"شحاتة" يشارك في الاجتماعِ التنسيقي للمجموعة العربية بمؤتمر العملِ الدولي    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    نقيب الأطباء البيطريين يشارك في احتفالية اليوم العالمي لسلامة الغذاء    عشرات الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدفاع بتل أبيب    تصريح صادم لمدرب ليفربول الجديد بشأن محمد صلاح    بالاسم ورقم الجلوس، رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بقنا    متى إجازة عيد الأضحى 2024 للقطاع الخاص والحكومي والبنوك في السعودية؟    تسلل لغرفته وطعنه بسكين.. "جنايات السويس" تقضى بإعدام قاتل صديقه    الحبيب علي الجفري: الدولة التي تدعي أستاذية العالم والقانون بكل غطرسة تهدد أعلى محكمة    إصابة أمير المصري أثناء تصوير عمل فني    بحضور أخت رشدي أباظة.. مهرجان جمعية الفيلم يحتفل بمئوية ميلاد سامية جمال    بشرى وضيوف مهرجان روتردام للفيلم العربي يزورون باخرة اللاجئين    قبل ذبح الأضحية.. أهم 6 أحكام يجب أن تعرفها يوضحها الأزهر للفتوى (صور)    السعودية تصدر "دليل التوعية السيبرانية" لرفع مستوى الوعي بالأمن الإلكتروني لضيوف الرحمن    بعد نهاية الدوريات الخمس الكبرى.. كين يبتعد بالحذاء الذهبي.. وصلاح في مركز متأخر    رئيس الوزراء يستعرض ملفات عمل وأنشطة المجلس القومي للمرأة    مجلس الحرب يشير على طاقم المفاوضات بعدم كشف العرض الإسرائيلي خشية تسريبه    فعاليات متنوعة للأطفال بالمكتبة المتنقلة ضمن أنشطة قصور الثقافة ببشاير الخير    فيلم "بنقدر ظروفك" يحتل المركز الرابع في شباك التذاكر    متحدث الحكومة: رئيس الوزراء استعرض جهود وزارة التعليم لسد عجز المعلمين    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية الفرجاني في مركز بني مزار غدا    إف چي هيرميس توقع اتفاقية شراكة مع بنك مصر لتوفير خاصية تغذية حسابات العملاء    كرة سلة - الكشف عن عدد الحضور الجماهيري لنهائي دوري السوبر بين الاتحاد والأهلي    لمواليد برج السرطان.. توقعات الأبراج في شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    أخبار الأهلي : من هو اللاعب السعودي خالد مسعد الذي سيُشارك الأهلي في مباراة اعتزاله؟    ما جزاء من يقابل الإحسان بالإساءة؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس الوزراء يتابع تنفيذ المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية    طريقة عمل دجاج كنتاكي المقرمشة، أحلى من المطاعم    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    ذا هيل: تحالف كوريا الشمالية وروسيا قد يلحق ضررا ببايدن في الانتخابات الرئاسية    تكبيرات عيد الأضحى مكتوبة.. «الإفتاء» توضح الصيغة الشرعية الصحيحة    تعرف على محظورات الحج وكفارتها كما حددها النبي (فيديو)    مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة    اليونيسف: تعطل توزيع المكملات الغذائية بغزة يهدد حياة أكثر من 3 آلاف طفل    رئيس الشعبة بالغرف التجارية: مبيعات الأدوية تتجاوز 65 مليار جنيه خلال 5 أشهر من 2024    علاء نبيل يعدد مزايا مشروع تطوير مدربي المنتخبات    البنك التجاري الدولي يتقدم بمستندات زيادة رأسماله ل30.431 مليار جنيه    إصابة سائق إثر حادث انقلاب سيارته فى حلوان    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    توني كروس يصل ل300 انتصار مع الريال بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    حفر 30 بئرًا جوفية وتنفيذ سدَّين لحصاد الأمطار.. تفاصيل لقاء وزير الري سفيرَ تنزانيا بالقاهرة    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية.. والطالبات يكتسحن القائمة (أسماء)    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تتغاضى الحكومات عن تهافت معلوماتها؟، شيراك يتنبأ بعداء شامل للغرب يفجره غز
نشر في التغيير يوم 18 - 07 - 2004


\r\n
وكانت بعثة «الانموفيك» التي خلفتها في تلك الايام تشتري صوراً من الاقمار الاصطناعية التجارية لكثير من المواقع العراقية. وقد تميزت تلك الصور بجودة عالية ووفرت معلومات حديثة فقامت بعثة التفتيش بمقارنتها بالمعلومات القديمة المتوافرة لديها عن تلك المواقع والمحفوظة في قاعدة المعلومات الخاصة بها. وكانت الطائرات تحلق على ارتفاعات اكثر انخفاضا من الاقمار الاصطناعية فضلا عن تمتعها بامكانيات لا تتوفر لتلك الاقمار.
