\r\n ومع ذلك فإن النفط طالما تردد ذكره بعيدا عن الاضواء.فعندما أعلن المستشار الاقتصادي للبيت الابيض لورانس ليندسي في سبتمبر 2002 ان غزو العراق يمكن ان يكلف من 100 إلى 200 بليون دولار (وهو التقدير الذي سارع البيت الابيض باستنكاره على انه تقدير مبالغ فيه بشكل كبير) أشار بأن المرء يمكن أن يتوقع من 3 إلى 5 ملايين برميل إضافية أو زيادة في إنتاج النفط العراقي في اليوم بعد الاطاحة بصدام.\r\n وكما يبدو فإن وزارة الدفاع (البنتاغون) سوف تنفق 281 بليون دولار على الحرب والاحتلال خلال السنة المالية 2005 غير ان انتاج النفط العراقي يظل الان دون المستوى الذي كان عليه خلال حكم صدام حتى في ظل العقوبات الدولية التي كانت تحجم الاستثمار في صناعة النفط. \r\n لايتضمن رقم ال281 بليون دولار الذي تم حسابه مؤخرا من قبل ادارة الابحاث في الكونغرس كل النفقات التي يمكن ان تستمر حتى لو تم انهاء الحرب الآن مثل معاشات قدامى المحاربين والاسهامات في اعادة اعمار العراق والفائدة على الدين الوطني.كما انها لاتشتمل النفقات الاقتصادية الاخرى مثل اثر هذه القفزة في أسعار النفط واستمرارها والتي ترجع في جزء منها على الاقل إلى الفوضى المستمرة في العراق. \r\n ستيفين والت عميد كلية كنيدي لنظم الحكم في جامعة هارفارد كتب في الاصدار الاخير من دورية فورين افيرز انه على الرغم من ان قواتنا المسلحة تحارب باخلاص وشجاعة فان هذه الحرب سوف تكبدنا في النهاية اكثر من تريليون دولار،هذا غير حصدها الاف الارواح.فما الذي سوف تجنيه الولاياتالمتحدة؟ \r\n يقع رقم والت هذا والذي قد يبدو كبيرا في منتصف المدى الذي توقعه وليام نوردهاوس الاستاذ في جامعة يالي قبل الحرب.حيث كتب نوردهاوس في 2002 ان الغزو يمكن ان يكلف ما بين 99بليونا إلى 1.9تريليون دولار حسب مدة استمرار الاحتلال واثر ارتفاع اسعار النفط المصاحبة على الاقتصاد الاميركي. \r\n لو كان رقم والت تريليون دولار في تقديره الصحيح فانه يكون مشروعا التساؤل عما اذا كان هذا الاستثمار المكلف سيحسن في الواقع امن الطاقة الاميركية واذا كان الامر كذلك فهل سيكون التحسن يستحق النفقة التي تم تكبدها ام لا. \r\n حتى الآن فإن غزو العراق قد أسهم في انهيار التركيبة الاميركية القديمة لامن الطاقة في الشرق الاوسط.وكان لهذه التركيبة شقان:صداقة مع نظم الحكم التقليدية التي تحكم البلدان المنتجة للنفط والعزم على استخدام القوة المسلحة لحماية سلطة هذه الانظمة وحقول نفطها.وبالمقابل فان الولاياتالمتحدة كانت تحصل على ضمانات بامدادات نفطية كبيرة بأسعار معقولة. \r\n لكن غزو العراق قد غير هذه المعادلة.فقد كشف انه حتى الاحتلال العسكري الاميركي لايمكن ان يحمي المنشآت النفطية من التخريب.وكشف ان اميركا المتورطة في افغانستان والعراق ربما لم تعد قادرة على انقاذ نظام اخر في المنطقة في نفس الوقت.كما كشف ان ادارة بوش يمكن ان تشجع ادخال الديمقراطية في الشرق الاوسط على حساب الانظمة المستبدة.ويستمر هذا الغزو في تزكية المشاعر المعادية للولايات المتحدة في المنطقة ويضع الحكومات الصديقة للولايات المتحدة في وضع حرج. \r\n بل انه حتى الزيادة في قدرة العراق على انتاج النفط لم تتحقق.وقد توقع نوردهاوس في تقديره المتفائل ان انتاج العراق يمكن ان يزيد إلى ثلاثة او اربعة ملايين برميل في اليوم بعد سنتين من الغزو.وتحدث خبراء عراقيون عقب الغزو مباشرة عن زيادة قدرة الانتاج إلى 6 ملايين برميل في اليوم بحلول 2010عند الحصول على الاستثمار الكافي.وفي الحقيقة فان انتاج العراق الان هو اقل من مليوني برميل في اليوم وهو في انخفاض.و شركات النفط الكبرى في انتظار قيام حكومة مستقرة وتحقيق تحسن ملحوظ على صعيد الامن. \r\n ومن ثم فإن الاستثمار بتريليون دولار من الصعب ان يتم استرداده فيما يتعلق بأمن الطاقة الاميركية.واذا كان الرأي العام العربي على حق وان هدف الغزو كان في الحقيقة هو السيطرة على النفط فان هذا الهدف يتقلص او يتراجع على احسن الفرضيات الان. \r\n وبشكل متزامن تقدر وكالة الطاقة الدولية ان الاستثمار الكلي في النفط والغاز في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من المتوقع له ان يبلغ حوالي تريليون دولار خلال الفترة من 2004 إلى 2030(حسب قيمة الدولار في 2004).بمعنى اخر فان استثمارا مشابها لما تنفقه اميركا على غزوها للعراق يمكن ان يضمن امدادات كبيرة من النفط والغاز من المنطقة ليس لصالح الولاياتالمتحدة فقط بل لصالح العالم أجمع على مدى الربع القرن المقبل. \r\n جون غولت \r\n خبير اقتصادي مستقل مختص بشئون الطاقة مقيم في جنيف.خدمةانترناشيونال هيرالد تريبيون-نيويورك تايمز خاص ب(الوطن)