ويقول الكابتن كينيث ميتشيل، قائد سرية المهندسين التابعة للواء سترايكر، انه لا يستطيع صنع مثل هذه المتفجرات، ووصف الذين يجهزونها بأنهم «بارعون»، كما يؤكد ان ثمة شبكة للتدريب على صنع المتفجرات وشخصا مسؤولا عن التدريب. ويرى مسؤولون ان الكثير من عمليات التفجير التي حدثت اعتمدت على وجود شخص محلي اقل التزاما بقضية الارهاب مقارنة بالقادة. وهذا الشخص المحلي لا يتمتع بخبرة اكثر من القدرة على توفير الادوات التي تستخدم في عمليات التفجير من بعد قبل وضع العبوة في المكان المطلوب وتوصيلها بجهاز تفجير. ويشارك في العملية آخرون مثل الذين يضعون العبوات الناسفة في الأماكن المطلوبة، وهؤلاء غالبا ما يكونون من العمال البسيطين الذين يفتقرون الى أي معرفة متخصصة او الكثير من الدوافع عندما يتعلق الامر بارتكاب اعمال ارهابية. ويقول الكابتن روبرت كوب، خبير إبطال مفعول العبوات الناسفة بسرية المدفعية التابعة للواء سترايكر، انه يشعر في بعض الحالات بأن هؤلاء يصنعون هذه المتفجرات بغرض المال والربح وانهم احيانا يدركون ان هذه العبوات لا تعمل بالفعالية المطلوبة ولكن لا يعدلونها. جدير بالذكر ان التقارير الحكومية الخاصة التي ظلت تصدر خلال الشهور السابقة اشارت الى هذا النوع من المتفجرات كمهدد رئيسي للقوات العسكرية الغربية والقوافل المدنية. وقال ضابط كبير ان نسبة تتراوح بين 40 و50 في المائة من جملة 778 هجمة وقعت في منطقة الموصل منذ يناير (كانون الثاني) الماضي نفذت بهذا النوع من المتفجرات. ورغم ان هناك عددا كبيرا من الهجمات بقذائف الهاون، إلا ان هذا النوع من السلاح معروف بعدم دقته بصورة عامة وأقل خطورة من العبوات الناسفة التي يجري تفجيرها عن طريق التحكم من بعد لدى مرور الهدف المقصود. وتحتوي العبوة الناسفة على كبسولة تفجير يجري تفجيرها بواسطة تيار كهربائي عن طريق ادوات بسيطة من اجهزة الهاتف اللاسلكي او دمية تعمل عن طريق التحكم من بعد. وربما تستخدم الكبسولة في تفجير مواد ناسفة توضع في مقدمة قذيفة هاون، وعندما تنفجر هذه القذيفة تفجر بدورها مواد ناسفة اخرى بالقرب منها. ويقول خبراء المتفجرات ان العبوات الناسفة التي استخدمت في السابق كانت توصل في الغالب بأسلاك منزل قريب، مما يسهل من عملية تعقب منفذي التفجير، إلا ان العبوات الناسفة التي يجري تفجيرها عن طريق التحكم من بعد اصبحت واسعة الاستخدام فيما بعد. ويقول جنود اميركيون ان عملية إخفاء العبوات اصبحت اكثر تقدما ايضا، اذ اصبحت في الفترة الاخيرة تبدو وكأنها جزء من الارصفة الجانبية للشوارع. والمواد المتفجرة نفسها مرت بعمليات تطوير، اذ حاول مهاجمون خلال الاسابيع القليلة الماضية تفجير عبوات باستخدام نوع من المواد الشديدة الاشتعال مصنعة محليا من خلطة تتكون من الجازولين ومادة منظفة. الاميركيون يستخدمون من جانبهم التشويش الإلكتروني لإبطال مفعول بعض العبوات الناسفة، إلا ان هذه الوسائل عادة ما تكون سرية ولا تجري مناقشتها بصورة مفتوحة مع الجنود.و يشار الى ان المركبات العسكرية الاميركية مزودة بأجهزة بشاشات ونظام اشعة يمكن ان يساعد في معرفة ما اذا كانت هناك اجسام مثيرة للشكوك. ويقول الجنرال كارتر هام، قائد القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولاياتالمتحدة في شمال العراق، ان المعركة مهما اصبحت متقدمة تقنيا، فإن العيون والاذان تظل بمثابة خط الدفاع الاول ضد القنابل. \r\n \r\n *خدمة «نيويورك تايمز»