الأعلى للجامعات يمنح مركز أعضاء هيئة التدريس بجامعة الزقازيق رخصة تدريب معتمد    طارق سعدة في عيد الإعلاميين : الإعلام المصرى يلعب دورا كبيرا لتشكيل وعى المواطنين    أخبار مصر: أبرز رسائل الرئيس السيسي لكبرى الشركات الصينية.. حقيقة تقليص حصة المواطن من الخبز المدعم على البطاقات التموينية، وانطلاق امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية غدا    رغيف عيش    الدفاع المدني بغزة: انتشال عشرات الشهداء بعد انسحاب الاحتلال من جباليا    مرصد الأزهر يدين الهجوم الذي وقع صباح اليوم في ألمانيا    أنشيلوتي يحث لاعبيه على التعامل مع المخاوف والقلق في نهائي دوري أبطال أوروبا    دوري أبطال أوروبا.. اللقب الخامس عشر لريال مدريد أم الثاني ل بروسيا دورتموند ؟    أجواء شديدة الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس السبت بالدرجات    تأثر محمود الليثي لحظة وداع والدته لمثواها الأخير    صوت بلدنا    اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    المفتي: عدم توثيق الزواج الجديد للأرامل للإبقاء على معاش المتوفى يُعد أكلاً للمال بالباطل    أسامة الأزهري: لو أخذنا الإسلام من القرآن فقط فلا وجود للإسلام    حسام موافي يوضح خطورة انسداد قناة البنكرياس    عصام خليل: الحوار الوطني يناقش غدا آليات تحويل الدعم العيني لنقدي    سماع دوي انفجارات بمناطق شمال إسرائيل بعد إطلاق 40 صاروخا من جنوب لبنان    النيابة تامر بأخذ عينة DNA من طالب التجمع الأول المتهم باغتصاب زميلته وإنجابها منه    المصرى للشؤون الخارجية: زيارة الرئيس السيسى لبكين تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون    تغطية.. نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2024    الصحة: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة تحت شعار 100 مليون صحة    صحة دمياط: ضبط 60 كيلو من سمكة الأرنب السامة قبل وصولها للمواطنين    780 شاحنة مساعدات في انتظار الدخول عبر رفح    19 منظمة دولية تحذر من مجاعة وشيكة في السودان    "الأونروا" تحذر من اكتظاظ مخيمات النازحين بغزة ونقص اللقاحات والأدوية    عربية النواب: تصنيف إسرائيل ل أونروا منظمة إرهابية تحد صارخ للشرعية الدولية    21 الف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    بعد علمه بمرضه... انتحار مسن شنقًا بالمرج    نمو الاقتصاد التركي بمعدل 5.7% خلال الربع الأول    حصاد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في أسبوع    إعادة افتتاح مسجد نور الإسلام في إطسا بعد صيانته    "يتضمن ملاعب فرعية وفندقا ومستشفى".. الأهلي يضع اللمسات الأخيرة لحفل توقيع عقد إنشاء الاستاد    ضبط المتهم بتسريب أسئلة الامتحانات عبر تطبيق "واتس آب"    وصول جثمان والدة المطرب محمود الليثي إلى مسجد الحصري بأكتوبر "صور"    عمرو الفقي يعلق على برومو "أم الدنيا": مصر مهد الحضارة والأديان    مرة واحدة في العمر.. ما حكم من استطاع الحج ولم يفعل؟ إمام وخطيب المسجد الحرام يُجيب    ضمن مبادرة كلنا واحد.. الداخلية توجه قوافل طبية وإنسانية إلى قرى سوهاج    وزيرة التعاون: تحقيق استقرار مستدام في أفريقيا يتطلب دعم المؤسسات الدولية    بالشماسي والكراسي.. تفعيل خدمة الحجز الإلكتروني لشواطئ الإسكندرية- صور    بعثة المواي تاي تغادر إلى اليونان للمشاركة فى بطولة العالم للكبار    "العاصمة الإدارية" الجديدة تستقبل وفدا من جامعة قرطاج التونسية    طارق فؤاد والفرقة المصرية يقدمان روائع موسيقار الأجيال على مسرح السامر    وزير الإسكان يُصدر قراراً بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي    في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين.. احذر التبغ يقتل 8 ملايين شخص سنويا    اعتماد 34 مدرسة بالإسكندرية في 9 إدارات تعليمية    ماذا يقال عند ذبح الأضحية؟.. صيغة مستحبة وآداب يجب مراعاتها    الاعتماد والرقابة الصحية: برنامج تدريب المراجعين يحصل على الاعتماد الدولي    محافظ أسوان يتابع تسليم 30 منزلا بقرية الفؤادية بكوم أمبو بعد إعادة تأهيلهم    وزارة الصحة تستقبل سفير كوبا لدى مصر لتعزيز التعاون في المجال الصحي    ميرور البريطانية تكشف عن بديل نونيز في ليفربول حال رحيله    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    «حق الله في المال».. موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر    تعرف على موعد إجازة عيد الأضحى المُبارك    خالد أبو بكر يقاطع وزير التعليم: بلاش عصا إلكترونية باللجان.. هتقلق الطلاب    الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف محيط مسجد في مخيم البريج وسط قطاع غزة    تامر عبد المنعم ينعى والدة وزيرة الثقافة: «كل نفس ذائقة الموت»    اتحاد الكرة يكشف أسباب التأخر في إصدار عقوبة ضد الشيبي    منتخب مصر يخوض ثاني تدريباته استعدادًا لمواجهة بوركينا فاسو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الامتيازات جاءت إلى بوش الابن ب «شكل طبيعي»، 234 من أبناء أعضاء الكونغرس يستدعو
نشر في التغيير يوم 10 - 03 - 2005

وهكذا ترشح، وتم اختياره للتدرب على طائرات من طراز «اف- 102» حيث شاءت «الصدفة ان مثل هذه الطائرات لم تكن تشارك في طلعات بفيتنام لكن شهادة بوش الابن هذه لم تكن كاملة في واقع الامر، اذ كان جورج بوش الأب قد اتصل بصديقه بن بارنس، احد رجال السياسة في تكساس الذي كان قد اتصل بدوره بجنرال في الحرس الوطني التكساسي، ولا شك ان مثل هذه الطريقة في التصرف لم تكن مصدر مجد لاصحابها، ولكنها لم تكن في واقع الامر استثناء.
\r\n
\r\n
اذ دلت احصائيات عام 1970 على ان 234 ولداً من ابناء أعضاء مجلس الكونغرس الاميركي كانوا قد دعوا للخدمة في الفيتنام وان تسعة عشر منهم فقط قد شاركوا في الخدمة على جبهات القتال وتعرض واحد منهم فقط للجرح هذا يعني ان جورج بوش الابن كان ضمن سياق اصحاب الامتيازات «بشكل طبيعي».
\r\n
\r\n
\r\n
اذا كانت هذه المسألة قد تم ابرازها فيما بعد، فإن هذا يعود بالأحرى لتركيز جورج بوش الاب والابن ايضاً على الحديث عنها باستمرار لنفي وجود أية معاملة خاصة أو محسوبية، هكذا عادت للبروز اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية عام 1999 وقامت صحيفة «اوبزرفر تكساس» وبعدها العديد من الصحف القومية الاميركية باجراء تحقيقات حول ماضي المرشح الجمهوري.
\r\n
\r\n
\r\n
وتنبغي هنا الاشارة الى ان قدامى المحاربين في فيتنام شديدو الحساسية حيال أكاذيب ابناء العائلات ذات الحظوة وفي الثاني من نوفمبر 2000 اعادت مجموعة من قدماء حرب فيتنام طرح السؤال من جديد في مجلس الشيوخ كالتالي:
\r\n
\r\n
\r\n
«لماذا الخدمة في الحرس الوطني التكساسي ولماذا ستة اشهر اقل من مدة الخدمة الرسمية؟» بل وصرّح السيناتور انواي بقوله: «لأسباب أقل من هذا ربما كان قد تم تقديمي إلى محكمة عسكرية وربما أيضاً القائي في السجن».
