع الوضع هش جداً، وأن أي نظام يقوم على سلطة شخص واحد لا يستطيع الاستمرار طويلاً، وأن \"هناك أيضاً مشكلة المفقودين الذين لم يدفنوا وما زال أقرباؤهم متشبثين بالثأر\". \r\n \r\n ستيفين لي مايرز \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في موسكو \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n