\r\n
\r\n
ويرى بليكس ان وجود طائرة «يو 2» الاميركية، والطائرة الفرنسية الالمانية بلا طيار، كفيل ايضا بأن يشكل دليلاً سياسياً واضحا على الدعم الذي تلقاه عمليات التفتيش من القوى الكبرى، ولم يدرج اطلاق رحلات هذه الطائرات في قرار مجلس الأمن الدولي بطريقة واضحة، وقد قام بليكس والبرادعي باخطار العراقيين بالاجراءات التي يريدان اتباعها في هذا الشأن، بعد ان استوثقا من ان الولايات المتحدة تنوي السماح بتحليق طائرات «يو 2» لصالح عمليات التفتيش، وان فرنسا وروسيا ايضا سوف تقدمان طائراتهما الخاصة.
\r\n
\r\n
ضجة بلا طائل
\r\n
\r\n
يقول بليكس ان العراقيين لم يرفضوا خططهم ولم يقدموا شروطا مسبقة واضحة بافتراض وعيهم ان قبولهم للقرار يجب الا يكون مشروطاً، ولكنهم بدلا من ذلك اعترضوا على استمرار الهجمات الاميركية البريطانية في منطقة حظر الطيران لانها تثير مشكلات لهم، ورددوا ان على وحدات دفاعهم الجوي العمل ضد هذا العدوان اليومي الذي لم تفرضه عقوبات مجلس الأمن.
\r\n
\r\n
ويشير بليكس الى انه كان عليه ضمان حماية طائراتهم عن طريق المطالبة بوقف غارات طائرات التحالف في منطقة حظر الطيران اثناء تحليق طائرات «الانموفيك»، كذلك رأى بليكس ان العراقيين في حاجة الى مساعدة البعثة للحصول على رادار مدني حديث في البصرة والموصل.
\r\n
\r\n
وقد رأى الاميركيون ان اسقاط العراقيين لاحدى طائرات «يو 2» العاملة في خدمة «الانموفيك» سوف يعتبر من دون شك مؤشراً واضحاً على الاستخفاف بقرار المجلس. ومن جانب آخر قد يفهم العراقيون اسقاطهم لطائرة التجسس الاميركية «يو 2» على انه انتصار لهم يعرضونه في مواجهة الاذلال الناشيء عن فرض منطقة حظر الطيران عليهم، وكلا الاحتمالين قد يطلق شرارة الحرب.