\r\n
\r\n
\r\n
لم يقدم جورج دبليو بوش سوى القليل من الشرح، واكتفى بالقول ان الحرس الوطني التكساسي طلب مرشحين كطيارين فرشح نفسه، وتم اختياره، وهذا كل شيء وقد قال في مذكراته المنشورة عام 1999: «كنت أحب الطيران وقد عملت كثيراً لقد أمضيت ستة وخمسين اسبوعاً في الخدمة النشطة تعلمت خلالها الطيران، وأنهيت تدريبي في ديسمبر 1969 وقد كان والدي نفسه هو الذي علّق على ذراعي رمز النسر، الذي يدل على رتبة نقيب في الطيران، لقد كانت لحظة اثارت اعتزازنا، أبي وأنا».
\r\n
\r\n
\r\n
لكن هذا لم يمنع وسائل الاعلام من ان تذهب أبعد في تحرياتها، بل ان قدامى المحاربين في الاباما رصدوا جائزة قيمتها 3500 دولار لكل من يستطيع ان يقدم البرهان على حقيقة الخدمة العسكرية لبوش الابن وكانت صحيفتا «واشنطن بوست» و«بوسطن جلوب» الاكثر تعبئة في هذا المجال ان فضيحة عام 2000 كانت كبيرة الى درجة ان كولن باول قد اعرب نفسه في مذكراته عن احتقاره لأبناء الأغنياء والأقوياء الذين وجدوا انفسهم في مواقع مريحة، بدلاً من خدمة أميركا لقد أدان باول مثل ذلك «التمييز العنصري» لكن هذا لم يمنع جورج بوش الابن من الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
\r\n
\r\n
\r\n
غريب الأطوار في يال
\r\n
\r\n
\r\n
كان جورج دبليو بوش قد دخل الى جامعة يال بعد تسريحه من الخدمة انه لم يعرف فيتنام ولم يكن التأمل والتعبئة ضد العرب يهمانه كثيراً، رغم انهما كانا موضع اهتمام شرائح واسعة من الطلبة، كان الشاب بوش يتابع دراساته وحياته المنكبة على المتع والرياضة وتدل شهادات عديدة على انه كان «غريب الاطوار» وقد كتب احد الذين اهتموا بسيرة حياته:
\r\n
\r\n
\r\n
«ان اصدقاءه في يال كانوا يتساءلون عما اذا كانت فيتنام تحظى بأي اهتمام لدى بوش لأنه لم يكن يتكلم عنها عملياً، وكان نادراً ما يتحدث عن وقائع الحرب وعن المواقف التي اتخذها والده وجده والاستراتيجيون العسكريون والحركات الدبلوماسية الكبرى على الصعيد الدولي، بينما كان المحيطون به يناقشون هذه الامور باستمرار».
\r\n
\r\n
\r\n
لكن المعني بهذا الكلام رفض مثل هذه الرواية عنه وبأنه كان طالباً لا تساوره مثل تلك الهموم، وزعم في مذكراته انه كان شديد الاهتمام بالحرب عام 1968 لذا كان من السهل اعادة تركيب مذكرات عن 1968 منشورة عام 1999.
\r\n
\r\n
\r\n
في الواقع كان جورج بوش الابن ذا نزعة فردية وكان اهتمامه القليل بالنقاشات السياسية يثير دهشة زملائه لقد كان اسمه معروفاً من خلال تجربة جده ووالده السياسية مع ذلك لم ينضم ابداً لمختلف المجموعات الطلابية في الجامعة، مثل الجمهوريين الشباب والديمقراطيين الشباب ومجمع الحقوق المدنية في يال ولكنه انتسب.
\r\n
\r\n
\r\n
على العكس، الى نادي كرة القدم والرجبي، كانت الدراسة في جامعة يال تجري بدون عقبات بالنسبة للطالب الشاب الذي لم يكن لديه اي مشروع محدد وقد تسجل في فروع اللغة الانجليزية والفلسفة والعلوم السياسية والجيولوجيا واللغة الاسبانية وعلم الفلك وقد اعترف هو نفسه:
\r\n
\r\n
\r\n
«لم اكن ابداً مثقفاً كبيراً احب الكتب واشتريها للمتعة واعتقد اننا جميعاً يشير بذلك الى اخوته واخوانه من الطبقة نفسها اننا لسنا جديين حقاً، ولسنا قراء جادين اننا نقرأ من اجل المتعة».
