بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    انخفاض سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 8 يونيو 2024    رئيسة وزراء الدنمارك تتعرض للضرب في الشارع    4 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي شمالي غزة    عشرات القتلى والجرحى في هجمات على مقاطعتين أوكرانيتين ضمّتهما روسيا    البيت الأبيض: لا نسعى إلى صراع مع روسيا لكن سندافع عن حلف "الناتو"    كوت ديفوار تواصل انتصاراتها بتصفيات المونديال    مصطفى شلبي: شيكابالا أفضل من محمد صلاح    رضا عبدالعال: «الجمهور جيه عشان محمد صلاح مش حسام حسن»    هل تعاقد الزمالك مع أشرف بن شرقي.. أحمد سليمان يوضح    الموعد النهائي.. نتيجة الشهادة الإعدادية في محافظة القليوبية (الرابط)    الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأسبوع الجاري وموعد انخفاض الحرارة    محاور وكبارى حملت أسماء النجوم.. من عادل إمام وسمير غانم لمحمود عبد العزيز    أفضل 10 أدعية للعشر الأوائل من ذي الحجة    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف هبة راشد.. طريقة عمل الجلاش باللحم والجبنة    الحبس وغرامة 10 آلاف ريال.. شركات السياحة تحذر المصريين الزائرين بالسعودية    خبير اقتصادي: طرح كبير بنهاية العام.. والمواطن سيشعر بتحسن    مقرر بالحوار الوطني: الإصلاح السياسي مفتاح النجاح الاقتصادي والمصريون في الخارج ليسوا مجرد مصدر للعملة    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    أخبار × 24 ساعة.. إجراء 2 مليون و232 ألف جراحة ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    ميدو يعلن ظهوره ضيفا دائما فى برنامج الهدف مع إبراهيم عبد الجواد على أون سبورت    «صفقات سوبر ورحيل لاعب مفاجأة».. شوبير يكشف ملامح قائمة الأهلي الصيف المقبل    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    بولندا تهزم أوكرانيا وديا    نائب محافظ القاهرة يتابع أعمال النظافة وإزالة الإشغالات بحي عين شمس    محمود محيي الدين يلتقي البابا فرانسيس على هامش مبادرة أزمة الديون في الجنوب العالمي    أطول إجازة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي على طريق جمصة بالدقهلية    ربة منزل تنهي حياتها شنقًا بعد تركها منزل زوجها في الهرم    إصابة 5 أشخاص بحالات تسمم بعد تناول سندوتشات حواوشى بالمحلة    انطلاق آخر بعثة حجاج الجمعيات الأهلية بالمنيا إلى الأراضي المقدسة.. صور    نيجيريا تتعادل مع جنوب أفريقيا 1 - 1 فى تصفيات كأس العالم    عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب يشعلان حفل زفاف ابنة المنتج محمد السعدي (صور)    حظك اليوم برج الأسد السبت 8-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    هيثم الحاج علي: 30 يونيو أرست العدالة الثقافية في مصر    إزاى محمد منير غنى "ياللى بتسأل عن الحياة" مجانا بفيلم أحلى الأوقات.. اعرف القصة    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة وصاروخين مضادين للسفن    حزب الله اللبناني يعلن استهداف تجمعا لجنود إسرائيليين في مثلث الطيحات بالأسلحة الصاروخية    كيف توزع الأضحية؟.. «الإفتاء» توضح ماذا تفعل بالأحشاء والرأس    موعد أذان الفجر بمدن ومحافظات مصر في ثاني أيام ذى الحجة    بيسكوف: "الخط الأحمر" بالنسبة لنا كان توجيه أوكرانيا ل"معادة روسيا"    لخلافات بينهما.. مُدرس بالمعاش يشرع في قتل طليقته بالشرقية    «الاتصالات»: نسعى لدخول قائمة أفضل 