\r\n وكانت النتيجة هي أن الحرب على الإرهاب وجهت منذ البداية ضد دولة مثل أفغانستان، لأنها كانت تأوي إرهابيين، وذلك بدلا من أن تتوجه نحو مطاردة وتعقب هؤلاء الإرهابيين أنفسهم. \r\n \r\n علينا أن نتخيل لدقيقة واحدة أننا قد تعاملنا مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر،على أنها تمثل جريمة ضد الإنسانية. لو أننا فعلنا ذلك، لكان يمكن أن نركز جهودنا على الإيقاع بأسامة بن لادن في أفغانستان(وأن نحقق النجاح المأمول في ذلك)، وذلك بدلا من أن نقوم بغزو العراق، ونجعل قواتنا المسلحة تقوم- كما هو حاصل الآن- بعمليات هي في الأساس من صميم مهام الشرطة، مما يؤدي إلى تعريض جنودها للقتل يوميا نتيجة لعدم ملاءمة هؤلاء الجنود لتلك للمهمة. \r\n \r\n إن الولاياتالمتحدة ، كانت ضحية لعملية بشعة في الحادي عشر من سبتمبر. وهذه العملية البشعة هي التي جعلت العالم بأسره يقف معنا كي يعبر لنا عن مواساته الفورية وتعاطفه الصادق. ومنذ ذلك الحين- وإن كنا نحن الأميركيين نكره أن نعترف بذلك- فإن الحرب على الإرهاب تسببت في سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء، الذين يفوق عددهم عدد من فقدناهم في الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي والبنتاجون. والحقيقة أن الأميركيين نادرا ما يقومون بعقد تلك المقارنة، وكأن حياتهم لها قيمة تختلف عن قيمة غيرهم من الأجانب. \r\n \r\n إن الاحتمال الأكبر هو أن تؤدي الحرب على الإرهاب التي تشنها إدارة بوش حاليا إلى خلق حالة من الحرب المستمرة، وذلك بدلا من أن تؤدي إلى القضاء على الإرهاب كما هو مأمول. إن الإدارة الأميركية تنسى- أو ربما تتناسى- أن الإرهابيين هم أعداء غير مرئيين.. وبالتالي فإنهم لن يختفوا. إن مسؤولية الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بصياغة شكل العالم، تفوق بالتأكيد مسؤولية أي دولة أخرى. وهذه الحقيقة تفرض على الولاياتالمتحدة نمطا مختلفا وفريدا من المسؤولية، ألا وهو مسؤوليتها عن تقدم العالم وازدهاره. \r\n \r\n إن الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تتقدم الصفوف من أجل معالجة المشكلات العالمية، وخصوصا تلك التي تتطلب عملا جماعيا من أجل حفظ السلام، وضمان التقدم الاقتصادي، وحماية البيئة وغير ذلك. ومحاربة الإرهاب والتحكم في أسلحة الدمار الشامل يندرج أيضا في تلك الخانة. \r\n \r\n وعندما نقوم باستخدام الحرب ضد الإرهاب كعذر أو حجة لتأكيد هيمنتا وتفوقنا العسكري، فإن ذلك يعني أننا سندخل بأقدامنا في فخ تلك الدائرة الشريرة من العنف، والعنف المتبادل. ولكننا إذا ما قمنا، بدلا من ذلك، بتقديم نموذج للسلوك التعاوني، فإن ذلك يعني أنه سيكون بإمكاننا التخفيف من حدة الحرب، وتقليص البؤس والظلم، والحصول على المزيد من الدعم من أجل الدفاع عن أنفسنا ضد الإرهاب.. مما يجعلنا بالتالي من أكثر المستفيدين. \r\n \r\n \r\n جورج سورس \r\n \r\n رئيس مجلس إدارة صندوق سورس، ومؤسس الشبكة العالمية للمؤسسات المتخصصة في دعم المجتمعات المفتوحة \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\"