\r\n
\r\n
ويقول بليكس من المؤكد ان العراقيين كانوا يريدون تجنب حدوث ذلك، غير انه يضيف انهم ربما كانوا يمارسون لعبة عض الاصابع مع «الانموفيك» للحصول على شيء من وراء طلب البعثة على الرغم من ضعف الاوراق التي بأيديهم، ولكن ماذا عن مخاطرة وقوع «حوادث» بسبب حماس اطقم الدفاع الجوي العراقي؟
\r\n
\r\n
يجيب بليكس عن هذا السؤال بقوله انه كان لديه انطباع بان اميركا ربما تكون قد ارسلت طائرات «يو 2» من اجل بعثة التفتيش حتى بدون اي تأكيد عراقي بضمان سلامتها، وعلى الرغم من ذلك ارادت البعثة تخفيض مخاطر الهجمات الى حدها الاقصى.
\r\n
\r\n
ولذلك احتدم النقاش مع العراقيين حول هذا الموضوع، وكان واضحا لهانز بليكس ان الموقف العراقي من هذه المسألة يرتبط بمقاومة العراق لفرض مناطق حظر الطيران عليه، وقد اراد النظام استغلال مسألة طائرات «يو 2» لتفعيل مسألة حظر الطيران، ولم يجد ذلك لان مسألة طائرات الاستطلاع تم البت فيها بقرار مجلس الأمن.
\r\n
\r\n
ويشير مؤلف الكتاب الى انه بدأ يلاحظ ان المعارضة بدأت تضعف نسبيا عندما تحدث عن نية البعثة استخدام طائرات استطلاع فرنسية وروسية بالاضافة الى الاميركية وبدا ان الشعور بالمهانة اخذ يخف مع استخدام طائرات من دول اقل عداء للعراق.
\r\n
\r\n
ولم يوجد حل لمشكلة طائرات الاستطلاع حتى فبراير 2003، ولم يحدث تعليق لمناطق حظر الطيران، ولم يحصل العراق على اي رادارات للبصرة والموصل، وكان على بعثة «الانموفيك» اتباع الاجراءات نفسها التي اتبعتها بعثة «الانسكوم» من قبل فقد كانت هناك فترات لتحليق عدد من طائرات «يو 2» الاميركية على ارتفاعات عالية، وفترة لطائرات ميراج فرنسية واحدة للتحليق على ارتفاع منخفض، وجاءت طائرة روسية من طراز «إيه. إن» في وقت متأخر جدا لكي تحلق على الارتفاع الاكثر انخفاضا كما سمح لها بالقيام بعملية الاستطلاع الليلي، ولكن تأخر وصول الطائرة حال دون تشغيلها.
\r\n
\r\n
وقد طلب الروس في البداية دفع مقابل لخدمة طائرتهم فرفضت بعثة التفتيش نظرا لان الطائرات الاخرى قدمت بلا مقابل، ويقول هانز بليكس «إن رفضنا لم يكن بسبب صعوبات مالية فقد كانت اموال النفط العراقي تسدد الفواتير، ولكننا حاولنا دائما تخفيض النفقات» وبعد مناقشات وتدخل سياسي على اعلى مستوى في موسكو قال السفير لافروف لهانز بليكس ان الحكومة الروسية وعدت بتشغيل الطائرة بلا مقابل. وعند ذلك نشأت مشكلة مكان حفظ الطائرة.
\r\n
\r\n
ويشير الكتاب في هذا الصدد الى ان الكويت رفضت إيواء الطائرة، وقد اعتقد بليكس ان ذلك يعود الى عملية الحشد العسكري الاميركي الضخم على اراضيها، وتم حل المشكلة عندما عبر السوريون عن استعدادهم لاستضافة الطائرة الروسية، ولكن مرور الوقت أخر استخدامها.
\r\n
\r\n
لقاء مع شيراك
\r\n
\r\n
يحكي هانز بليكس قصة زيارته هو والدكتور محمد البرادعي للعاصمة الفرنسية ولقائهما بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه صباح 17 يناير ، وقد اصبح شيراك معروفا بأنه معارض رئيسي لاستخدام القوة المسلحة ضد العراق، في ذلك الوقت.