20 دولة في الذكاء الاصطناعي بحلول 2028    بعد غياب 14 عام.. مصطفى شعبان يحسم الجدل حول عودته للسينما    أستاذة اقتصاديات التعليم لإكسترا نيوز: على الطلاب البحث عن تخصصات مطلوبة بسوق العمل    أدعية ليالي العشر من ذي الحجة.. «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى»    شاهد.. أحدث ظهور ل نيللي كريم بعد انفصالها عن هشام عاشور    الكشف على 8095 مواطناً خلال قافلة طبية بقرية بلقطر الشرقية بالبحيرة    أخبار مصر: 4 قرارات جمهورية هامة وتكليفات رئاسية حاسمة لرئيس الحكومة الجديدة، زيادة أسعار الأدوية، أحدث قائمة بالأصناف المرتفعة في السوق    "هتتطبق يعني هتتطبق".. برلماني يعلق علي زيادة أسعار الأدوية    جامعة طنطا تطلق قافلة تنموية شاملة بمحافظة البحيرة بالتعاون مع 4 جامعات    "الهجرة": نحرص على المتابعة الدقيقة لتفاصيل النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين بالخارج    أوقفوا الانتساب الموجه    كيف تحمي نفسك من مخاطر الفتة إذا كنت من مرضى الكوليسترول؟    "البحوث الفنية" بالقوات المسلحة توقع بروتوكول مع أكاديمية تكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السرقة هواية مفضلة لحراس الحواجز، جنديان يكسران يد فلسطيني لرفضه محاولتهما ابتزا
نشر في التغيير يوم 20 - 10 - 2004


\r\n
يقول في مذكراته: «في أحد الأيام، كان من المتوقع أن يصل قائد الكتيبة لإستعراض السرية، لذلك كان علينا نحن الجنود أن نقوم بتنظيف الموقع، كنتُ وبقية الجنود كذلك في حالة يرثى لها من الإعياء والإرهاق، لكن الحاجز قذر، فلم يكن أمامنا إلا الموافقة على ما فعله زميلي شاحر الذي أوقف سيارة أجرة فلسطينية تقل أطفالاً وخاطبهم: إذا أردتم عبور الحاجز، فانزلوا ونظفوا المكان.
\r\n
\r\n
وبالفعل خرج ثمانية أطفال من السيارة وبدأوا بتنظيف الحاجز، وجمعوا أعقاب السجائر وأكياس النايلون والصحف القديمة، لقد جمعوا كل شيء وألقوه داخل أحد الأكياس التي حملتها طفلة صغيرة، أما سائق الأجرة فقد بقي جالساً في مكانه بهدوء، لم يستغرق عمل هؤلاء الأطفال سوى عشر دقائق، وبعد أن أنهوا عملهم وزع عليهم شاحر بعض الحلوى وسمح لهم بتجاوز الحاجز. يختم فورير تلك القصة بقوله: «أثبت شاحر أنه عبقري وعظيم».
\r\n
\r\n
وبصورة تبدو أقرب ما تكون للاضطراب وتخبط الأفكار ينتقل فورير إلى موضوع آخر ويقول: «أكره الحديث عن المسائل السياسية، وحاييم لا يكتفي بالمناوبة معي على الحاجز، بل يحدثني عن السلام وعن رابين الذي أعطى العرب السلاح وبسببه وقعت الإعتداءات.
\r\n
\r\n
فقبل إتفاقيات أوسلو لم يكن مع الفلسطينيين أية قطعة سلاح، هكذا كان يقول حاييم الذي أخذ يثرثر عن السلام ورابين بلا انقطاع، والحاجز يعج بالسيارات والناس، ودماغي تكاد تنفجر من ثرثرته، فالحقيقة التي برزت أمامي، ما الذي يهمني الآن؟.
\r\n
\r\n
في السابق لم أكن أفكر في الأمر، أما الآن وبعدما وصلت إلى الحاجز وعملت في المناطق الفلسطينية، أدركت أن الأمر المهم لا يتمثل برغبة أي طرف في السلام، لأن العرب يكرهوننا، وذلك لأننا أقمنا دولتنا فوق رؤوسهم، ونحن الآن أيضاً فوقهم، مع هذه الحواجز التي نعمل من خلالها على نزع رغبتهم في الحياة، مما يجعلهم يتحولون إلى «مخربين» لمواجهتنا وقتالنا.
\r\n
\r\n
إنهم يقاومون ضدنا عبر تفجير الحافلات والمطاعم، ليتحول الأمر إلى دائرة مفرغة لا يمكن أن نخرج منها، دائرة يعاني من ويلاتها الجميع، فما الفارق إذن؟ إن الأمر المؤكد في ظل ذلك الوضع هو أين هو الطريق الأفضل لليهود؟».