\r\n
\r\n
\r\n
كلمة «المتعة» هذه ذات اهمية كبيرة في لغة بوش فسنوات الدراسة كانت اذن سنوات «متعة» حيث كان يخرج كثيراً، ويعيش الكثير من المغامرات كان شاباً وسيماً، وبشوشاً، ويشرب المسكرات واجتاز تجربة تعاطي الكوكايين لكنه لم يقبل ان يعترف بذلك بشكل قاطع وهذه المسألة طرحت اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية.
\r\n
\r\n
\r\n
واشار الصحفيون الى انه تم تعليق عضوية بوش في الحرس الوطني، بعد عملية مراقبة طبية في ربيع عام 1972 لكن بوش اعترف بأنه شرب المسكرات وبأنه اضطر لدفع غرامات بسبب قيادته وهو في حالة سكر وعندما لاحقته الصحافة في هذا الشأن كان له بعض ردود الأفعال الغاضبة التي لم يستطع السيطرة عليها..
\r\n
\r\n
\r\n
وتشير «الموسوعة الاميركية» في تقديمها لسيرة حياة جورج دبليو بوش الى أن بوش قد اعترف بأنه فقد التوازن في ظروف عديدة حتى سن الاربعين لقد تم توقيف جورج دبليو بوش بتاريخ 4 سبتمبر 1976 لانه كان يقود سيارته بحالة سكر وقد نفى ذلك، وأفصح عن غضبه حيال الديمقراطيين الذين «دسوا انوفهم» في هذه القصة القديمة، ثم عاد واعترف بالواقعة وصرح بأنه قد تخلى نهائياً عام 1986 عن ذلك النزوع نحو تعاطي الشراب.
\r\n
\r\n
\r\n
كان جورج بوش الأب قليل الثرثرة وكان يجسد بالنسبة لابنه نموذجاً غير نموذجه لكن كان الاب يقدم مساعدات مباشرة لابنه، فهو الذي أدخله الى الجمعية السرية المعروفة باسم «الناس الأخيار» في يال، التي تأسست عام 1832 وضمت أكبر المسئولين السياسيين ورجال الأعمال مثل فيريل هاريمان وماك جورج بوندي وهي جمعية تشبه الى حد كبير في طقوسها الماسونية حيث كان يتم تنسيب خمسة عشر عضو جديداً لها كل سنة في اطار طقوس مثيرة.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد كان يتم وضع كل عضو جديد فيما يشبه القبر ثم ينهض من جديد، هكذا يكتسي الاحتفال الدلالة الرمزية للانتقال الى حلقة «الناس الأخيار» كما يدل اسم الجمعية، وكان العديدون من اقارب جورج دبليو بوش قد انضموا الى هذه الجمعية، مثل جده ووالده وخاله هربرت والكر وعمه جوناثان بوش وابن عمه «راي والكر».
\r\n
\r\n
\r\n
لقد كان انتساب جورج دبليو بوش الى جمعية «الناس الأخيار» يمثل دليلاً على الرابطة القوية بين الأب والابن، واستمراراً للتقاليد العائلية التي أرساها الجد وهناك نقطة مشتركة اخرى بين الأب والابن وتتمثل في قدرتهما على التكيّف من دون اية حسابات عاطفية، ولعلّ هذه هي السمة الأساسية لدى ابناء عائلة بوش.
\r\n
\r\n
\r\n
نقاط بارزة في المسيرة
\r\n
\r\n
\r\n
في 1989 قالت بربارة بوش، زوجة جورج بوش الأب ووالده الرئيس الأميركي الحالي: «اراد جورج زوجها ان يبدأ اليوم الاول من عمله كرئيس بالذهاب الى الكنيسة كان ذلك يبدو امراً طبيعياً لانه كان من حسن حظنا كلينا ان نترعرع في عائلة يلعب فيها الدين دوراً جوهرياً».
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
في 1968، وكانت اسرة بوش الأب قد أقامت في واشنطن قبل فترة أعلن الرئيس الاميركي جونسون انه لن يعيد ترشيح نفسه للرئاسة كانت مظاهرات الطلبة تتعاظم مطالبة بالسلام، حيث كانوا يهتفون:
\r\n
\r\n
\r\n
«كم من الأولاد قتلت اليوم؟
\r\n
\r\n
\r\n
هو هو هوتشي منه
\r\n
\r\n
\r\n
الفيتكونج سوف ينتصرون
\r\n
\r\n
\r\n
واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة
\r\n
\r\n
\r\n
اننا لا نريد هذه الحرب القذرة».
