\r\n ليس هناك تخطيط واضح لهذه المعابر لأن مسار الجدار النهائي لم يتحدد بعد، ولكن هناك منطقة واحدة على الأقل، وهي شمال - شرق القدس، يمكن القول بصددها أن مخططي الجدار لا يعرفون ماذا يفعلون ولا يعرفون كيف يمكن فرض ترتيبات عبور يمكن التعايش معها. دراسة جديدة أجراها معهد القدس لابحاث اسرائيل باشراف كوبي ميخائيل وامنون رامون أطلقت تحذيرا واضحا: قضية المعابر في منطقة القدس قد تتحول الى مسألة حادة. الطوابير الطويلة والضاغطة أمام المعابر ستركز الاهتمام الدولي حولها وتزيد من حدة وضع الفلسطينيين الاقتصادي من على جانبي الجدار. \r\n \r\n حسب المعطيات والمعلومات التي جمعت من مصادر مختلفة ستكون في الجدار اربعة أنواع من المعابر. النوع الاول وهو ليس الأهم بينها هو معابر الشحن والتنزيل المخصصة للبضائع وليس للناس مثل معبر كارني في غزة. في هذه المعابر تنتقل البضائع من دون دخول الشاحنات وخروجها على طريقة «ظهر لظهر». هذه المعابر ستكون خاضعة لسلطة الموانيء والمواصلات. \r\n \r\n المعابر التجارية المخططة خمسة: معبر الجلمة شمالي جنين (موجود)، ومعبر بوابة افرايم بجانب طولكرم (في مراحل متقدمة)، ومعبر عطروت شمال شرق القدس (في طور التخطيط)، ومعبر المزمورية جنوبيالقدس بجانب جبل أبو غنيم، أي على مداخل بيت لحم وبيت ساحور (في طور التخطيط)، معبر ترقوميا غربي جبل الخليل (موجود). ثلاثة من هذه المعابر الخمسة موجودة على حدود الخط الاخضر هي الجلمة وبوابة افرايم وترقوميا، والاثنان الآخران موجودان داخل اراضي الضفة التي أُلحقت باسرائيل مع ضم شرقي القدس. \r\n \r\n بجوار معابر الشحن ستكون هناك معابر لمواد البناء والوقود حيث لا تمر عبر النقاط الحدودية الاعتيادية. \r\n \r\n النوع الثاني من المعابر مخصص للسيارات والمسافرين الاسرائيليين، وهي نقاط مراقبة سيمر منها المستوطنون وكل من يحملون هويات زرقاء اسرائيلية (باستثناء عرب شرقي القدس). الاسرائيليون الذين يمرون في هذه النقاط سيسافرون في سياراتهم - وبذلك سيكون وضعهم مختلفاً عن النقاط الموازية المخصصة للفلسطينيين. المستوطنون الذين سيمرون فيها بصورة أساسية يستطيعون التزود ببطاقة مع تسجيل الكتروني يسمح بمرور السيارة والركاب بصورة سريعة ومن دون فحص. \r\n \r\n نقاط المراقبة المخصصة للاسرائيليين ستكون في المحولاه، شمالي غور الاردن بجانب باقة الغربية لخدمة حرمش، ومابو دوتان بجانب قرية فرعون على مدخل طولكرم لخدمة مستوطني افني حيفتس، وعناب بجانب ألفيه منشه جنوبي قلقيلية من اجل الاتصال مع مستوطنات جنوب غرب نابلس (الترتيبات ليست واضحة في هذه المنطقة وذلك يعتمد على مسار الجدار في منطقة اريئيل). \r\n \r\n وبجانب الكنا على شارع عابر الضفة وبجانب رنتيس وبيت آريه لخدمة مستوطنات حلميش وعطيرت وتلمونيم غربي رام الله وبجانب كريات سيفر المجاورة لموديعين لخدمة نيلي ونعلاه، وبجانب مكابيم وبيت حورون على شارع 443 الذي يوصل الى جفعات زئيف والقدس. نقاط المراقبة الاخرى المخصصة للاسرائيليين ستكون في غوش عصيون وجبل الخليل - على طريق طانا غربي الجبل وعلى طريق مستوطنة كمئيل جنوبي الخليل. \r\n \r\n النوع الثالث من المعابر مخصص للفلسطينيين. في الضفة يوجد فصل شبه تام في المواصلات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. هناك من يطلقون على ذلك «طريقة شوارع الابرتهايد»، أي ان هناك شوارع يحظر على الفلسطينيين السفر فيها حتى لا يشكلوا خطرا على المسافرين الاسرائيليين. أما الجنود فيطلقون عليها اسما بغيضا آخر وهو «الطرق المعقمة». \r\n \r\n المعابر المخصصة للفلسطينيين توجد في احيان كثيرة بجوار المعابر المخصصة للاسرائيليين، ولكن بصورة منفصلة تماما. اجراءات التفتيش فيها طويلة جدا تمتد لساعات ولذلك لا يجد الفلسطينيون مفرا من مرورها مشيا على الأقدام تاركين سياراتهم من ورائهم. \r\n \r\n هناك نوع رابع من المعابر وهو بوابات زراعية مخصصة لخدمة المزارعين الفلسطينيين في ساعات محددة وفي مواسم الزراعة. \r\n \r\n المعابر الأكثر إشكالية بالنسبة للفلسطينيين ستكون في منطقة القدس خصوصا في شمال شرقي المدينة مثل قلنديا. الفلسطينيون يقولون ان الاشخاص الذين يمرون منه يبلغ عددهم عشرات الآلاف من بينهم 20 ألف طالب. هذا العدد ضخم ويتطلب وقتا طويلا للفحص والتفتيش وفي حالات كثيرة يتم اغلاقه اذا ما حصل إنذار أو حدث خلل على الحاجز. \r\n \r\n بعد قرار محكمة العدل العليا بصدد مسار الجدار من المكابيم حتى جفعات زئيف، يظهر تساؤل حول كيفية بناء الأسوار الأمنية عموما في داخل الأحياء المأهولة في شرقي القدس والإبقاء في ذات الوقت على نسيج الحياة الطبيعي في المنطقة. الجواب المفترض هو ان ذلك ليس ممكنا. التقدير هو ان بناء معابر ملائمة لعرب القدس سيتطلب نفقات هائلة ولن يكون كافيا لتلبية الطلب. \r\n \r\n عندما يتعلق الامر بالجدار الذي يمر بجانب الخط الاخضر يكون الفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين - ولكن الفصل في منطقة القدس سيكون بين الفلسطينيين والفلسطينيين انفسهم أكثر من المناطق الاخرى. في هذه الحالة سيكون إسهام الجدار على الصعيد الأمني مشكوكا فيه، ومن الطبيعي فرض اجراءات مرور ملائمة وناجعة لهذا العدد الضخم من الفلسطينيين الداخلين الى القدس. \r\n \r\n \r\n عن «هآرتس» \r\n \r\n