\r\n
\r\n
ويذكر المؤلف انه خرج من المقابلة بانطباع مؤداه انه سياسي محترف، نشط، غارق في بلاغة المبدأ وفي التعاملات اليومية في عالم السياسة الفرنسية الاقل ارتباطا بالمباديء ويقول بليكس انه خرج وهو يشعر بأن موقف شيراك لم يكن محكوماً لا بالرغبة في الظهور كرمز للسلام، ولا بالاستجابة لرأى غالبية ناخبيه، ولكن بدا ان تفكيره يهمين عليه الاقتناع بأن العراق لم يشكل خطرا يبرر التدخل العسكري.
\r\n
\r\n
وفي حديثه قال بليكس للرئيس الفرنسي ان عدداً من ادارات المخابرات، بما فيها المخابرات الفرنسية، مقتنعة بأن اسلحة الدمار الشامل لا تزال باقية في العراق، ولكن المفتشين لم يجدوا دليلا على ذلك، ومن الممكن ان تكون المعامل المتنقلة والتسهيلات تحت الارض، موجودة ولكنها تحتاج الى استكشاف، وقال شيراك ان فرنسا ليس لديها اي «دليل جدي» على ان العراق يحتفظ بأسلحة محظورة. ومع ذلك يشير هانز بليكس الى انه منذ ان التقى اشخاصا من المخابرات الفرنسية واستمع اليهم، سجل لديه ان شيراك لا يشاركهم النتائج التي توصلوا اليها بالنسبة للعراق.
\r\n
\r\n
وقال الرئيس الفرنسي ان اجهزة المخابرات تسمم افكار بعضها البعض، وانه هو شخصيا لا يعتقد ان لدى العراق اية اسلحة دمار شامل، وفي رأيه ان عمليات التفتيش، حتى عام 1998، كشفت عن الكثير، وانها قامت في الواقع بتجريد العراق من السلاح، مما يبرهن على ان تلك العمليات وسيلة فعالة. واضاف شيراك ان الحرب آنذاك هي أسوأ الحلول وانها سوف تفجر مشاعر العداء للغرب في العالم الاسلامي، وفرنسا غير مستعدة لجرها الى الحرب، كما ان مجلس الأمن الدولي هو وحده المختص بقرار استخدام القوة المسلحة.
\r\n
\r\n
وقال محمد البرادعي ان وجود المفتشين شكل رادعاً ضد استئناف العراق لأي برامج تسلح، وان مؤسسة التفتيش الدولي معرضه للخطر اذا نحى المفتشون في العراق، ولم يعطوا الوقت الكافي لتحقيق النجاح، وقد لا يكون هناك افتراض ببراءة العراق، ولكن المطلوب الآن هو الجزرة لا العصا. واضاف البرادعي ان العراق يحتاج الى ان يكون اكثر ايجابية وان يبدي تعاوناً كاملاً وفعالاً، وقد يكون ذلك دواء مراً عليه ان يبتلعه.
\r\n
\r\n
ولكنه ضروري، وابدى البرادعي قلقه من وصف العراق للمفتشين بأنهم «جواسيس» ورفضه السماح باجراء مقابلات خاصة، فضلا عن انه لم يسن قانونا وطنيا يحظر انتاج الاسلحة المحظورة. وقبل ان يتوجه الثلاثة لمقابلة الصحافيين قال شيراك ان صدام حسين «رهين محبس ذهني» ولا يجرؤ احد من خاصته ان يخبره بالحقيقة، وكان محتما ان الحرب ستؤدي الى الاطاحة به، ولذلك فإنه يحتاج الى ايماءة منه تتسم ببعض الايجابية، وقد يكون ذلك امراً سيئاً ولكنه أقل سوءا بكثير من الحرب.
