\r\n فبعد سبع سنوات من الحكم مع الخضر يرفض رئيس الحكومة صاحب الشخصية الجذابة التخلي عن موقعه لمنافسته المحافظة انغيلا ميركل التي ينكر عليها الفوز في هذه الانتخابات المبكرة. \r\n \r\n من تجمع الى لقاء الى مهرجان لم يدخر شرودر (61 سنة) جهدا لمحاولة تعويض الفارق بين حزبه وحزب المحافظين في جميع استطلاعات الرأي التي جرت خلال الحملة. \r\n \r\n وبعد المناظرة التلفزيونية التي جمعت بين شرودر ومنافسته انغيلا ميركيل في مطلع ايلول/سبتمبر الحالي حقق الحزب الاشتراكي الديموقراطي قفزة مع تفوق المستشار الاعلامي في هذه المناظرة. لكن نجاح اللحظة الاخيرة هذا لم يكن كافيا لتمكين شرودر من الاحتفاظ بولاية جديدة كما حدث قبل ثلاثة اعوام. \r\n \r\n فبعد ان كانت استطلاعات الراي تشير آنذاك الى هزيمته امام منافسه المحافظ ادموند شتويبر في الانتخابات التشريعية لعام 2002 تمكن غيرهارد شرودر في النهاية من قلب الموازين واتاحت معارضته الشديدة للحرب على العراق وادارته لأزمة الفيضانات التي شهدها شرق البلاد لحزبه المتحالف مع حزب الخضر منذ 1998 الفوز بفارق ضئيل في هذه الانتخابات. \r\n \r\n لكن هذا البرغماتي المدافع عن \"سياسة واقعية\" اشتراكية تعرض هذه المرة للتعثر الناجم خصوصا عن عزوف ناخبي الحزب الاشتراكي الديموقراطي المتذمرين من الاصلاحات الاجتماعية المؤلمة واستمرار ارتفاع معدل البطالة (11.4% من القوى العاملة). \r\n \r\n في المقابل يستطيع \"مستشار الاعلام\" ان يفخر بسياسة خارجية المانية اقوى واكثر استقلالية عن الولاياتالمتحدة كما ذكر في مطلع ايلول/سبتمبر الحالي خلال مناظرته التلفزيونية الوحيدة مع منافسته انغيلا ميركل والتي خرج منها منتصرا بقوة وفقا لاستطلاعات الرأي. \r\n \r\n فقد ظهرت طبيعة هذا الرجل، الذين يتمتع بكاريزما تضعه دائما فوق حزبه في الاستطلاعات، من جديد مساء 22 ايار/مايو الماضي مع استخلاصه سريعا العبر من الهزيمة التاريخية لحزبه في انتخابات مقاطعة رينانيا-شمال وستفاليا المعقل السابق للحزب الاشتراكي الديموقراطي. \r\n \r\n فبدلا من الاستمرار في الحكم دون امتلاك حرية التصرف بعد تزايد نكسات الحزب الاشتراكي الديموقراطي فضل غيرهارد شرودر العودة الى صناديق الاقتراع عارضا اجراء انتخابات تشريعية مبكرة قبل موعدها المقرر بعام. \r\n \r\n وفي تصريح اخير اكد شرودر الذي ولد في السابع من نيسان/ابريل 1944 في موسنبرغ (غرب) \"كان علي دائما ان احارب للحصول على ما اريد\". فقد اضطر هذا الرجل ذو الشعر البني والعينين الزرقاوين ان يعمل وهو ما زال صبيا صغيرا ليساعد والدته على اعالة أسرة من ستة افراد بعد موت والده الذي لم يره ابدا على الجبهة في رومانيا خلال الحرب العالمية الثانية. \r\n \r\n \"لم نكن نملك مليما واحدا\" يتذكر شرودر الذي اعتمد في ولايته الثانية (2002-2005) اصلاحات اجتماعية غير شعبية لمحاولة سد العجز العام وخفض مؤشر البطالة. \r\n \r\n بدا الشاب العاشق لكرة القدم وظيفته الاولى في تجارة المفرق وهو في ال17 من العمر. وبعد خمس سنوات حصل على شهادة البكالوريا قبل ان يلتحق بدراسة القانون وينفق على دراسته من خلال العمل في ورش البناء. وفي هذا الوقت انضم الى الحزب الاشتراكي الديموقراطي. \r\n \r\n وفي سن السادسة والثلاثين انتزع المحامي شرودر مقعده النيابي في البونسدتاغ. \r\n \r\n وبعد سهرة صاخبة في بداية مسيرته السياسية امسك هذا الهاوي للسيجار الكوبي بقضبان بوابة مبنى المستشارية قائلا \"اريد ان اكون في الداخل\". وهو الرهان الذي كسبه في خريف 1998 بعد الفوز الكبير للحزب الاشتراكي الديموقراطي في الانتخابات التشريعية التي انهت عهد المستشار المحافظ السابق هلموت كول الذي استمر 16 عاما. \r\n \r\n وقبل اعلان الانتخابات التشريعة المبكرة اكد شرودر الذي تبنى طفلة روسية صغيرة مع زوجته الرابعة الصحافية السابقة دوريس شرودر كوف ان احد احلامه ان يسكن في نيويورك مدينة دوريس المفضلة.