\r\n
\r\n
شاحر ولعبته المفضلة
\r\n
\r\n
يعود «فورير» ليذكر لنا شاحر الذي لا نعرف بالضبط ما هي حقيقة مشاعره تجاهه، فهل هو يوجه له النقد من خلال ما يرويه عنه، أم أنه معجب بأسلوبه في العمل على الحاجز، أم أن مشاعره تتراوح بين هذا وذاك، فحتى لو كان ناقداً لتصرفاته إلا أن الإعجاب يبدو واضحاً بما يقوم به(لقد ابتكر شاحر لعبة معينة تسليه على الحاجز، إذ أنه أثناء القيام بتدقيق بطاقة «هوية» شخص ما، وبدلاً من أن يعيدها إليه.
\r\n
\r\n
فإنه بكل بساطة يرميها في الهواء، إنه يشعر بالمتعة من خلال رؤية المواطن العربي يخرج من سيارته لينحني ويلتقط هويته، إنها بالنسبة له لعبة محببة، لقد بات العرب يعرفون شاحر ولعبته، فأخذوا يتوجهون على الفور من السيارات إلى شاحر ويناولونه بطاقاتهم دون أن يقوم هو من مكانه، آه.. لو أعرف كيف يقوم بترويضهم).
\r\n
\r\n
لم يكتف فورير بالإعجاب الجزئي بشاحر، ولكنه أيضاً يفكر في الكلاب الضالة التي تجوب الحاجز ليلاً، بل إنه يشفق عليها، فهل تراود نفسه أدنى مشاعر حقيقية تجاه ما يفعله الجنود الإسرائيليون على الحاجز لإعاقة الفلسطينيين من المرور أو مضايقتهم؟!
\r\n
\r\n
هناك الكثير من الكلاب الضالة على امتداد الحاجز، والتي تقوم بتفعيل صفارة الإنذار كلما قفزت من جهة إلى أخرى، مما شكل لدينا وللدوريات جنوناً مرعباً، إذ علينا أن نفحص في كل مرة سبب انطلاق صفارات الإنذار، بل إن هذه الكلاب تقوم بتفعيل صفارات الإنذار خلال الليل كل عشر دقائق تقريباً، لذلك يأتي أحد الصيادين من سلطة حماية الطبيعة مرة كل أسبوعين لمطاردة تلك الحيوانات المزعجة.
\r\n
\r\n
إنه يقوم بعمله برفقتنا، حيث ينتقل على طول الحاجز ويطلق النار، غريب أمر هذا الصياد، يبدو مثل «الكاوبوي» وهو يرتدي القبعة ويحمل البندقية.يبدأ هو بقيادة سيارة الجيب بصورة بطيئة ونحن خلفه، وبين حين وآخر يتوقف فجأة ويقفز من سيارته شاهراً بندقيته ثم يجثم على ركبتيه ويطلق النار، ولا يتجه أبداً صوب الشيء الذي أطلق عليه الرصاص، بل يدخل سيارته ويواصل عمله من دون أن يتأكد إذا أصاب شيئاً أم لا.
\r\n
\r\n
إن هذا الصياد يقتل في كل مرة يأتي بها عشرة كلاب ويغادر المكان.في المرة الأولى التي رافقْتُه بها، أشفقت على تلك الكلاب، وأذكر في هذا الإطار تحديداً كلباً جميلاً أسود اللون، قام الصياد بإطلاق النار عليه وواصل سيره وكأنه لم يحدث شيء، ولكن عندما مررت بالقرب من الكلب.
\r\n
\r\n
كان لا يزال يتنفس ويستلقي بهدوء من دون حراك، يلفظ أنفاسه الأخيرة.مسكين هذا الكلب.لكن وفي الحقيقة فإنّ هذه الكلاب لا تدرك بأنها تشكل إزعاجاً كبيراً لنا، فهي بكل بساطة تعيش حياتها وتتجول وتصطاد، ونحن نطلق النار عليها لأنها مزعجة). يختم «فورير» قصته هذه بالقول: «يبدو بأنه لا يوجد هناك عدل عندما تكون كلباً».