\r\n
\r\n
\r\n
كان موقف جورج بوش الأب حيال الرئيس جونسون مثيراً للدهشة ولا شك بأن ذلك يعود الى ان جونسون ورغم انه ديمقراطي، كان من تكساس ولم يكن بوش ينتقد سياسته في فيتنام بل هنأه بعد ان ألقى خطابه عن حالة «الاتحاد» الاميركي في شهر يناير 1968.
\r\n
\r\n
\r\n
كان والده قد علّمه ان النجاح السياسي يفترض الصبر وكان مثال ريتشارد نيكسون واضحاً في هذا المجال اذ انه على الرغم من هزيمته امام جون كيندي عام 1960 عاد ليفوز بعد ثماني سنوات.
\r\n
\r\n
\r\n
انطلق جورج بوش الأب في مسيرته السياسية بعد ان احتفل بوجود بعض الاصدقاء بالذكرى الخامسة والعشرين لزواجه من بربارة وكان ذلك ضرورياً من اجل «توازنه النفسي»، كما تقول زوجته التي تبعته في حملته الانتخابية حيث وجدا انهما من جديد في تكساس من اجل تعبئة الناخبين وكانت الحملة الانتخابية تجري في اجواء مشحونة جداً اذ ان استمرار الحرب في فيتنام ادى الى تزايد مظاهرات الطلبة واتسامها بدرجة اكبر من العنف هكذا .
\r\n
\r\n
\r\n
وفي 4 مايو 1970 قام عناصر الحرس الوطني في اوهايو بقتل اربعة طلبة في جامعة «كنت» وقد كتبت بربارة بوش في مذكراتها عن تلك الاجواء ما يلي: في 4 مايو 1970 جرت صدامات عنيفة في أوهايو ذهب ضحيتها أربعة طلبة اثناء المجابهة مع الحرس الوطني لقد هزّت هذه المأساة أميركا واضرمت النيران في كل الجامعات وكنت يومها في طريق عودتي الى البيت بعد اجتماع عند نهاية بعد الظهر ووجدت نفسي وسط ازدحام السيارات الهائل على جسر كاي.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد بقيت هادئة في سيارتي اذ ادركت ان حشداً غاضباً من الطلبة يتقدم نحو الجسر وعندما بلغوا سيارتي بدأ أحدهم بالصراخ قائلاً: اننا نحاصر احداهن هنا وقبل ان افهم ماالذي جرى أمطروا سيارتي بالحجارة، وبدالي ان مئات الوجوه الحاقدة تحدق بي بنظرات ملؤها الكره، وقام احد الشباب برشق آلة تسجيل على زجاج السيارة وقال لي: «ما رأيك بنيكسون الذي يقتل الطلبة في جامعة كنت؟» كنت مذعورة وبدأت اقول «لا اعتقد» ثم اجهشت بالبكاء، عندها رشقني الشاب بنظرة، وقال لاصدقائه انني ابكي ثم انسحب».
\r\n
\r\n
\r\n
لقد تعرض جورج بوش للهزيمة في المعركة الانتخابية لعضوية مجلس الشيوخ، على الرغم من الاموال التي اغدقها «بنك تكساس التجاري» في دالاس بالاضافة الى مساعدات اصحاب الملايين في شيكاغو مثل كليمان ستون وهنري فورد الثاني، واعتقد جورج بوش الاب ان ذلك كان يعني «نهايته السياسية» اذ كان يمكن في حالة نجاحه ان يطمح بمنصب حاكم تكساس وبالبيت الأبيض في أفق أبعد.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي 1970 اصبح جورج بوش مندوباً للولايات المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة ولكن لم يكن لديه في واقع الأمر أية معرفة عميقة بالقضايا الدولية، حتى ان احد اصدقائه قال له مندهشاً:
\r\n
\r\n
\r\n
«جورج، لكن ماذا تعرف عن القضايا الدولية؟» فأجابه جورج بوش على الفور: «اطرح علي هذا السؤال بعد عشرة ايام فقط» ان هذه الاجابة وعلى الرغم مما تحتوي عليه من الثقة بالنفس، فإنها دفعت البعض الى التفكير بأن مثل هذا التعيين يقدم برهاناً واضحاً على غياب اهتمام الولايات المتحدة الفعلي بالمنظمة الدولية، اذ كيف يمكن تعلم قضايا العالم خلال عشرة ايام فقط؟ ولكنه من الصحيح القول بأن منظمة الامم المتحدة تزعج الجمهوريين الأكثر تطرفاً الذين يرغبون بالاكتفاء بأميركا «امبريالية».
