\r\n مجلس أوروبا ذكر أن رد الفعل الاسرائيلي على هجمات حزب الله عبر الحدود كان مبالغا فيه واتهم اسرائيل بشن هجمات دون تمييز ضد الاهداف المدنية في لبنان. \r\n \r\n رومانو برودي رئيس الوزراء الايطالي وصف رد الفعل الاسرائيلي بأنه «غير مناسب ومبالغ فيه» واتهم أحد الكتاب النرويجيين اسرائيل بممارسة سياسة التطهير العرقي وقتل الاطفال. \r\n \r\n وشهدت الكثير من العواصم الاوروبية مسيرات معادية للحرب رفعت خلالها أعلام حزب الله وعندما حاول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير شرح و جهة النظر الاسرائيلية ولم يعمل في نفس الوقت على ترتيب وقف فوري لإطلاق النار رأينا أن رأسماله السياسي تراجع كثيرا. \r\n \r\n والحقيقة أن شعور ملايين الاوروربيين تجاه اسرائيل لا يتسم بالود وهناك الكثير من الانتقادات التي توجه لاسرائيل عبر أوروبا وتظهر نتائج استطللاعات الرأي الاوروبية تصلب المواقف تجاه السياسات الاسرائيلية غير العقلانية. \r\n \r\n استطلاع الرأي المعروف في بريطانيا تحت اسم «يوكون» الذي نظم خلال الاسبوعين الاولين من بدء النزاع أظهر أن 63% ممن استطلعت آراؤهم ذكروا أن رد الفعل الاسرائيلي غير مناسب ومبالغ فيه، استطلاع آخر مماثل نظم في المانيا أظهر نفس النتيجة قال 75% انهم يرون أن رد الفعل الاسرائيلي مبالغ فيه. \r\n \r\n هذه المواقف الاوروبية تتناقض بصورة حادة مع مواقف الرأي العام الأميركي وأظهر استطلاع للرأى نظمه بير غلوبل في أوائل هذا العام أن اعداد الاروربيين الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين هي أكبر ممن يتعاطفون مع اسرائيل وتأتي هذه النتائج بعد استطلاع الرأي الشهير الذي نظم في أوروبا في 2003 وأظهر أن 59% من الأوروبيين ينظرون لإسرائيل على أنها تشكل خطرا على السلام العالمي أكثر من ايران وكورويا الشمالية وباكستان. \r\n \r\n لماذا أصبح الرأى العام الأوروبي غير متعاطف مع اسرائيل في الوقت الذي ازداد فيه تعاطف الرأي العام الاميركي مع اسرائيل؟ يقول البعض إنه في أوروبا لا يوجد هناك لوبي يهودي له نفس القوة التي يتمتع بها ايباك في أميركا، اضافة الى تنامي اعداد السكان المسلمين في أوروبا وإذا نظرنا الى هذين العاملين نجد أنهما لا يكفيان لشرح هذا الاختلاف فالمسلمون في أوروبا يشعرون حاليا بأنهم يحاصرون وليس بإمكانهم سوى أن يحلموا فقط بتشكيل شيء شبيه بإيباك. \r\n \r\n بعض الاميركيين يضعون اللوم في تنامي المشاعر المعادية للسامية في أوروبا على تنامي اعداد السكان المسلمين هناك. \r\n \r\n ولكن علينا أن نعرف أن هناك فرقا بين معاداة السامية والعداء لاسرائيل على أية حال فإن معاداة السامية ليست هي العامل الاكبر في وسط أوروبا على سبيل المثال يوجد معاداة للسامية وتأييد أكبر لإسرائيل وتشير نتائج بعض استطلاعات الرأي في أميركا الى أن الكثير من الأميركيين يرون اليهود في أميركا لديهم نفوذ أكبر فيها أكثر مما يتمتع به الأوروبيون. \r\n \r\n كان اليمين في أوروبا يتخذ في السابق مواقف ضد السامية وتغير الوضع الآن واصبح من أكبر الداعمين لإسرائيل. \r\n \r\n فحزب المحافظين البريطانيين يعرف عنه أنه لم يكن من المعجبين باليهود