\r\n
\r\n
\r\n
كوكا كولا في الاليزيه
\r\n
\r\n
\r\n
من الطريف ان هانز بليكس يذكر في كتابه انه بينما كان في طريقه الى المؤتمر الصحافي مع الرئيس الفرنسي شيراك والدكتور محمد البرادعي في قصر الاليزيه، لاحظ وجود عمود قصير مؤقت في احدى القاعات وعلى جانب منه إعلان عن الكوكاكولا .. ويتساءل متعجبا: ايحدث ذلك في «الاليزيه .. قصرالرئاسة»!! ويقول: لم استطع مقاومة سؤال الرئيس الفرنسي عما اذا كان ذلك جزءا من الفن الشعبي الفرنسي الحديث، ويصف بليكس الموقف بأن شيراك بدا مرتاحا لاختراق ذلك الرمز الاميركي وشرح لهما ان هذا الاعلان له علاقة بمعرض للاطفال.
\r\n
\r\n
وبعد زيارة باريس توجه هانز بليكس الى بريطانيا للالتقاء مع توني بلير، وعندما وصل الى مطار هيثرو كان في انتظاره بعض رجال المخابرات البريطانية الذين توجهوا به عبر ممرات سريعة الى احدى السيارات التي انطلقت بهم الى تشيكرز، المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني، وهناك كرر بليكس ما قاله في باريس، وهو ان هناك حاجة لمزيد من التعاون العراقي الفعال، وان بيان 8 ديسمبر الضخم لم يشتمل على معلومات تقدم حلا لأية مسألة من مسائل نزع السلاح. ولم يكن ممكنا حتى ذلك الوقت اجراء مقابلات بدون ان يشعر الذين تجرى معهم بأنهم في خطر.
\r\n
\r\n
\r\n
واضاف هانز بليكس ان المفتشين وجدوا محركات صواريخ محظورة مستوردة، كما عثروا مؤخرا على احدى عشرة رأساً حربية فارغة للاسلحة الكيميائية، وعلى وثائق نووية مخبأة في بيت خاص، واشار الى ان هناك حقائق يجب عليهم فحصها بدقة، وانه لا يريد ان يجعل منها مشكلة قبل اجراء الفحص اللازم.
\r\n
\r\n
محاربة «الشر»
\r\n
\r\n
لم يتطرق بليكس وبلير الى التفاصيل فيما عدا ان رئيس الوزراء البريطاني قال انه يظن ان اجراء المقابلات الخاصة مع العراقيين مهم، ويعقب بليكس على ذلك بقوله انه تساءل بينه وبين نفسه عما اذا كان تفكير بلير ذاك نابعا عن فكر أصيل يرى أن المقابلات وسيلة مهمة وواقعية للحصول على المعلومات، ام ان بلير والاميركيين يعتقدون انها مجرد حالة قد تؤدي الى وقوع النظام العراقي في الخطأ والتورط في انتهاك قرار مجلس الأمن مما يعتبر «انتهاكا ماديا».
\r\n
\r\n
واشار بلير الى اهتمامه بتحديد «حدود زمنية قصيرة» وكان يرى ان الضغط العسكري ضروري لاجبار العراق على التعاون، ولكن الولايات المتحدة لا تستطيع ابقاء القوات في حالة سكون في المنطقة لمدة شهور، ومن ثم لا يمكن احتمال فترة ممانعة عراقية، واضاف بلير قوله: اية رسالة قد يبعثها هذا الموقف الى بلد مثل كوريا الشمالية، اذا تراجع العالم عن قراره الصادر عن مجلسي الامن الدولي.
\r\n
\r\n
وبعد شهور من امتناع العراق عن التعاون الكامل مع المفتشين؟ واذا استمر غياب «تعاون شريف» فلابد من اتخاذ قرارات جادة في بداية شهر مارس، عندئذ شعر هانز بليكس بالحيرة فهو يذكر في كتابه انه لم يكن متأكداً مما اذا كان حديث بلير يعكس موقفا اميركيا بريطانيا، ام ان رئيس الوزراء البريطاني يرى ان اهتمام بليكس بهذا الرأي قد يدفعه الى تقديم صورة تنذر بالشر الى نظرائه العراقيين بعد عدة ايام من لقائه مع بلير بحيث تحركهم نحو مزيد من التعاون الفعال.