\r\n
\r\n
\r\n
في الواقع كان أسلوب جورج بوش وتحفظه يناسبان متطلبات المنصب، وكان الاهتمام الذي يوليه للتجارة الدولية يصب في خدمة مصالح البلاد اما هو نفسه فقد كان راضياً جداً اذ ان العامين اللذين امضاهما في منظمة الامم المتحدة سمحا له بتكوين الشبكة النيويوركية التي كانت تنقصه. لقد قام جورج وبربارة بوش باستقبال الكثيرين وقد نجح جورج بوش بجاذبيته وبأسلوبه التكساسي ولكن «الراقي» بنفس الوقت في اضافة الكثير من العلاقات وهذا ما عبر عنه ذات مرة بالقول:
\r\n
\r\n
\r\n
«يمكن لحفلات مآدب العشاء ان تكون مفيدة ففي حفلة عشاء اقامها كولن كراو سفير بريطانيا التقيت بسفيرين أو ثلاثة سفراء في جو هادئ وهذا الاسبوع اصطحبنا الى ملعب الهوكي سفير مدغشقر مع احد ابنائه ثم جاء سفير نيجيريا واحد ابنائه ايضاً الى لعبة كرة سلة. اعتقد انه لمثل هذه الامور اهميتها واعتقد ان هذا يدل على صداقة ما ينبغي على سفراء الأمم المتحدة ان يحافظوا عليها فيما بينهم».
\r\n
\r\n
\r\n
لكن فيما هو ابعد من هذه المجاملات اولى جورج بوش اهتمامه جدياً بالصورة السيئة التي يحملها اغلبية الممثلين الاجانب عن الولايات المتحدة وقد اتهم الصحافة وخاصة صحيفة «نيويورك تايمز» بأنها تقوم ببث اخبار سيئة وكاذبة يتداولها وينقلها ممثلو البلدان المغرضة حيال واشنطن.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان يرى انه ينبغي لصورة اميركا ان تكون كاملة، كما هي الصورة التي يحرص عليها جورج بوش دائماً بالنسبة لاسرته وكان يثير غضبه الكبير ان يردد سفير الاتحاد السوفييتي على مسامعه باستمرار الأخبار التي تنشرها «النيويورك تايمز» وفي الفترة نفسها عام 1971 كان ريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر يعلنان سخطهما على الصحافة، ولكن كان افراط كيسنجر في السرية يعيق بشكل ما مهمة السفير الاميركي لدى منظمة الأمم المتحدة الذي كان يريد ان يعرف بالدقة الأجوبة التي ينبغي تقديمها حول نوايا واشنطن حيال فيتنام وكمبوديا ولاوس.
\r\n
\r\n
\r\n
مراحل صعود مبرمج
\r\n
\r\n
\r\n
استقال ريتشارد نيكسون من الرئاسة عام 1974 بعد فضيحة ووترجيت الشهيرة لكنه بقي في الواقع مستشاراً مسموع الكلمة في العالم السياسي الاميركي حتى وفاته في ابريل 1994 وكان جورج بوش الأب قد تحدث كعادته عن علاقته مع نيكسون بكثير من التحفظ كذلك لم يكن نيكسون يتحدث كثيراً عن بوش الذي لم يكن في واقع الامر احد المقربين منه لكنه كان يثني على ذكائه وقد رقاه الى منصب مدير اللجنة القومية للحزب الجمهورية في نوفمبر 1972 .
