عدا الاتصالات والخدمات التعليمية.. ارتفاع قطاعات البورصة في أسبوع بمعدلات تتجاوز 15%    عضو ب«الشيوخ»: قرارات محكمة العدل الدولية تمثل انتصارا للجهود المصرية    مصدر رفيع المستوى: مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الأزمة الإنسانية بغزة    الرئيس السيسي يتلقى اتصالا من نظيره الأمريكي جو بايدن لتناول تطورات الأوضاع في غزة    باسم مرسى يعود لهجوم الإسماعيلي أمام البنك الأهلي    الأهلي يختتم تدريباته استعدادًا لمباراة الترجي التونسي    استعلم عن نتيجتك من هنا.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الترم الثاني 2024 نتائج الصف الثالث الإعدادي محافظة الإسكندرية    مرسى مطروح تواصل حملات النظافة استعدادًا للموسم الصيفي    بسبب التكييف.. حريق داخل عناية مستشفي السنطة دون وقوع إصابات    توقعات عبير فؤاد لمباراة الأهلي والترجي التونسي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    صحة مطروح تنظم قافلة طبية مجانية في منطقتي الظافر وأبو ميلاد (تفاصيل)    مع اقتراب عيد الأضحى.. تفاصيل مشروع صك الأضحية بمؤسسة حياة كريمة    «العمل» تكشف تفاصيل توفير وظائف زراعية للمصريين باليونان وقبرص دون وسطاء    تحديث بيانات منتسبي جامعة الإسكندرية (صور)    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن هضبة الأهرام بالجيزة اليوم    عاجل.. برشلونة يلبي أولى طلبات فليك    سكرتير عام البحر الأحمر يتفقد حلقة السمك بالميناء ومجمع خدمات الدهار    الأمم المتحدة تحذر من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة    عمليات حزب الله دفعت 100 ألف مستوطن إسرائيلي للنزوح    الترقب لعيد الأضحى المبارك: البحث عن الأيام المتبقية    إستونيا تستدعي القائم بأعمال السفير الروسي على خلفية حادث حدودي    في ثاني أيام عرضه.. فيلم "تاني تاني" يحقق 81 ألف جنيه    بعد جائزة «كان».. طارق الشناوي يوجه رسالة لأسرة فيلم «رفعت عيني للسما»    بعد تلقيه الكيماوي.. محمد عبده يوجه رسالة لجمهوره    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع والتسليم لله    وزير الدفاع الروسي: بيلاروس حليف مخلص وشريك موثوق لموسكو    «الرعاية الصحية» تشارك بمحاضرات علمية بالتعاون مع دول عربية ودول حوض البحر المتوسط (تفاصيل)    ضبط قضايا اتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 11 مليون جنيه في 24 ساعة    بعد ظهورها بالشال الفلسطيني.. من هي بيلا حديد المتصدرة التريند؟    فيلم "شقو" يواصل الحفاظ على تصدره المركز الثاني في شباك التذاكر    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    مبابي يختتم مسيرته مع باريس سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    الأزهر للفتوى يوضح أسماء الكعبة المُشرَّفة وأصل التسمية    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في الأبقار.. تحذيرات وتحديات    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    بالأسماء.. إصابة 10 عمال في حريق مطعم بالشرقية    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    مران صباحي ل«سلة الأهلي» قبل مواجهة الفتح المغربي في بطولة ال«BAL»    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    "تائه وكأنه ناشئ".. إبراهيم سعيد ينتقد أداء عبدالله السعيد في لقاء فيوتشر    4 محاور فنية تحاصر «كاردوزو»    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التاريخ الذي يحملونه على ظهورهم، صلات موثقة لعائلة بوش بممولي الحزب النازي
نشر في التغيير يوم 11 - 03 - 2005


\r\n
\r\n
توفي صموئيل جيمس بوش عام 1948 وكانت سيرة حياته وخياراته الاقتصادية وعلاقاته الخاصة قد قربته من أسرة هاريمان وحيث كان ادوارد ه. هاريمان قد عرف مثل صموئيل بوش كيف يستفيد من اقتصاد حقبته اذ ترك لورثته ثروات طائلة عند وفاته عام 1909. لقد ضحك الحظ لعائلتي بوش وهاريمان الأميركيتين العريقتين اللتين ثابرتا على التواصل والمساعدة فيما بينهما. \r\n
\r\n
في 15 مايو 1895 ولد بريسكوت ابن صموئيل وفلورا بوش، والذي سيعرف مسيرة مهنية باهرة لقد ورث ثروة طائلة من والده صموئيل وتابع دراساته في جامعة يال في 1917 لكنه شارك في الحرب العالمية الأولى اعتباراً من عام 1918 حيث أمضى على جبهة القتال أحد عشر شهراً وصفها بأنها كانت تجربة رائعة.
