\r\n \r\n وليام أودوم، رئيس وكالة الأمن القومي في عهد ريغان، يصف العراق بأنه: »أسوأ معضلة استراتيجية في التاريخ الأميركي« لقد دفعنا بأرواح آلاف الأميركيين. \r\n \r\n وأكثر من 250 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب إلى احتلال نقف فيه في حرب أهلية متحيزين ضد السنة، بينما يمضي حلفاؤنا الشيعة في إيجاد دولة في الجنوب، حيث يوجد معظم النفط، يحكمها المتحالفون مع إيران المعادية لأميركا. \r\n \r\n وكما يستنتج لورانس ويلكيرسون، ضابط متقاعد ومدير سابق لمكتب وزير الخارجية السابق كولن باول، فقد »جلبنا لأنفسنا كوارث في العراق وفي كوريا الشمالية، وفي إيران.. \r\n \r\n وإذا حدث شيء خطير حقا، مثل انفجار سلاح نووي في مدينة أميركية كبيرة، أو انتشار وباء فتاك، فسوف نشهد قصور هذه الحكومة وعجزها بطريقة تعيدنا إلى أيام إعلان الاستقلال«. \r\n \r\n في نيو أورليانز خلفت المحسوبية وانعدام الكفاءة آثاراً قاتلة خلال العاصفة، لكن الآن أيضا يتم التخلي عن الناجين من الكارثة مرة أخرى في ما يسمى بعملية إعادة الإعمار، ليس هناك حتى الآن خطة لإعادة المشردين إلى ديارهم. وليس هناك خطة لإعطائهم الأولوية في إعادة بناء أحيائهم. \r\n \r\n وليس هناك مسؤول إداري لتنسيق البرامج الحكومية المختلفة، والحكومة تفرج عن مئات الملايين من الدولارات في عقود تمنح بدون منافسة لشركات من خارج المنطقة، في حين تقرر نيوأورليانز تسريح 3000 موظف حكومي مع انها يفترض أن تكون بأمس الحاجة إليهم الآن. \r\n \r\n والكونغرس الجمهوري يضغط لخفض الإعانات الكارثية المقدمة للفقراء المساعدات الطبية، برامج الإسكان، قسائم الطعام، لدفع الإعانات الكارثية للناجين من كاترينا، حتى عندما يومئ بموافقته على تخفيضات ضريبية أخرى بقيمة 70 مليار دولار للأميركيين الأكثر ثراء. ليس هناك أي منطق مفهوم فيما يفعلونه. \r\n \r\n وعلى صعيد الوضع الاقتصادي فإن أفلاس شركة ديلفي، أكبر مصنع لقطع السيارات في أميركا سيتبعه على الأرجح إفلاس فورد وربما جنرال موتوز، وهذه الشركات تمنح المديرين التنفيذيين مكافآت وتعويضات جديدة، حتى في وقت تتخلى عن وعودها المقطوعة للعمال السابقين فيما يتعلق بمعاشات تقاعدهم. \r\n \r\n أو تطلب من العمال الحاليين القبول بخفض أجورهم إلى الثلث تقريبا من 27 دولاراً إلى 10 دولارات بالساعة. وهؤلاء العمال لديهم أسر وقروض عقارية وأبناء في الجامعات، وقلة قليلة من هذه العائلات تستطيع تحمل مثل هذا الانخفاض الحاد في الدخل وتغطية نفقاتها الملتزمة بها من قبل. \r\n \r\n وماذا يفعل الرئيس حيال كل هذا؟ لقد رفض إلى الآن فعل أي شيء، وامتنع حتى عن الدعوة إلى قمة لإيجاد سبل لانقاذ ديترويت. وأسوأ من ذلك إنه مازال يروج لنفس الاتفاقات التجارية التي راكمت أسوأ عجوزات تجارية في تاريخ البشرية. \r\n \r\n وجعلت أميركا أكبر بلد مدين في العالم وضمنت أنه سيتعين على أولادنا العمل لساعات اضافية في الأسبوع لسداد الديون المستحقة للبنكين المركزيين الصيني والياباني الذين يملكان حصة متعاظمة من ديوننا. \r\n \r\n ليس هناك أي منطق في هذا.وبالطبع فإن الرئيس بوش يهلل للنجاح الاقتصادي ويقول ان خطته الاقتصادية تعمل بشكل جيد. الأرباح آخذة بالارتفاع. رواتب المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى آخذة بالارتفاع. \r\n \r\n لكن أجور العمال تنخفض وضمانات الرعاية الصحية تتقلص وضمانات معاشات التقاعد يتم التخلي عنها. ان خطته الاقتصادية تعمل بشكل جيد للنخبة الثرية وليس للأكثرية من سواد الشعب. وتخفيضاته الضريبية تولد المزيد من فرص العمل في الصين لا في أميركا. \r\n \r\n إذا أوقفنا بعض التخفيضات الضريبية التي تستفيد منها الأثرياء الأميركيين، يمكننا استخدام بعض تلك الأموال للاستثمار في الطاقة البديلة وفعالية استهلاك الطاقة لجعل هذا البلد أقل اعتمادا على النفط الأجنبي وجعل الأميركيين أقل عرضة للتأثر بارتفاع أسعار النفط. \r\n \r\n وبدلا من هذا، فإن الرئيس والكونغرس يمضيان في إغداق المزيد من الامتيازات على شركات النفط التي تكدس ارباحا فاحشة ليس هناك أي منطق في هذا. يقول المتحزبون إن الديمقراطيين ليسوا أفضل حالا، وفي الحقيقة أن الديمقراطيين لم يقولوا الشيء الكثير حيال كل هذا. لكن اليمين يسيطر على كلا مجلسي الكونغرس وعلى البيت الأبيض. \r\n \r\n ولدينا رئيس واحد فقط نتطلع اليه لقيادة البلد، كما نتطلع للكونغرس لمساءلة ومحاسبة مساعديه غير الأمناء. لكن الرئيس في إجازة والكونغرس خرج لتناول الغداء. \r\n \r\n أكرس طاقتي في محاولة إيقاظ الفقراء والمنكوبين وحثهم على النهوض، والاجتهاد أكثر في العمل والكفاح في سبيل العدالة، لكن في ضوء هذا الواقع الذي نواجهه، ألم يحن الوقت لكي ينهض المحافظون والجمهوريون لمساءلة رئيسهم وأغلبيتهم في الكونغرس؟ هذا البلد يحتاج إلى اتجاه جديد، ونحن لا نستطيع الانتظار حتى 2008 لنبدأ من جديد. \r\n \r\n خاص ل البيان \r\n \r\n \r\n لوس أنجلوس تايمز