\r\n
\r\n
\r\n
وفي بداية انكشاف فضيحة ووترجيت كان بوش موزعاً بين ولائه للرئيس نيكسون وبين خشيته مما سيترتب على كذب الرئيس بالنسبة لمستقبل الحزب الجمهوري لكن عندما غادر ريتشارد نيكسون واسرته البيت الأبيض احس بأنه قد «تحرر» واتجهت انظاره نحو جيرالد فورد الذي خلفه والذي اظهر الكثير من الحرارة حيال بوش الذي كان يأمل سراً بأن يسميه نائباً له لكنه اختار نلسون روكفلر ولم يكلف نفسه عناء اخطار جورج بوش بذلك.
\r\n
\r\n
\r\n
حيث انه سمع الخبر بواسطة التلفزيون أحس بوش بمرارة كبيرة لكنه حافظ على صمته وعندما اقترحوا عليه منصب سفير في احد العواصم التالية: لندن او باريس او بكين، ذهب اختياره الى العاصمة الصينية.
\r\n
\r\n
\r\n
لم يكن ذلك الاختيار لاهتمام قديم لدى جورج بوش بالشئون الصينية، بل كان بالأحرى يعبر عن رغبة في الابتعاد او التراجع بعد الاشهر المرهقة التي مرت خلال فضيحة ووترجيت منذ شهر يونيو 1972.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد رافقت بربارة زوجها الى بكين بينما بقي الاطفال في الولايات المتحدة لاتمام دراساتهم لم تكن الصين منفى وانما بالأحرى تجربة ومرحلة انتظار ففي صيف 1974 قام هنري كيسنجر بزيارة الى الصين، حيث تحدث مع جورج بوش عن آفاق ترشيحه للرئاسة عام 1980 لكن بوش كان حذراً من «العزيز هنري» ومن دبلوماسيته الشخصية ونصائحه المزدوجة فهل يمكن الثقة بكيسنجر؟
\r\n
\r\n
\r\n
لم تكن مهمة جورج بوش معرفة ما يجري بدقة في الصين من قبل وزارة الخارجية وكانت اجواء التجسس والعداء لأميركا تثقل على كاهله وقد قال ذات يوم: «ان الاميركيين ليست لديهم اية فكرة عن الطريقة التي يراهم الآخرون بها، اننا نعتقد بأننا اخيار وشرفاء ومحبون للحرية لكن الآخرين على اقتناع بأننا نمارس سياسة تمثل لعنة بالنسبة لهم هذا على الرغم من حبهم لابناء بلادنا».
\r\n
\r\n
\r\n
ان مثل هذه الملاحظة المهمة يمكن ان تثير الدهشة لانها تصدر عن رجل يعتبر النموذج الاميركي بمثابة نموذج ممتاز وكوني وكان جورج بوش وزوجته يثيران بسبب نمط حياتهما فضول الصينيين لكنهما كانا محرومين من اي تواصل حقيقي لكن هذا لا يمنع واقع ان جميع اولئك الذين كتبوا سيرة حياة جورج بوش قد اعتبروا ان عمله كسفير لبلاده في الصين كان ممتازاً وهذا ما يدل عليه ايضاً تصفح مذكرات جورج وبربارة بوش.
\r\n
\r\n
\r\n
لكن يبدو ان «المرحلة الصينية» قد شهدت علاقة عاطفية بين جورج بوش وسكرتيرته، حيث كانت بربارة تسافر كثيراً الى الولايات المتحدة هذه الاشاعة برزت على الساحة الاعلامية لاحقاً اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية ولكن لم يتم التحقق منها وانما اشارت لها بربارة بطريقة غير مباشرة، عندما شرحت انها عرفت فترة ستة اشهر من الضغط النفسي عند العودة الى الولايات المتحدة واقامة الزوجين من جديد في واشنطن مما يمكن ان يتناظر مع تلك الشائعة تقول بربارة بوش:
\r\n
\r\n
\r\n
«يبدو هذا بسيطاً جداً لي الآن اذ كان عمري آنذاك 51 سنة اي سن اليأس لدى المرأة، ولم اكن استطيع ان اقاسم جورج عمله بعد ان كنت قد شاركته فيه طيلة سنوات وكان ابناؤنا كلهم قد غادرونا، كانت تلك حالة كلاسيكية من حدوث الضغط النفسي».