\r\n
\r\n
وكما كان أبوه قد فعل اتجه نحو الأعمال التجارية ودخل عام 1930 كشريك في مؤسسة «الاخوة براون» وكان قد تزوج عام 1921 من الارستقراطية الجميلة دوروثي والكر والتي رآها الملايين عجوزاً متقدمة بالسن الى جانب ابنها الرئيس الاميركي جورج بوش (الأب) وكانت قد غدت بمثابة اسطورة في عائلة بوش بسبب ما اتسمت به من تحفظ وسرية! اذ نادراً ما التقط لها أحدهم صورة، بل أعابت على ابنها جورج اسرافه في الحديث عن نفسه. كان للزوجين بريسكوت ودوروثي خمسة ابناء من بينهم جورج هربرت والكر بوش المولود في 24 يونيو 1924.
\r\n
\r\n
تم انتخاب بريسكوت بوش رئيساً لمجلس احدى الكنائس حتى انتخابه عام 1952 كعضو في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، اي في ظل الحرب الباردة لكنه لم يترشح للانتخابات عام 1961 وتوفي عام 1972 وقد قالت عنه بربارة بوش، زوجة جورج بوش الاب ووالدة الرئيس الحالي:
\r\n
\r\n
«لقد كان رجلاً رائعاً أعطى الكثير من الفرح لأسرته ولقد استمر زواجه مع دوروثي 51 سنة، وكانت هي التي اشرفت مع اولادها على مراسيم الدفن وانني لا أزال اتذكر بعض التفاصيل انها طلبت منّا أولاً ان نرتدي ثياباً زاهية ملونة فالموت كان بالنسبة لها بداية وليس نهاية، وكانت هي نفسها التي كتبت كلمة التأبين التي كانت زاخرة بالحب وبحس العدالة وكانت قد حرصت على ان يجلس ابناؤها مع أسرهم، وقالت انها كانت تريد ان تقول لأصدقائهم كم كانت العائلة التي تنتمي لها عظيمة».
\r\n
\r\n
كان بريسكوت بوش والى جانب مسيرته المهنية والسياسية الناجحة ايضاً مهتماً بالرياضة حيث كان لمدة عشر سنوات تقريباً عضواً في اللجنة القومية لرياضة الجولف في الولايات المتحدة الأميركية.
\r\n
\r\n
لكن إذا أمعنا النظر في مسيرة بريسكوت بوش فإننا سنكتشف انها لم تكن في مثل تلك البساطة الظاهرية بأن زوجته دوروثي والكر كانت ابنة لرجل أعمال ثري وموهوب هو جورج هربرت والكر الذي كان على رأس مؤسسة قوية هي مؤسسة «الاخوة براذر هاريمان» وقد دخل صهر العائلة الى هذه المؤسسة عام .
\r\n
\r\n
1930 وقد كانت احدى اقوى المؤسسات في وول ستريت وكان والد زوجة بريسكوت بوش يتمتع بنفوذ سياسي كبير وكان رأيه مسموعاً في مدينة نيويورك التي قطنها خلال فترة ما بين الحربين، وقد كانت عائلة والكر وراء اشادة حديقة ماديسون سكوار في نيويورك بدافع حبها للرياضة والطبيعة والخضرة وكذلك بنت بيت العائلة بالقرب من شاطئ البحر.
