\r\n واذا قدّر لهذه الهدنة غير المحددة زمنيا ان تستمر, فمعنى ذلك انها ستنهي خمسة اشهر من الغزو العسكري الاسرائيلي لغزة, ومن القصف الصاروخي للمدن والبلدات الاسرائيلية على ايدي تنظيمات المقاومة الفلسطينية. كما انها قد تخلق جوا مواتيا لاستئناف مباحثات السلام التي انهارت قبل ست سنوات. \r\n \r\n قالت حماس, احد الاطراف الفلسطينية العديدة في هذا الاتفاق, انها اطلقت آخر ثلاثة صواريخ على اسرائيل قبل نصف ساعة من موعد تنفيذ الاتفاق, وقال مسؤولون اسرائيليون ان احد هذه الصواريخ دمّر منزلا في سديروت, ولكنه لم يوقع اية اصابات. وقالت ميري آيسين, الناطقة باسم الحكومة الاسرائيلية, ان الاتفاق يتضمن وقف الهجمات الاستشهادية الفلسطينية في غزة ومنها, وكذلك وقف عمليات تهريب الاسلحة الى غزة من مصر, اما نبيل ابو اردينة, المتحدث باسم الرئيس عباس, فقال ان جميع الفصائل الفلسطينية وقعت على اتفاقية »وقف النشاطات العسكرية من غزة«, الامر الذي يعيد الحياة الى الهدنة التي تم التوصل اليها في مصر في شهر شباط .2005 \r\n \r\n وقال ابو اردينة, ايضا, ان من بين الفصال التي التزمت بهذه الاتفاقية, الجهاد الاسلامي, التي رفضت في السابق اي هدنة مع اسرائيل, وحماس التي تقود السلطة الفلسطينية وترفض الاعتراف باسرائيل. \r\n \r\n وقد رحبت ادارة الرئيس بوش, المتطلعة الى احياء المباحثات بين الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين. بهذا الاعلان. وقال الناطق باسم البيت الابيض, أليكس كونانت, ان هذا الاعلان يشكل »خطوة ايجابية الى الامام«, ونأمل ان تؤدي الى عنف اقل على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني«. \r\n \r\n ويعتبر وقف اطلاق النار انجازاً كبيراً بالنسبة للرئيس عبّاس, الذي أخذ يمارس الضغط على فصائل المقاومة منذ اشهر. وابقى على الرئاسة بيده بعد ان فقدت فتح, الاكثر اعتدالاً, السيطرة على الحكومة لصالح حماس في شهر آذار الماضي, وانتقد دور حماس في تصعيد الصراع مع اسرائيل. وصرّح عبّاس مؤخرا بأن الفلسطينيين في غزة هم ضحايا الهجوم الاسرائيلي البربري الذي خلف اكثر من 400 شهيد و 1500 جريح, اضافة الى تدمير آلاف المنازل منذ الصيف الماضي. وقال ايضاً, »ان كل ذلك قد وقع بذريعة اطلاق الصواريخ المحلية الصنع, وما يؤسف له اننا وفّرنا لهم هذه الذريعة«. \r\n \r\n ومنذ ان سحبت اسرائيل, من جانب واحد, مواقعها العسكرية ومستوطنيها من المنطقة الساحلية في ايلول ,2005 اطلق من غزة ما لا يقل عن 1100 من صواريخ القسّام البدائية, قتل بسببها اسرائيليان مدنيان خلال الاسبوعين الاخيرين. وقد عادت القوات الاسرائيلية الى غزة اواخر شهر حزيران الماضي, بعدما قامت عناصر من عدد من الفصائل الفلسطينية, بما فيها حماس, بأسر العريف الاسرائيلي جلعاد شاليت, في غارة عبر الحدود. ومذ ذاك, والاسرائيليون ينفذون باستمرار, وعلى نطاق واسع, عمليات غزو واغارة في غزة, محاولين وقف اطلاق الصواريخ. وقد قتل ثلاثة جنود اسرائيليين في هذا الاقتتال. وفي حين رفض اولمرت الانتقادات الدولية لهذا الهجوم, الذي خلف عشرات القتلى