وصوت مجلس النواب الالماني (بوندستاغ) لمصلحة انتخاب ميركل بعد التوصل الى ائتلاف حكومي بصعوبة بين حزبها \"الاتحاد المسيحي الديموقراطي\" والحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة المستشار المنتهية ولايته غيرهارد شرودر. \r\n وهي اول زعيمة في المانيا الموحدة نشأت خلف \"الستار الحديدي\". \r\n ولدت انغيلا كاسنر في 17 تموز/يوليو 1954 في هامبورغ ولم يكن عمرها سوى اسابيع قليلة عندما انتقل بها اهلها الى المانياالشرقية السابقة حيث نشات محاطة بالكتب في جو اسري منفتح على المناقشة. \r\n ومع اب قس مثالي في المانيا الشيوعية السابقة كان عليها ان تتفوق في كل شىء لتثبت وجودها في جو عدائي بدءا من مدرسة مدينة تمبلين الصغيرة، على بعد 85 كلم شمال برلين، حيث كانت تلميذة لامعة في كل شىء الا الرياضة البدنية. \r\n وبسبب علاقتها بالكنيسة تعين عليها التخلي عن دراسة اللغات شغفها الكبير، لتنكب على الكيمياء في جامعة لايبزيغ (شرق) حيث التقت اولريك ميركل زوجها الاول الذي ارتبطت به عام 1977 وانفصلت عنه بالطلاق 1982. \r\n وفي 1979 التحقت بمعهد الفيزياء الكيميائية التابع لاكاديمية علوم برلينالشرقية حيث حصلت على الدكتوراه في الفيزياء عام 1986. \r\n بمثابرة واصرار نجحت هذه المراة المحافظة ذات الحادية والخمسين التي لم تكن معروفة قبل 15 عاما في اثبات وجودها وان بشق الانفس داخل الاتحاد المسيحي الديموقراطي الخاضع تقليديا لهيمنة كاثوليك من المانياالغربية. \r\n وبذلك اصبحت منذ خمس سنوات اول امرأة تراس هذا الحزب الذي يعد من اكبر الاحزاب السياسية في البلاد. \r\n وجاء انضمام انغيلا الى الاتحاد المسيحي الديموقراطي قبل شهرين فقط من اعادة توحيد المانيا. وبعد ثلاثة اشهر (1990) دخلت مكتب المستشار السابق هلموت كول الذي شجعها ودعمها الى حد ان الصحف اطلقت عليها انذاك لقب \"ابنة كول\". \r\n وبعد عشر سنوات حملت انغيلا لقب \"الام الشجاعة\" بعد ان تولت مقاليد الاتحاد المسيحي الديموقراطي المهزوم في نيسان/ابريل 2000 بدون ان تتردد في الابتعاد عن كول بعد كشف قضية الصناديق السوداء. \r\n الا ان \"انجي\" كما يطلق عليها انصارها اضطرت مع ذلك الى ترك موقعها لزعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الفرع البافاري للاتحاد المسيحي الديموقراطي) ادموند شتويبر في سباق مرشح الاتحاد للمستشارية في الانتخابات التشريعية التي جرت في ايلول/سبتمبر 2002. \r\n عينت انغيلا وزيرة للمرأة والشباب في كانون الثاني/يناير 1991 ثم وزيرة للبيئة في تشرين الثاني/نوفمبر 1994. \r\n واعترفت مؤخرا \"كان من حسن حظي ان عهد الي كول بوزارة صغيرة\" لتعلم قواعد اللعبة السياسية. وقالت ايضا \"عندما كنت وزيرة كان لدي انطباع بانني اجسد وحدي اقليتين: امراة ومواطنة المانية شرقية سابقة\". \r\n واليوم تقول انغيلا التي كانت تميل الى تحاشي اظهار اصولها الشرقية \"اشعر بالفخر لكوني مسؤولة سياسية لكل المانيا من اصول المانية شرقية\". \r\n فهناك في المانيا الديموقراطية السابقة بدات انغيلا عملها السياسي بتعيينها في نيسان/ابريل 1990 مساعدة للمتحدث باسم حكومة رئيس الوزراء الالماني الشرقي المحافظ لوثر دو ميزيير قبل حصولها على مقعدها النيابي الاول في كانون الاول/ديسمبر 1990 اثر اول انتخابات حرة في المانيا الديموقراطية السابقة. \r\n رزانتها ربما توحي بالبرودة. خطبها موجزة ونظرتها تحليلية مبنية على دراستها العلمية. وتقول هذه المرأة الشقراء المتوسطة القامة التي تحيط نفسها بشبكة من النساء \"لا اعتبر شخصا يتخذ قراراته بتسرع\". \r\n وانغيلا، المتزوجة للمرة الثانية من استاذ كيمياء لكنها لم تنجب ابناء، رفضت دائما ابراز انوثتها في العمل السياسي. \r\n وتعترف هذه المرأة التي كثيرا ما تعرضت للسخرية من مظهرها بان \"الموضة ليست من هواياتي\" لكنها تقر بانها اصبحت مع مرور الوقت \"تجد متعة اكبر\" في شراء الملابس مبدية ميلا للالوان الزاهية.