\r\n
\r\n
وكانت عائلة والكر تملك ايضاً ملكيات شاسعة في منطقة لونج أيلاند، حيث كان بعض أفرادها يتنقلون بسيارات رويز رويس الفخمة وكذلك كانت تمتلك مزارع كبيرة في كارولينا الجنوبية بعد الحرب اختار بريسكوت بوش وزوجته الاقامة في فلوريدا، حيث كان جيرانهم هم من العائلات الأميركية الكبرى، مثل عائلات ميلون وفورد وهاريمان ومع مرور الوقت قامت علاقات صداقة وعلاقات اجتماعية.
\r\n
\r\n
وطيدة بين هذه العائلات وقد كثرت الروايات عن كفاءات أسرة بريسكوت دوروثي وهواها الرياضي كان الزوجان قد أقاما بعد زواجهما بتاريخ 6 أغسطس 1921 في كونكتكيوت حيث قاما بتربية أطفالهما الخمسة في بيت واسع فيه الكثير من الخدم والحشم، كان الأب بريسكوت يحب أطفاله كثيراً.
\r\n
\r\n
ولكنه كان حريصاً أيضاً على الانضباط والنظام الصارم في المنزل الى درجة انه كان مفروضاً على الأطفال ارتداء لباس الخروج مع ربطة العنق عند تناول طعام العشاء ويروي «جيب» احد اخوة جورج بوش الابن بأن جده كان يطالب احفاده بأن ينادوه بلقب «سناتور» ويتذكر جورج دبليو بوش نفسه بأن جده كان غريب الأطوار احياناً وانه عاقبه بقسوة عندما كان طفلاً لأنه كان يلعب بشد ذنب «بلاكي» كلب جدّه.
\r\n
\r\n
تاريخ مشوش
\r\n
\r\n
ان أسرتي بوش ووالكر تجسدان التقاليد الأميركية للرأسمالية العائلية لكن التمعن في النظر بتاريخ هاتين الاسرتين بعيداً عن المسيرات الذاتية المكتوبة ببرود وعن مواقع الانترنت التي تقدم صورة في منتهى الايجابية لسليلي الرئاسة الأميركية يبدو ان هذا التاريخ اكثر تشوشاً مما يقال.
\r\n
\r\n
ففي كل مرة كانت هناك انتخابات وخاصة الانتخابات الرئاسية جرت العادة على ان تقوم وسائل الاعلام الاميركية بالتنقيب في تاريخ المرشحين وتاريخ عائلاتهم هكذا ألقت دراسة قام بها الصحافي والمحلل السياسي في دالاس ريتشارد دراهايم الكثير من الشكوك حول أعمال بريسكوت بوش وأسرة هاريمان خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، الأولى والثانية.
\r\n
\r\n
هكذا نجد ان بريسكوت بوش كان مديراً لمؤسسة مصرفية «يونيون بانكنج كوربوريشن» التي كان احد اكبر المستثمرين فيها هو «رونالد هاريمان» وكانت هذه المؤسسة قد موّلت قطاعاً كبيراً لمصانع الحديد في المانيا النازية وتعاونت مع مؤسسة المانية صناعية «فريتز تيسن» التي كانت قد استفادت كثيراً من القوانين النازية التي صدرت عام 1938 كذلك كان بريسكوت قد عمل مديراً لشركة اخرى هاريمان فيفتن كوربوريشن كان افيريل هاريمان أخو رونالد هاريمان هو اكبر المستثمرين فيها وكان لهذه الشركة ايضاً علاقاتها مع رجل الصناعة النازي فريدريش فليك.