\r\n
\r\n
ويعرب بليكس عن دهشته الشديدة من اشارة بلير الى ان مايهيمن على تفكيره هو «الطبيعة الشريرة لنظام بغداد»، ويقول بليكس ان بلير وبوش بحكم تدينهما كانا يشعران بأنهما يحاربان «الشر» مما دعم موقفهما السياسي، ولكن مما يدعو الى الدهشة، انهما لم يعودا يركزان على حجة الارهاب التي كانا يستغلانها بكثرة، وذلك بعد ان اتضح عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق بعد احتلاله.
\r\n
\r\n
انهيار شامل
\r\n
\r\n
في موقع آخر من الكتاب يقول هانز بليكس في معرض حديثه عن كولن باول وزير الخارجية الاميركية، انه ظل يصارع ال «سي. آي. ايه» عدة ايام حول المادة التي يتضمنها خطابه في مجلس الامن الدولي، وانه رفض قدرا كبيرا منها باعتبارها ليست مقنعة بدرجة كافية، ولابد ان ما تبقى من تلك المادة هو افضل ما استطاعوا اعداده. وكان بليكس يشير الى العرض الذي قدمه باول في المجلس وادعى فيه ان الصور المعروضة على احدى الشاشات لمعامل جرثومية متحركة على عربات، وسرعان ما تهاوى ذلك الادعاء غير الصحيح.
\r\n
\r\n
ويقول بليكس ان الروس كتبوا تحليلا يفيد ان المعلومات الاميركية لا تتفق مع الصورة التي لديهم نتيجة سنوات من جهود التفتيش التابع للامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة النووية، في العراق، وذكر الروس ان المعلومات التي قدمها، باول تحتاج الى دراسة مفصلة من جانب «الانموفيك» في البداية ثم من الوكالة الدولية للطاقة النووية، وقام الروس ايضا بفحص مستفيض عن مدى صحة عدد من الحالات من بينها الادعاء بأن لدى العراق تسهيلات متنقلة لانتاج اسلحة بيولوجية، وقد علم الروس بحكم خبرتهم مدى الصعبوات التي تواجه مثل هذه الوحدات المتحركة.
\r\n
\r\n
ويشير بليكس الى انه علم بعد الحرب بالاستيلاء على بعض الشاحنات التي اعلن في البداية انها من بين تلك الوحدات، ولكن ذلك الادعاء انهار واتفق معظم الخبراء على ان تلك الشاحنات مخصصة لانتاج الهيدروجين اللازم لبالونات اختبارات الطقس، وهو ما كان يقوله العراقيون.
\r\n
\r\n
ويقول بليكس: لقد فحصنا معظم المواقع التي وصفها باول واخذنا عينات منها لتحليلها في محاولة لاكتشاف آثار العناصر الكيميائية او البيولوجية اذا وجدت، كذلك قمنا بفحص السجلات واجراء مقابلات مع الناس في هذه المواقع، ولم نجد في اي منها اي دليل مقنع على وجود اي نشاط محظور، وقد ربط محللو الصور الاميركيون بين عربات تطهير للتلوث وبين الاسلحة الكيميائية المزعومة، وتبين انها عربات نقل للمياه وأنها موجودة في الموقع نفسه قبل وصول المفتشين بأيام كثيرة.
\r\n
\r\n
وبليكس يشير هنا الى ما ادعته الولايات المتحدة بشأن هذه العربات اذ قالت ان العراقيين كانوا ينقلون الاسلحة الكيميائية قبل وصول مفتشي الامم المتحدة مباشرة.