أو بإسرائيل وهو الآن من أكبر الأحزاب البريطانية المؤيدة والداعمة لإسرائيل. \r\n \r\n في ايطاليا التي اخترعت الفاشية، نجد أن سيلفيو برسلكوني الذي قاد أحد احزاب الفاشية الجديدة يدعم اسرائيل أكبر بكثير من الحكومة، في اسبانيا نجد أن المعارضة في يمين الوسط انتقدت رئيس الوزراء الاشتراكي سباتيرو عندما ارتدى الغترة العربية لإظهار تضامنه مع لبنان خلال الحرب الأخيرة. \r\n \r\n الدول التي كان لها يد في المحرقة اليهودية في أوروبا هي من أكثر الداعمين لإسرائيل وخاصة المانيا فيما كان يعرف بالمانياالغربية كان الداعم المالي الأكبر للدولة اليهودية منذ إنشائها قبل ستة عقود تقريبا. \r\n \r\n لقد تمت الدفعة المالية الأولى من المانيا لإسرائيل في 1952 وكانت قيمتها 865 مليون دولار واستمر الدعم المالي طوال الستينيات وذلك قبل وقت طويل من تحول اميركا الى المصدر الرئيسي للدعم الخارجي لإسرائيل. \r\n \r\n قرار الحكومة الألمانية بتوفير جنود ألمان للمشاركة في قوة حفظ السلام في لبنان هو مؤشر على تجاوز المانيا لعقدة الذنب. \r\n \r\n الآن من يتخذ مواقف معادية لإسرائيل في وسائل الاعلام الأوروبية هو اليسار وإذا ما نظرنا الى الخلف قليلا نجد أن الاشتراكية الأوروبية هي من تبنى قضية اليهود وإسرائيل، فالاشتراكيون كانو ينظرون لمعاداة السامية على أنه منتج يميني وهذا دفع اليسار لدعم اسرائيل ففي الخمسينيات كانت الحكومات اليسارية في فرنسا هي من قدم المفاعل النووي لاسرائيل وهي من سعي لتطور سلاح الجو الاسرائيلي هذا الشيء تغير مع حرب الايام الستة في 1967 عندما شنت اسرائيل هجوما استباقيا تمكنت فيه من هزيمة القوات الأردنية والسورية والمصرية التي بدا وكأنها على وشك القيام بشن حرب على اسرائيل. \r\n \r\n كان النصر الذي تحقق مدويا وأدى الى تمكين اسرائيل من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان. \r\n \r\n تحولت اسرائيل في عيون الاشتراكيين من دولة مهددة الى دولة ظالمة تمارس القمع والاضطهاد بحق الفلسطينيين وأصبح الكثيرون ينظرون لإسرائيل على أنها قوة استعمارية وليس مجرد دولة نجا شعبها من المحرقة. \r\n \r\n بعد 1967 بعقود تغيرت ايضا السياسات الاسرائيلية فحزب العمل الذي حكم اسرائيل منذ إنشائها في 1948 بدأ يخسر مواقفه لصالح الاحزاب اليمينية وخاصة الليكود وقد صدمت الاحزاب الاشتراكية الاوروبية لرؤية اسرائيل في عهد بيغن وهي تمارس نوعا من العنصرية ضد الفلسطينيين ومع تنامي الوقت ابتعد الاشتراكيون عن اسرائيل وازدادوا قربا من الفلسطينيين. \r\n \r\n الرأي العام في بلد مسلم مثل تركيا الذي كان داعما لإسرائيل في السابق تحول ضدها وضد الولاياتالمتحدة وخاصة بشأن الحرب التي شنتها ضد العراق . \r\n \r\n سياسات اسرائيل الحالية تذكر الأوروبيين بقوى الظلام والأيام حالكة السواد التي سيبق لأوروبا أن عاشتها من قبل. \r\n \r\n هل يمكن لهذه المواقف أن تتغير؟ \r\n \r\n على الأغلب لا حيث أن اسرائيل لا تتورع عن توجيه اللوم والتقريع للأوروبيين على مواقفهم تجاه سياساتها وانتقادهم لتلك السياسات. \r\n \r\n في هذه الاوقات نجد أن الفجوة القائمة عبر الاطلسي تتوسع بدل أن تضيق. \r\n