\r\n
\r\n
ان مثل هذه المعلومات المزعجة التي وردت في تقرير دراهايم كانت قد سرت في الواقع منذ عام 1988 اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية لجورج بوش الأب وكان قد تم تحصيلها بعناية في كتاب لمؤلفيه جون لوفتوس ومارك آرون اللذين أكدا أن العلاقات بين الصناعي الالماني فريتزتيسون وجورج هربرت والكر تعود الى عام 1924 في الوقت الذي كان فيه تيسون يقوم بتمويل الحزب النازي صراحة فهل كان الرئيس جورج دبليو بوش على علم بالصلات المريبة لأبيه؟
\r\n
\r\n
ربما انه لن يقول بالتأكيد أي شيء عن ثروة والده ان المسائل الخاصة بتمويلات والكر بوش لرجال الصناعة في المانيا النازية شكلت موضوع احد الأسئلة التي تم طرحها عليه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 1988 وفي نهاية صيف 1988 وصمت صحيفة يهودية عدداً من مستشاري جورج بوش الأب بأنهم معادون للسامية.
\r\n
\r\n
وبالطبع موالون للفاشية وكان من بين الاسماء التي تم ذكرها اسم جيروم برنتار الذي ينفي وجود المحرقة ومذابح اليهود على يد النازية وفلوريان جالدو احد المعروفين بعدائهم للسامية في نيويورك ولازيو باستور احد الرسميين المحررين في نظام الاميرال هورتي قبل الانتصار السوفييتي.
\r\n
\r\n
وفي مواجهة هذا الامر قام عدد من الشخصيات اليهودية باعلان غضبهم من أمثال هنري سيجمان رئيس المؤتمر اليهودي الأميركي والبير فوسمان نائب رئيس اتحاد الاميركيين العبريين فما كان من الناطق الرسمي باسم المرشح للرئاسة جورج بوش الا ان أكد بأنه سيتم التصرف مباشرة اذا تم التحقق من هذه المعلومات، وسريعاً استقال العديد من حاشية المرشح من بينهم جيروم برنتار ولازيو باستور.
\r\n
\r\n
لكن الجدل لم يتوقف مع ذلك ففي 27 سبتمبر 1988 كتبت «البوسطن هيرالد» بأن الحزب الجمهوري الاميركي يضم عدداً من مناهضي السامية ومؤيدي النازية منذ مطلع عقد السبعينيات اما جيمس بيكر الذي كان يعمل في الحملة الانتخابية لجورج بوش فقد اعلن بحزم أنه لا يوجد اي مكان لمعادي السامية مع ذلك عادت الظنون للظهور خلال عقد التسعينيات عندما كشف صحفي في ال «يو.اس.توداي» ان اربعة نشطاء ممن أقالهم المرشح جورج بوش من حملته الانتخابية قد عادوا من جديد الى صفوف الحزب الشيوعي .
\r\n
\r\n
وكانت قضية جيروم برنتار قد اثارت بشكل خاص الكثير من الضجة لأنه ظهر في برنامج تلفزيوني لقناة ال «سي.ان.ان» الاخبارية في 14 سبتمبر 1988 حيث قال: «هل مات اليهود في غرف الغاز بمعسكر أوشويتز؟» ثم اضاف: «لم يقل هناك اي جامعي اخصائي بالمحرقة وكان هناك بالمقابل الكثير من التلفيقات والتناقضات في حكاية الهولوكوست هذه».
\r\n
\r\n
بوبي وبربارة
\r\n
\r\n
عاش جورج بوش الأب المشهور باسم «بوبي» حياة سعيدة في بيت والده ومع زوجته بربارة لقد كانا غنيين ومهذبين ولهما مكانتهما المرموقة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة لكن لم يكن جورج بوش الأب طالباً متميزاً مرموقاً وأساتذته في المدرسة الثانوية التي كان قد دخلها عام 1937 لم يتذكروه ابداً فيما بعد مع ذلك اصبح «كابتن» في فريق البيسبول في اندوفر.
\r\n
\r\n
مع ذلك بقيت هناك صور وشهادات ومذكرات لم يكذبها حتى الأكثر عداء لعائلة بوش أولاً كانت هناك الحرب التي اثبت جورج بوش الكثير من الشجاعة فيها وكان قد انخرط في الجيش على الرغم من ابيه الذي كان يريد منه ان يتابع دراسته في جامعة يال لقد ذهب الابن الى بوسطن حيث اقسم اليمين لخدمة سلاح البحرية الذي التزم فيه وكان الرئيس الأميركي الأسبق قد تحدث هو نفسه عن تلك الفترة في كتاب له نشره عام 1999 تحت عنوان: «حياتي في الرسائل وكتابات أخرى».