\r\n
\r\n
يستطرد فورير في مذكراته لوصف أحد العرب الذين اعتادوا المرور على الحاجز بصورة بشعة ويقول: «بين الحين والآخر، يمر عبر الحاجز وعند ساعات الظهيرة قزم عربي يقود عربة يجرها حصان طاعن في السن، أمّا القزم فإنّه يرتدي ملابس هي أقرب للخرق البالية، وابتسامته تبدو خلفها أسنان عفنة، إن منظره مثير للضحك، ففي كل مرة يمر بها يبدو كشيطان صغير كما صّورته لنا الحكايات والأساطير، بعد أن نكون قد ضحكنا، نتحدث معه قليلاً ثم نسمح له بالمرور».
\r\n
\r\n
أذكر أن الجنود قالوا لي: «ذات يوم وصل ذلك الشخص إلى الحاجز، وكان هناك جنود لا يعرفونه، فقاموا بمضايقته، بل والتنكيل به وتعذيبه وأرغموه على التقاط صور له برفقة حصانه وأنهالوا عليه ضرباً وأهانوه وأذلوه طوال نصف ساعة، ولم يتركوه إلا بعدما وصل عدد من السيارات إلى الحاجز وازدحم المكان».
\r\n
\r\n
(نحن على الحاجز نلتقط الصور طيلة وقت عملنا، حتى أن شاحر يملك ألبوماً كاملاً من الصور التي إلتقطها على الحاجز، منها ما يثير الضحك، ومن بينها تلك الخاصة باعتقال أحد المطلوبين الخطيرين عند الحاجز، فقد ألتقطنا صورته وكأنه سمكة ثمينة اصطدناها من البحر.
\r\n
\r\n
لقد بدا هذا العربي مختلف الهيئة، بعد الضرب المبرح الذي تعرض له، ووجهه ملطخ بالدماء، معصوب العينين، يمسك به شاحر وابتسامة عريضة واسعة تعلو محياه، إنه يملك ست صور من هذا النوع.إنني أفهم تصرفه، فهو يرغب بإبقائها كتذكار لديه، يذكره بهذه الفترة الجنونية).
\r\n
\r\n
ما خف حمله
\r\n
\r\n
لم يكتفِ الجنود العاملون على الحاجز بالتقاط الصور، بل أن أيديهم طالت ما يحمله المواطنون الفلسطينيون من المسابح ذات الألوان الجميلة والأحجار الثمينة. (لقد أعجبتنا سبحات الصلاة التي يملكها العرب، إنها في غاية الروعة، كما أنها تساهم في قضاء الوقت من خلال اللعب بها، ونحن بكل بساطة نطلب من الشخص أن يعطينا إياها، وفي حالة رفضه أو قيامه ببعض المشكلات، نتعامل معه بنوع من اللامبالاة التي تثير الأعصاب.
\r\n
\r\n
وعندها نقوم بتفتيش السيارة ببطء شديد، إلى أن يدرك بأن ما يحدث هو بسبب رفضه لرغباتنا، وفي المرة المقبلة أثناء مرورهم عبر الحاجز سيقدمون لنا السبحات بمحض إرادتهم، وهنا عليّ أن أذكر أنه لا حاجة بي لأن أطلب السبحة من شخص كبير في السن إذ يكفي أن تقول له ما أجمل هذه السبحة التي لديك، فيدرك على الفور المقصود، ويقدمها، وبسبب ذلك بدأنا نحن الجنود نتحمس إزاء تلك الفكرة ونتنافس فيما بيننا على من يملك أجمل وأكثر عدد من السبحات.
\r\n
\r\n
عندما كان الجنود يلاحظون أن بحوزة أحد العرب سبحة تروق لهم، كانوا يرهقونه إلى حد الجنون، فيصبح مضطراً لأن يتنازل عنها، بل وصل الأمر، إلى إيقاف السيارات على الحواجز لساعات طويلة من أجل الحصول على السبحات وهكذا أصبح لدى جميع جنود السرية سبحة واحدة على الأقل لكل واحد منهم.
\r\n
\r\n
كما أننا كنّا نجمع السجائر من العرب.على سبيل المثال كان شاحر يطلب سيجارة من كل سيارة على الحاجز، وأولئك الذين اعتادوا المرور عبر الحاجز أخذوا يعرفون شاحر. كانوا يخرجون على الفور عُلبة سجائر كاملة ليسمح لهم بالعبور السريع.لقد أثار شاحر بتصرفاته ضحك جميع أفراد السرية، وعندما كنّا نأتي لتبادل المناوبة، غالباً ما نجد في معطفه ما يقارب المائة سيجارة».