\r\n
\r\n
\r\n
مرحلة «السي.آي.ايه»
\r\n
\r\n
\r\n
بعد الصين تولى جورج بوش ادارة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي.آي.ايه» كان الرئيس جيرالد فورد قد عزل هنري كيسنجر من منصب مستشار الأمن القومي وعين جورج بوش على رأس وكالة الاستخبارات لقد كان فورد يريد في الواقع ان يملك زمام السياسة الخارجية فوكالة الاستخبارات لا تعنى بالسياسة انما تقدم المعلومات للحكومة .
\r\n
\r\n
\r\n
وجورج بوش الارستقراطي ورجل الاعمال التكساسي والذي لا يمتلك اية رؤية شخصية معروفة وليس له طموحات «على الأقل بنظر فورد» كان يناسب جيداً لتولي ادارتها لا سيما انه كان قد كتب ذات مرة للرئيس فورد: «اثناء احاديثك مع اعضاء مجلس الشيوخ يمكنك ان تركز القول على التزامي الكامل بأن اضع السياسة جانباً».
\r\n
\r\n
\r\n
لقد كانت السنة الأولى من تولي جورج بوش ادارة وكالة الاستخبارات الاميركية عصيبة اذ ان نيران اجهزة الاعلام استهدفتها بخصوص فضيحة ووتر جيت هذا فضلاً عن التحقيقات التي قام بها الكونغرس عام 1975 وقد وصل الامر ببعض عناصر الأمن المطلوبين للشهادة الى حد الانتحار كان الرئيس فورد بصدد التحضير للانتخابات الرئاسية .
\r\n
\r\n
\r\n
وكان على جورج بوش ان يتجنب «المفاجآت السيئة» وقد عرف كيف «يهدئ الامور» وقد شهد الكثيرون ممن عملوا معه بأنه كان مديراً «ناجحاً» و«محترماً» لقد كان رجلاً يعرف كيف يصغي وكيف يصمت» كانت تلك احدى مواهب عائلة بوش. ولسوء حظ جورج بوش انتصر الديمقراطي جيمي كارتر على المرشح الجمهوري جيرالد فورد في الانتخابات الرئاسية لعام 1976 .
\r\n
\r\n
\r\n
وكان كارتر قد ادان «فيتنام ووترجيت ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية» لقد حاول جورج بوش ان يبقى في منصبه بحجة ان الوكالة لا تعمل في السياسة لكن امام رفض جيمي كارتر أوفد بوش زوجته بربارة الى هيوستن كي تشتري منزلاً هناك فقد قرر العودة لاصدقائه ولأعماله ولأبنائه حيث كان «جيب» قد استقر مع زوجته ذات الأصل المكسيكي، في هيوستن وكذلك حال الابنين الأصغر بين أولاده.
\r\n
\r\n
\r\n
فهل كان جورج بوش قد تخلى عن طموحاته السياسية؟ هذا امر مشكوك فيه، اذ كان أول ضيف استقبله في منزله الجديد هو ملك الاردن، ان بوش لم يكن قد تخلى في الواقع عن مشروعاته السياسية، لكن كان عليه ان يتوصل الى اقناع ناخبيه في تكساس بأن جيمي كارتر ليس سوى اشتراكي اوروبي مقنع وبالتالي عليهم ان يتخلوا عنه وينتخبوه اي بوش الاب هكذا وفي الخامس من يناير 1979 قام بتشكيل لجنة دعمه للانتخابات الرئاسية .
\r\n
\r\n
\r\n
وحيث أعلن ترشيحه رسمياً في شهر مايو من السنة نفسها كان منافسه للحصول على تأييد الحزب الجمهوري لترشيحه للرئاسة هو رونالد ريغان الذي كان يحضر نفسه لتلك «المعركة» منذ عدة سنوات كان الصراع عنيفاً بين الرجلين الى درجة ان ريغان قد دعم مرشحاً جمهورياً آخر لعضوية مجلس الشيوخ الاميركي ضد جورج بوش الابن المرشح في تكساس لذلك المقعد بل وكان مقربون من ريغان هم الذين مولوا الحملة الانتخابية لخصمه.
\r\n
\r\n
\r\n
لم يكن جورج بوش الأب يتحمل ريغان في البداية ولكنه بدأ بتقديره واحترامه، بعد ان اصبح رئيساً واختاره كي يكون نائباً للرئيس وكان ذلك بمثابة خطوة اساسية في سيرة جورج بوش الى البيت الأبيض الذي وصل اليه عام .
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.