\r\n
\r\n
كان جورج بوش قد التقى ببربارة اثناء حفل بمناسبة عيد الميلاد عام 1941 كان عمرها ست عشرة سنة، وهي وريثة مارفن بيرس رئيس ومدير الامبراطورية الصحفية الشهيرة «ماكميلان للنشر» لكن بتاريخ 12 يونيو 1942 انخرط جورج بوش يوم بلوغه سن الثامنة عشرة في سلاح البحرية الاميركية ان والدته قد احتفظت دائماً بالرسائل التي كان ابنها يبعث بها خلال سنوات الخدمة.
\r\n
\r\n
والأكثر أهمية بين هذه الرسائل تلك المكتوبة بتاريخ 3 سبتمبر 1944 والتي يروي فيها جورج بوش فيها «مغامرته» عندما اصيبت طائرته في اليوم السابق و هو فوق المحيط الهادئ حيث كان يوجد الاسطول البحري الاميركي المكرس لتلك المنطقة من العالم، كان الطيار الشاب جورج بوش قد قام ب 116 طلعة جوية بين 24 يناير و29 نوفمبر 1944.
\r\n
\r\n
وفي ذلك اليوم الثاني من سبتمبر من السنة نفسها عندما اصيبت طائرته هبط بالمظلة في مياه المحيط، كان جريحاً لكنه استطاع السباحة الى ان التقطته الغواصة الاميركية «فينباك» بينما اختفى الطياران الآخران اللذان كانا يشكلان طاقم الطائرة في مياه المحيط بعد ان كانا قد قفزا بالمظلة مثله.
\r\n
\r\n
يقول جورج بوش في تلك الرسالة: «انا بخير جسدياً والطعام في الغواصة افضل مما عرفته في اي يوم كان في الليلة السابقة كنت اقاتل ولم استطع النوم، انني اعيش كل لحظة من تلك التجربة، وقلبي يعتصره الألم من أجل عائلات الشابين اللذين كانا يرافقانني».
\r\n
\r\n
ثم كتب عن ذلك فيما بعد قائلاً: «لقد تعرضت طائرتي لاطلاق النار عليها بالقرب من جزيرة شيشي جيما وانقذتني الغواصة (فينباك) ولا ازال متأثراً حتى الآن لان الحظ قد حالفني بوجود غواصة اميركية كانت تقوم بدورية في المنطقة فالتقطتني قبل اليابانيين وبعد الحرب مباشرة تمت محاكمة القائد الياباني الذي كان مسئولاً عن منطقة جزيرة شيشي جيما وتم اعدامه لانه كان يأكل اكباد الاميركيين الأسرى، وانني احب كثيراً ممازحة بربارة زوجته بتذكيرها بأنني كدت ان انتهي كمقبلات».
\r\n
\r\n
لقاء مع تكساس
\r\n
\r\n
كان جورج بوش قد عاد الى بلاده كبطل وتزوج بعد ذلك بربارة في 6 يناير 1945 ونال وسامين حربيين كما تم قبوله في جامعة يال حيث كان قد تعلم والده بريسكوت بوش وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد كان البترول وتجارته هو اهتمام المستقبل بالنسبة له مما دفع الزوجين بوش للاقامة في مدينة «اوديسا» الصغيرة في ولاية تكساس في أوج ازدهارها النفطي.
\r\n
\r\n
كان اللقاء مع عالم تكساس بمثابة مفاجأة حقيقية لجورج بوش الذي أدهشه ان عاملاً عنده لم يكن قد سمع ابداً بمدينة «يال» وكان اهل تكساس محافظين متدينين الى درجة انه كان ممنوعاً على الرجال ارتداء سراويل قصيرة ولا يمكن تعاطي الكحول الا في النوادي الخاصة.