\r\n
\r\n
وفي حادثة تبرز مدى همجية الجيش الإسرائيلي وصلفه، يروي فورير قصة الجنديين ميرو وبوعاز اللذين كسرا يد أحد المواطنين العرب لرفضه إعطاءهم السجائر، ويقول «في أحد الليالي وصلت إلى الحاجز سيارة تقل عدداً من الشباب، طلب ميرو أن يعطوه السجائر التي بحوزتهم، لكنهم رفضوا،.
\r\n
\r\n
مما دفع ميرو إلى كسر يد أحدهم، أما بوعاز المتهور، فقد قام بتمزيق إطارات السيارة®. لقد صدر حكم ضدهما بالسجن لمدة شهر، إني اعتقد أنهما يستحقان ذلك، إذ يمكن القول أنهما بالغا بردة فعلهما وتصرفاتهما، يتوجب أن يكون هناك خط أحمر».
\r\n
\r\n
يعود فورير إلى نبرة يائسة فيها الكثير من الملل وعدم الاحترام لعمله بصورة تظهر مدى التناقضات النفسية التي يعيشها ... مناوبة.. تتبعها مناوبة، نمشي على طول الحاجز جيئة وذهاباً، دون توقف لمدة أربع ساعات، ثم أربع ساعات، بلا انقطاع، إلى درجة أن الليل يدخل بالنهار، تأتي سيارة ثم تتبعها أخرى، والوجوه المارة تتكرر والسؤال يبقى نفسه: أين بطاقتك؟ إلى أين أنت ذاهب؟
\r\n
\r\n
ماذا يوجد داخل صندوق السيارة، وكل سيارة خاصة أفتح صندوقها، وأفتش جميع الأكياس والحقائب الموجودة بها، لا أترك شيئاً، حتى الكهول والنساء والأطفال أفتشهم، المهم أن يدرك العرب أننا هنا لنقوم بتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم.إنه عمل صعب، إذ أشعر بأنني مثل أي كلب حراسة.
\r\n
\r\n
بل إني مثل المكعبات الخرسانية التي أقف إلى جانبها عند الحاجز، بل بإمكانك القول بأنهم جعلوا منا زمرة مقاتلين لأجل الوقوف عند الحاجز كما تفعل عناصر الشرطة لفحص بطاقات الهوية، فأين الإثارة التي وعدونا بها ... هل الإثارة قادمة؟.
\r\n
\r\n
مشهد مثير
\r\n
\r\n
العمل مُمل وروتيني، هذا ما شعر به فورير إلا أن الحياة لا تستمر على نهجٍ واحد، وهذا ما أراده فورير الذي رغب بحدث مثير، والمقصود هنا إعاقة عربي أو التنكيل به.. يتابع الجندي (كنا في دورية فتلقينا بياناً عبر جهاز الإتصال اللاسلكي يقول: هناك أمر مريب في القاطع 512.
\r\n
\r\n
وعلى الفور أدرنا سيارة الجيب وأنطلقنا بسرعة البرق نحو المكان المقصود، في الحقيقة كنت أشعر بالتوتر الشديد، فالبيان يتحدث عن شخص مريب يتجول في وضح النهار، لقد أعتقدت أن العملية تنطوي بالفعل على نوع من الإثارة، فعلى بعد مئة متر شاهدت مواطناً عربياً يرتدي معطفاً ويسير ببطء وبلا مبالاة وعندما أطلقنا منبه السيارة لم يتوقف، وإنما استدار برأسه ونظر إلينا نظرة متفحصة.
\r\n
\r\n
عندئذ تأهب الضابط وأمسك بسلاحه قائلاً: ربما يكون انتحارياً؟ ثم قفز من السيارة وقد تبعته، وأطلقنا عيارين ناريين في الهواء، عندها قفز العربي فجأة ووقف مكانه، فصرخنا عليه بالعربية، طالبين منه خلع معطفه استجاب لنا ورفع قميصه من على جسده الضخم، لم يكن محاطاً بحزام ناسف، وقف هناك بعيداً عنا بكرشه السمين ووجهه العابس.