من المدنيين الفلسطينيين, صرح في تشرين الثاني بان الهجوم الاسرائيلي سيستمر حتى يتقلص حجم اطلاق الصواريخ بشكل كبير. وقبل اسبوع, قتلت القوات الاسرائيلية اربعة من رجال المقاومة الفلسطينية, وجرحت ستة اخرين على الاقل, بمن فيهم صبي اعزل في الثانية عشرة من عمره. \r\n \r\n وجاء هذا الاتفاق على وقف النار بعد ان كانت اسرائيل رفضت عرضا من رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية, بوقف اطلاق الصواريخ مقابل وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربيةوغزة. ثم »جاء عباس,« كما تقول آيسين, »بعرض لوقف كامل لاطلاق النار, مقابل ايقافنا لعملياتنا في غزة فقط, وقد قبل اولمرت ذلك«. ويذكر هنا ان وقف النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين تكرر كسره, وتبدو اليوم احاسيس عدم الثقة بشروط هذا الاتفاق. فقالت لجان المقاومة الشعبية, احد اطراف الاتفاق, انها ما تزال تتوقع وقف اسرائيل لعملياتها العسكرية في الضفة الغربية كذلك. وردا على سؤال فيما اذا كانت مثل هذه العمليات ستثير اطلاق المزيد من الصواريخ من غزة, قال ابو عبير, احد المتحدثين باسم هذا الفصيل, لصحيفة هاآرتيس الاسرائيلية, ان على اسرائيل الانسحاب من غزة اولا. وبعد ذلك, يمكننا ان نتحدث عن انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار«. \r\n \r\n وقال مسؤولون اسرائيليون انهم قلقون من ان تستغل حماس فترة وقف النار لتهريب المزيد من الاسلحة عبر الانفاق من مصر. واعترفت ايسين بان من الصعب على اسرائيل مراقبة الحدود. \r\n \r\n وقد شدد خالد مشعل, الزعيم السياسي لحماس, على هذه المخاوف, بالتهديد بشن انتفاضة كبيرة ضد اسرائيل. وبدا في الوقت ذاته مؤيدا لجهود الرئيس عباس للتفاوض مع اسرائيل بشأن اتفاقات انهاء العنف. فقال في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة, »سنمهلهم ستة اشهر لفتح افاق سياسية حقيقية, والا, فان حماس ستكون اقوى, والمقاومة ستستأنف«. \r\n \r\n وقال اولمرت ان لديه رغبة للقاء الرئيس عباس, وتقديم تنازلات لم يحددها. وكان الزعيمان قد التقيا مرة واحدة, في جلسة بروتوكولية جافة عقدت في الاردن في شهر حزيران الماضي, قبل يومين من أسر الجندي الاسرائيلي. ومن المحتم ان تركز اية مباحثات تعقد بينهما على المعتقلين, وعلى العزلة الدولية التي تحيط بالفلسطينيين. فاسرائيل تريد اعادة الجندي الاسير قبل ان تطلق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين من سجونها, وهو ما تطالب به حماس. وعباس يريد من اسرائيل انهاء حجز العائدات الضريبية والمحصّلة لصالح السلطة الفلسطينية. وتتمسك اسرائيل كذلك بان توفي الحكومة الفلسطينية بشروط الدول الغربية بان تعترف بالدولة اليهودية, وتنبذ العنف, وتحترم الاتفاقات الاسرائيلية -العربية السابقة, مقابل انهاء العقوبات الاقتصادية القاسية عليها. وقد رفضت حماس هذه المطالب, كما رفضت محاولات الرئيس عباس للتفاوض معها بشأن تشكيل حكومة من التكنوقراط بدلا من حكومة حماس الحالية, ويكون اعضاؤها غير منتمين الى اي من الاحزاب السياسية. \r\n