قضايا كثيرة اساءت للعلاقات بين الطرفين ووترت اكثر التحالفات قوة عبر التاريخ ويأتي على رأس هذه القضايا حديث وزير الدفاع الاميركي رامسفيلد الاستفزازي حول اوروبا «العجوز» وأوروبا «الجديدة» اضافة للعلاقات بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولاياتالمتحدة على الحديد والصلب المستورد وايضا المساعدات التي يقدمها الاتحاد الاوروبي لشركة «ايرباص» الاوروبية‚ \r\n \r\n وبغض النظر عن المرشح الذي سيفوز في الانتخابات الرئاسية الاميركية فان الاختلافات القائمة حول الكثير من القضايا الاساسية ستبقى قائمة‚ \r\n \r\n المسؤولون الاميركيون يدفعون الاوروبيين دفعا لقبول تركيا دولة عضوا في الاتحاد الاوروبي في الوقت الذي يبدي الرأي العام الاوروبي ترددا واضحا تجاه هذا الموضوع‚ في نفس الوقت تسعى الولاياتالمتحدة لاقناع الاوروبيين بعدم رفع حظر بيع السلاح المفروض على الصين‚ كذلك هناك توترات بين الطرفين حول بروتوكول كيوتو حول التغيير المناخي ومحكمة جرائم الحرب الدولية‚ \r\n \r\n البروفيسور تيموثي كارثون ألف كتابا حديثا حول العلاقات عبر الاطلسي قال فيه انه يعتقد ان اي ادارة يرأسها كيري سيكون موقفها مختلفا تجاه القضايا مع الاوروبيين مقارنة بالرئيس بوش ومع ذلك فانه لا يتوقع ان يسلك الطريق نحو تقوية العلاقات مع المنظمات والمؤسسات الدولية كما يطالب بذلك الاوروبيون‚ \r\n \r\n ويقول كارثون: لنفترض انه اصبح لدينا ادارة اميركية مختلفة فانه ستبقى هناك التوترات حول العالم في فترة ما بعد 11 سبتمبر واختفاء العدو المشترك الذي وحد الطرفين خلال فترة الحرب الباردة‚ ان مثل هذه الخلافات ما تزال قائمة ويجب العمل على تسويتها‚ ويضيف كارثون قائلا «اذا نظرنا الى خطابات كيري فاننا نجده يتحدث كثيرا عن العمل مع الحلفاء ويبرز كثيرا قضية التعددية الدولية ولكنه لا يتكلم عن القانون الدولي»‚ \r\n \r\n ادارة كيري ستعمل على تحسين العلاقات مع ألمانيا التي بقيت اقوى حليف لاميركا حتى عام 2002 عندما اختلفت الدولتان حول العراق‚ ويرى بعض المسؤولين في ادارة بوش ان المانيا هي الدولة المتأرجحة الاهم في الاتحاد الاوروبي وبالتالي فان تحالف برلين مع باريس يمكن ان يتحطم بقليل من الجهد‚ \r\n \r\n ويبدي الدبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي غضبهم تجاه سياسة «فرق تسد» التي تتبعها اميركا تجاه الاتحاد‚ وحتى في وزارة الخارجية الاميركية التي ينظر اليها الكثير من الاوروبيين على انها الاكثر صداقة لهم في الادارة الاميركية‚ فان المسؤولين فيها رسموا خطا رفيعا بين العلاقات مع الدول الاوروبية الراغبة في الانخراط في الحرب ضد العراق وتلك الدول التي عارضتها‚ \r\n \r\n وينظر بعض الاوروبيين لمسألة دعم اميركا لدخول تركيا الاتحاد الاوروبي على انها محاولة اميركية لاضعاف الاتحاد من خلال جعله اكثر تنوعا واكثر تأييدا للاميركيين‚ ويرد المسؤولون الاميركيون على ذلك بالقول ان الولاياتالمتحدة داعم تقليدي لتوسيع الاتحاد الاوروبي عدا المجهودات الكبيرة التي بذلتها في الخمسينيات لدفع الاوروبيين باتجاه التعاون والتنسيق‚ واستبقت الولاياتالمتحدة القرار الذي سيتخذه الاتحاد الاوروبي في 17 ديسمبر حول بدء مفاوضات العضوية مع انقرة بتقديم المساعدة لتركيا لتنفيذ الاصلاحات في المجال الديمقراطي وفي مجال حقوق الانسان كما تطالب بروكسل بذلك‚ \r\n \r\n كذلك تنظر الولاياتالمتحدة بقلق نحو ديسمبر حيث سيناقش الاوروبيون موضوع رفع الحظر المفروض على تصدير السلاح للصين‚ بعض قادة الاتحاد مثل الرئيس الفرنسي جاك شيراك يأملون برفع الحظر على اعتبار انه اجراء قديم ورمزي‚ فأميركا قلقة للغاية بشأن امن تايوان والمخاوف الجيو سياسية وقد ادت التحالفات داخل الكونغرس الى ابطاء هذه العملية‚ وقد حذر المسؤولون الاميركيون بدءا من الرئيس بوش مرورا بالمسؤولين الآخرين نظراءهم الاوروبيين من مغبة المضي قدما في رفع الحظر عن الصين ولمحوا الى انه في حالة فوز كيري فانه لن يكون اقل تساهلا من بوش تجاه هذا الامر‚ وعلى الاغلب سيضطر الاوروبيون للانتظار للعام القادم قبل رفع هذا الحظر وان كانت معظم الحكومات الاوروبية تميل الى الغائه‚ \r\n \r\n في هذه الاثناء يشعر القادة الاوروبيون بالقلق من قرار الولاياتالمتحدة بالبقاء بعيدا عن المؤسسات الدولية الجديدة واكبر مثال على ذلك بروتوكول كيوتو الذي يصفه الاميركيون بأنه «كلام فارغ»‚ ونفس المنطق يطبق على محكمة الجزاء الدولية التي سيكون ضمن اختصاصاتها معاقبة مرتكبي الجرائم الدولية‚ \r\n \r\n ولا يخفى على احد ان الولاياتالمتحدة لا تشعر بالراحة تجاه هذه المنظمات الدولية وهو شيء يلتقي حوله «الجمهوريون» و«الديمقراطيون» الى حد بعيد‚ \r\n \r\n وفي عام 1997 صوت مجلس الشيوخ الاميركي بأغلبية 95 الى صفر ضد المعاهدات الدولية التي قد تسيء للمصالح الاميركية‚ ويقف الاوروبيون مع الاميركيين حول هذه القضية على طرفي نقيض تماما‚ \r\n