\r\n
\r\n
أقترب منه الضابط ببطء شاهراً سلاحه ضده، أمسك بكتفه وبدأ يوجه له بعض الأسئلة، فركضت نحوهما، وبقوة وجهت لهذا العربي لكمة عنيفة جداً على وجهه، لا أذكر بأنني فعلت أمراً كهذا في السابق، على أي حال سقط على الأرض، وطلب الضابط أن أتحقق من هويته.
\r\n
\r\n
فأمسكت يديه وقيدتهما خلف ظهره بقيود من البلاستيك القوي، ثم غطيت وجهه حتى لا يرى ما في داخل سيارة الجيب العسكرية، وعندما رفعته عن الأرض، كانت الدماء تسيل من شفته لتصل إلى ذقنه، ولكنني دفعته من جديد وبقوة داخل السيارة. جلستُ في الخلف مع بعض الجنود ونحن ندوس على هذا العربي المطروح على أرضية السيارة وقدماه تتدليان إلى الخارج، أنطلقنا بالسيارة مسرعين.
\r\n
\r\n
كان عدد من العرب يراقب المشهد، بالتأكيد كان هذا العربي يبكي في أعماقه، لقد كان وجهه على سترتي الواقية ينزف دماً، مما خلّف بقعة من الدماء على سترتي الأمر الذي أثار أعصابي واشمئزازي، عندها أمسكت به من شعره وحولت رأسه نحو جانب آخر، لقد بدأ يبكي بصوت عال، ولأجل إسكاته.
\r\n
\r\n
دُسْنا جميعاً على ظهره بقوة، لكن الأمر لم يساهم في إسكاته إلا لفترة معينة من الزمن، ثم عاود البكاء من جديد عندها توصلنا إلى أستنتاج أنه ربما يكون متخلفاً عقلياً و مجنوناً، خلال ذلك وصلنا بلاغ من قائد السرية يعلمنا بوجوب إحضار ذلك العربي إلى القاعدة العسكرية مضيفاً : لقد قمتم بعمل رائع أيها النمور.
\r\n
\r\n
يستمر فورير في وصف المشهد فيقول: «عند مدخل الموقع كان بإنتظارنا جميع الجنود، لقد حضروا لرؤية ما أمسكناه، وعندما دخلت عليهم صفروا وصفقوا بحماسة، فوضعنا العربي على مقربة من الحراس، وكان ذلك الشخص لا يزال مستمراً في بكائه، فقال لنا أحد الجنود إنّه ربما يشعر بالألم بسبب القيود البلاستيكية في يديه، إقترب منه أحد الجنود وركله بقوة في بطنه، وأخذ يتلوى من شدة الألم، لقد سخرنا جميعاً منه.
\r\n
\r\n
إذ أنه كان موقفاً مثيراً للضحك.ثارت حماسة الجنود وأحاط الجميع بالعربي الطريح على الأرض، وبدأوا بالتنكيل به، بينما دخلت مع الضابط إلى مكتب قائد السرية لمتابعة التحقيق والإستجواب، ولكن عندما خرجنا، بقي جندي واحد ومعه الحارس، يقفان إلى جانب العربي وصبوا عليه الماء قائلين له :«أشرب، أشرب يا مقرف» لكن العربي ظل في حالة يرثى لها فقد ضربوه وأهانوه، لقد بدا أنه في حالة إغماء.
\r\n
\r\n
مكبل اليدين، لقد قال الحارس : «ان هذا العربي قد بال على نفسه عندما اشتدت عليه الضربات، لقد أقتربت منه وإذا برائحته النتنة تملأ المكان، فشعرت بالغثيان.لكن كان علي أن أنقله إلى قاعدة عسكرية أخرى.أمسكْتُ به ورفعته عن الأرض، ودفعت به إلى داخل السيارة، وهو معصوب العينين، حاول الوقوف خوفاً من أن يسقط، فبقي يترنح مما أثار ضحك الجميع، لقد قمت بركله بقوة حتى يدخل السيارة.