\r\n
\r\n
ان مذكرات جورج وبربارة بوش تدل على ان الزوجين الشابين كانا يعيشان في نهاية عقد الاربعينيات في شقة صغيرة من حجرتين وانهما امضيا أعياد الميلاد بعيداً عن الاهل ورزقا آنذاك بطفلهما الاول لكن هذه الحالة المتواضعة لم تستمر سوى فترة قصيرة من الوقت فأعمال جورج بوش انطلقت بسرعة مستفيداً من العلاقات التي كان والده بريسكوت قد اقامها وخاصة بفضل صديق قديم للوالد هو نيل مالون الطالب السابق في يال والذي عهد بوظيفة للشاب بوش في الفرع التكساسي بشركته، هكذا كانت طاقة جورج بوش ترقى عن الشك فإنها قد حظيت ايضاً بالمساعدة والتمويل.
\r\n
\r\n
وكان عدد كبير من ابناء عائلات الشاطئ الشرقي الاميركي مثل عائلات جيني ومالون قد قدموا الى تكساس ولكنهم لم يكونوا محبوبين من اهلها فشكلوا نواديهم الخاصة وعملوا على مساعدة بعضهم البعض، هكذا أنشأ جورج بوش في عام 1950 شركته النفطية الخاصة وحصل على حقوق مهمة في الاستثمار بحوض بيرميان الذي كانت مدينتا ميدلاند واوديسة تشكلان رأسي جسر له واعتباراً من عام 1952 انتقلت اسرة بوش من شقتها الصغيرة كي تسكن منزلاً بورجوازياً فخماً في ميدلاند العاصمة الفعلية للبترول.
\r\n
\r\n
كان بريسكوت بوش قد انتخب آنذاك عضواً في مجلس الشيوخ وذهب مرات عديدة لزيارة ابنائه المتواجدين في تكساس ولكنه كان يحمل بنفس الوقت مشاريع سياسية كان ذلك في نهاية عقد الستينيات وكان يريد في الواقع ان يتواجد حزب جمهوري موحد في تكساس التي كان الديمقراطيون لا يزالون يسيطرون عليها.
\r\n
\r\n
كانت ثروة أسرة بوش قد أصبحت حقيقة عندما قرر جورج بوش الانطلاق في العمل السياسي رسمياً وكان الأب بريسكوت يتمنى ان تتحقق مثل هذه الاستمرارية بعد انسحابه من الحياة السياسية وكان السباق السياسي في تكساس مشجعاً وصعباً في الوقت نفسه جهة التشجيع فيه كانت تعود الى انقسام الديمقراطيين بين تيارين متعارضين:
\r\n
\r\n
احدهما ليبرالي والآخر محافظ ولكن كان التياران كلاهما عرضة للاتهام بالفساد وبالتقصير في محاربة الشيوعية اما جهة الصعوبة فقد تأتت من واقع وجود تيار متشدد متطرف في عدائه للشيوعية الى درجة المطالبة بانسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة من اجل الحماية من مخاطر تغلغل «الأمميين» وحيث كان هذا التيار قد عارض بشدة ترشيح جورج بوش ممثل التيار المحافظ التقليدي الجمهوري.
\r\n
\r\n
كانت مهمة بوش الصعبة تتمثل في تطمينه للمتطرفين ولكن دون اثارة خيبة امل المحافظين المعتدلين من الحزب الجمهوري كذلك اعاقت عوامل سلبية اخرى صعود جورج بوش مثل وجود التكساسي لندون جونسون كنائب للرئيس ثم كرئيس للولايات المتحدة بعد اغتيال جون كيندي في دالاس وكان على أسرة بوش ان تواجه أيضاً نقطة ضعف كبيرة تتمثل في كونها «الغرباء» القادمين من الشرق الاميركي ولقد كانوا رأسماليين تكساسيين حقيقيين لكنهم كانوا مرتبطين من حيث التمويل ب «وول ستريت» وانهم يرسلون ابناءهم للدراسة في «اندوفر».
\r\n
\r\n
ونيو إنجلاند في الوقت الذي كانوا قد تخرجوا هم من جامعات يال ان جميع الجهود التي قامت بها بربارة بوش في التردد على النوادي النسائية أو التي قام بها جورج بوش بانضمامه إلى نوادي هيوستون التي كان الجمهوريون يسيطرون عليها قد تكشفت عن انها غير فاعلة.