\r\n
\r\n
ويشير الكتاب الى ان قافلة من الشاحنات، بالقرب من منشأة يزعمون ان لها علاقة بالاسلحة الكيميائية، كانت مرتبطة بعملية نقل موسمية لتوزيع اللقاحات التي كان المفتشون يعلمون ان كميات كبيرة منها مخزنة في ذلك الموقع لاستخدامها في جميع انحاء العراق. ولم تكن لهذا الموقع اية صلة في الماضي بإنتاج العناصر اللازمة للاسلحة البيولوجية، ولكنه كان يرتبط بتخزين الحبوب، وقد اثبتت عمليات التفتيش عدم وجود المعدات الاساسية التي لا غنى عنها في انتاج العناصر البيولوجية.
\r\n
\r\n
وقد اظهرت احدى الصور مصنعاً للصواريخ الباليستية حيث كانت خمس شاحنات ضخمة تقوم بنقل صواريخ قبل يومين من بدء عمليات التفتيش وكانت بعثة «الانموفيك» قد زارت هذا الموقع اربع مرات منذ شهر نوفمبر 2002. وكان مكانا لتجميع صواريخ «الصمود» العراقية، وكان النشاط الذي اشارت اليه الولايات المتحدة متوافقا مع ما اعلنه العراق.
\r\n
\r\n
وانتهت «الانموفيك» في اواخر فبراير الى ان صواريخ «الصمود 2» تجاوزت المدى الذي حدده مجلس الأمن الدولي وأمر بتدميرها، ويقول بليكس انه لم يكن قد فرض الحظر على تلك الصواريخ في الوقت الذي كانت الشاحنات تقوم بنقلها والذي شاهدتها فيه الاقمار الاصنطاعية.
\r\n
\r\n
ولم يتضمن عرض باول في مجلس الأمن الادعاء الذي ردده بوش في الكونغرس قبل ايام قليلة والذي يذكر ان العراق سعى الى شراء اليورانيوم من افريقيا، ومعروف ان ذلك الادعاء استند على وثيقة مزورة، ويؤكد بليكس ان المفتشين لم يجدوا اي نشاط محظور في العدد الكبير من المواقع التي اخبرتهم بها الولايات المتحدة وعدة دول اخرى وكانت تلك المواقع تمثل افضل ما استطاعت ادارات المخابرات المختلفة تقديمه للمفتشين. ويقول بليكس انه اصيب بصدمة .
\r\n
\r\n
وأخذ يتساءل اذا كان ذلك هو افضل شيء فما هو اذن الأسوأ؟ وهل يمكن ان يكون التأكد من وجود اسلحة دمار شامل بنسبة 100% بينما العلم بمواقعها بنسبة صفر في المئة؟! وهل يمكن لإنسان ان يتأكد من ان الحكومات قد تفحص معلومات مخابراتها بأعين ناقدة قبل ان تقوم بعمل عسكري ضد بعض الاهداف؟
\r\n
\r\n
مسلسل الأخطاء
\r\n
\r\n
يجيب بليكس عن تساؤلاته تلك بسرد بعض امثلة الاخطاء المزعجة التي سبق ان وقعت نتيجة فشل مخابرات الدول مثل قيام الولايات المتحدة بقصف السفارة الصينية في بلغراد في مايو 1999، واطلاق اميركا صاروخاً من طراز كروز في اغسطس 1998 على احد المصانع الكيميائية في الخرطوم عندما اخطأت الولايات المتحدة بربطه بتنظيم القاعدة.
\r\n
\r\n
وينتهي بليكس الى انه عندما تتعلق قرارات الدول بالحرب والسلام، فمن المتوقع ان تكون لدى حكومات اقوى الدول وأفضلها استعدادا آليات واجراءات لضمان اجادة مراقبة المعلومات التي يعدها الخبراء لها. ويتوقع الناس ان تقوم تلك الحكومات نفسها على الاقل بفحص المعلومات بعقول ناقدة وبقدر من الحصافة والتعقل.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.