\r\n
\r\n
أردت أن أثير الجنود والآخرين وبالفعل قال الجميع: «إني مجنون»، فشعرت بالسعادة، أبقيناه في القاعدة الجديدة حتى ساعات متأخرة من الليل، هذا العربي لم يكن سوى فتى في السادسة عشرة من عمره متخلف عقلياً.يختم فورير هذا الجزء بلامبالاة واضحة ويقول «عندما عدت إلى الموقع، دخلت إلى المطبخ على الفور، لقد كان هناك الكثير من البطاطا المقلية والعجة، لقد كان الوضع ممتازاً جداً، لكن البطاطا لم تكن تكفي الجميع».
\r\n
\r\n
تعقيب لابد منه
\r\n
\r\n
يواصل هذا الجندي المؤلف رواياته اللا إنسانية حول مذكراته الشخصية لما عاشه بنفسه مع جنود إسرائيليين، عملوا معاً على حاجز في الأراضي الفلسطينية.القصص اللا إنسانية يندى لها الجبين، ويجب أن تحرك أصحاب الضمير في إسرائيل وفي العالم بأسره.
\r\n
\r\n
لقد زعمت قيادة الجيش الإسرائيلي، أنها قامت بتحسينات على الحواجز وبإصدار تعليمات بتحسين معاملة البشر المارّين عبرها وذلك بعد ضغوط دولية هائلة، وصلت إلى حد أن تضمنت خطابات الرئيس الأميركي جورج بوش إشارات واضحة، لما يتعرض له الفلسطينيون من إذلال على الحواجز، لكن يبدو أن تلك التعليمات.
\r\n
\r\n
انت من أجل رفع العتب، وامتصاص الغضب الدولي، ولم يحدث أي تغيير جذري في سلوك الجنود على هذه الحواجز، وسيبقى الأمر كذلك، ما لم تكن هناك عمليات تثقيف مكثفة، وما لم تكن هناك عقوبات رادعة.حسب الرواية المنشورة في هذه الحلقة، فإنّ كسر يد رجل فلسطيني بسبب رفضه تقديم السجائر على الحاجز.
\r\n
\r\n
كانت عقوبتها السجن شهراً واحداً.كيف يمكن أن تكون مثل هذه العقوبة على عمل وحشي واضح، دون أي مبرر، رادعة لأحد.إنها ستغري هذا الجندي بتكرار العمل المشين ذاته، وبشكل أكبر، وستغري غيره من الجنود الحاقدين للقيام بأعمال مماثلة، طالما أن أقسى عقوبة هي السجن لمدة شهر واحد.
\r\n
\r\n
يتصرف الجنود على الحواجز، بأسلوب لا ينّم عن أية ثقافة محترمة، على الرغم من أن العديد منهم يخدمون خدمة إحتياط وليسوا جنوداً محترفين بالضرورة، وبين هؤلاء قد يكون هناك خرّيجو جامعات، لكن التصرفات التي يتحدث عنها الكتاب يصعب صدورها من أشخاص لديهم الحد الأدنى من الأخلاق والثقافة.
\r\n
\r\n
إنها سلوك أولاد شوارع بكل ما في الكلمة من معنى.كيف يجبرونهم على تقديم السجائر لهم، في وقت تزعم إسرائيل من خلال أبواقها الدعائية في العالم، أن لديها جيشاً يملك منظومة أخلاقية راقية.سرقة المسابح من الشباب والكهون، ومعاقبة من لا يستجيب لإهداء مسبحته، عمل خسيس لا يليق بجنود أي جيش في العالم، بإستثناء جيوش التتار والمغول الذين قرأنا عن همجيتهم في كتب التاريخ.
\r\n
\r\n
صاحب المذكرات، يعلن بأسلوب حزين، إشفاقه على الكلاب الضالة، ولكنه يكتب بإفتخار عن جرّ شاب مختل عقلياً من شعره، والدماء تنزف من جسده بتلذذ كبير، وكأنه يتعامل مع ما هو أقل قيمة من الكلب، الذي أشفق عليه.يعود الجندي ليلتهم وجبة غداء من البطاطا المقلية بنهم شديد وكأنه أنجز مهمة مقدسة، وهي في الواقع لا تزيد على كونها سلوكاً حيوانياً.
\r\n
\r\n
ماذا يعني أن يطبق جنود أشاوس على شاب متخلف عقلياً، ويشبعونه ضرباً ثم يجرونه نحو السيارة ويستمتعون وهم يرونه يجهش بالبكاء، ويطلقون الضحكات الهستيرية. هل هؤلاء بشر أصلاً؟
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.