\r\n
\r\n
لقد حاول جورج بوش استنهاض حماس مؤيديه وألحق بمكتبه في هيوستون عدداً كبيراً من النساء المتطوعات لكنه بقي «غريباً» في مثل هذا الاطار قام مدير حملته الانتخابية بتنظيم «قافلة» انتخابية ترافقها غرف الموسيقى المحلية كان جيمس ليونارد مدير تلك الحملة، من اصل تكساسي صرف، وكان يريد ان يقدم لبوش صورة قريبة من صورة كيندي ولكن في اطار جمهوري فجورج بوش شاب وجميل وأنيق وغني وكانت الأموال تصل بسهولة من اصحاب الثروات الكبرى في تكساس.
\r\n
\r\n
وقد طلب جورج بوش من ابنه البكر ان يرافقه طيلة تلك الحملة الانتخابية وهذا ما فعله قبل ان يلتحق بجامعة «يال» في شهر نوفمبر 1964 وكان جورج دبليو بوش الابن هو الذي يقود الشاحنة الصغيرة التي تنقل الدعايات الانتخابية لوالده الى مختلف المناطق لكن في النتيجة انتصر المرشح الديمقراطي وذلك خاصة بسبب الروابط المعروفة لأسرة بوش مع الرأسمالية الدولية ومع اولئك الذين كانوا يمثلون تهديداً لأصحاب المؤسسات التكساسيين وقد حصل «ياربوروج» المرشح الديمقراطي على ثلاثمئة ألف صوت زيادة على جورج بوش الذي كان يمكنه ان يفتخر ايضاً بأنه قد حاز على افضل نسبة للجمهوريين في تكساس.
\r\n
\r\n
ولقد كتب جورج بوش لصديقه يقول: «ان السود الذين اقترعوا انما اقترعوا ضدي بنسبة 5,98%» وكان مثل هذا الاقتراع مفهوماً اذ ان بوش الذي لعب بورقة المحافظة قد اتخذ موقفاً حازماً ضد قانون الحقوق المدنية الذي يعارض كل اشكال التمييز العنصري والجنسي والديني والقومي وشجب بوش طيلة الحملة الانتخابية المشروع الذي يخدم برأيه أقلية لا تشكل سوى 14% من السكان ضد أغلبية 86% منهم «اي ما يتناظر مع نسب السود والبيض في تكساس».
\r\n
\r\n
لم يتم انتخاب جورج بوش اذن لعضوية مجلس الشيوخ، لكن اسرة بوش تعرف كيف تخسر ثم تبدأ من جديد ففي عام 1950 كان بريسكوت بوش قد انهزم في الحملة الانتخابية الاولى من اجل الوصول الى عضوية مجلس الشيوخ لا شك بأن ابناء اسرة بوش ليسوا من المتعمقين في بحور الايديولوجيات هذه هي حالة بريسكوت بوش، الجد، وجورج بوش الأب.
\r\n
\r\n
وجورج دبليو بوش، الابن، ولكنهم كانوا مع ذلك يتحلون بمرونة كبيرة فإذا كان جورج بوش الأب مثلاً قد اتخذ موقفاً ضد قانون الحقوق المدنية عام 1964 كي يحظى برضا التكساسيين فإنه تراجع عام 1968 عن هذا الموقف، وقبل الصيغة الجديدة الخاصة بالحقوق المدنية من أجل ان يحتل موقعاً اقل تشددا في الاطار الحزبي الجمهوري.
\r\n
\r\n
وهذا ما شرحه بالقول انه بعد زيارته لفيتنام ومقابلته لعدد من الجنود فهم بأنهم يقاتلون ويموتون من اجل البلاد، وهذه المعركة تعطيهم الحق بتقاسم الحلم الأميركي، انها حجة قوية، كعادة أسرة بوش عندما ينسجون حججاً محبوكة بشكل جيد غالباً عندما يريدون تمويه الحسابات السياسية.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.