قال مسئول عسكري إسرائيلي اليوم السبت أن إسرائيل تريد القيام بعملية انسحاب أحادي الجانب وتفكر في إنهاء الحملة العسكرية من جانب واحد على قاعدة «الهدوء مقابل الهدوء» خاصة بعدما أعلنت انتهاء عملية تدمير أنفاق غزة ، وأنه لذلك قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي عدم إجراء مفاوضات تسوية أمام حماس من خلال الوسطاء المصريين ، ووصف محلل إسرائيلي هذا الانسحاب الأحادي الجانب بأنه "مناورة للضغط على حماس للقبول بالمبادرة المصرية" . وجاءت هذه التطورات في أعقاب فشل التهدئة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة لمدة 72 ساعة والتطورات الأخيرة المتمثلة في أسر ضابط إسرائيلي برتبة ملازم جنوب قطاع غزة، وارتكاب قوات الاحتلال مجزرة لا تزال مستمرة شرق رفح ، فيما قال المسئول الإسرائيلي الرفيع للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن إسرائيل أبلغت مصر أنها لن ترسل وفداً إلى القاهرة لبحث مساعي وقف إطلاق النار ، وأعلنت حماس بدورها صعوبة إرسال وفد التفاوض لمصر بسبب الأوضاع الأمنية علي الحدود . وقال المسئول الإسرائيلي أن إنكار حماس لعملية أسر الجندي الإسرائيلي إهدار غولدن "خطوة ذكية تريد من خلال خداع إسرائيل" ، فيما ضابط إسرائيلي أخر اليوم السبت، إن الجيش على وشك الانتهاء من تدمير الأنفاق الهجومية، وهو ما علق عليه "داني أيلون" نائب وزير الخارجية الإسرائيلي بقوله : "أن تصريحات الجيش حول انتهاء العملية بغزة رسالة للمجتمع الدولي وإلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مفادها أن الجيش يرغب في وقف إطلاق النار ".. مناورة للضغط على حماس وقال المحلل السياسي الإسرائيلي "يؤاف فاردي" أن هذا الانسحاب الأحادي الجانب "مناورة للضغط على حماس للقبول بالمبادرة المصرية" ، وقال أن الجيش الإسرائيلي قرر تنفيذ انسحاب أحادي الجانب وإنهاء العملية البرية على قطاع غزة لأنه لا يملك خيار أخر، لكن إذا كانت هناك مبادرة معقولة سيقبل بها، لأن الانسحاب بالاعتماد على قوة الردع غير مجدي وغير كافي وأن مصلحة إسرائيل الخروج باتفاق تسوية . واتفق معه "ميكي روزنتل" عضو حزب العمل الذي قال: "أعتقد أن الحديث عن انسحاب أحادي الجانب عبارة عن مناورة سياسية من أجل خلق ضغط جديد على حركة حماس من أجل القبول بما عرض عليها سابقاً من أجل وقف إطلاق النار ويقصد (المبادرة المصرية)". وأوضح المحلل الإسرائيلي أن الجيش سينهي العملية البرية خلال يوم أو يومين وسيكون أمام الجيش الإسرائيلي ثلاث خيارات الأول : تسوية بناء على المبادرة المصرية أو توسيع العملية العسكرية أو انسحاب أحادي الجانب والاعتماد على قوة الردع والإشارة إلى حركة حماس بان إسرائيل ستواصل ضرباتها من الجو إذا واصلوا إطلاق الصواريخ كما حدث في تسويات إنهاء عمليات الرصاص المصبوب وعامود السحاب . وأشار المحلل أنه بعد خمسة ساعات من الاجتماع المتواصل لأعضاء المجلس الوزاري المصغر يوم أمس دون إعلان نتائج رسمية، أكد أنه لا يوجد قرار بتوسيع العملية العسكرية وعلى ما يبدو أن هناك قرار بتجميد مسار تحقيق اتفاق تسوية أمام حركة حماس من أجل المناورة وخلق شروط أفضل لصالح أمن إسرائيل . ونقلت صحيفة «هآرتس» عن موظف كبير قوله إن إسرائيل لا تعتزم إرسال وفد مفاوضات إلى القاهرة في الوقت الراهن، مضيفا : لا نعتقد أن ثمة جدوى من إجراء تسوية في الوقت الراهن، نحن ندرس تأسيس نهاية الحملة العسكرية فقط على الردع" . وأضاف: "لا حديث الآن عن وقف إطلاق النار. إسرائيل ستعمل بموجب مصالحها. سنعمل ضد الهجمات من غزة وننهي معالجة الأنفاق. وبعد الانتهاء من الأنفاق سنتخذ قرارات بشأن الخطوات القادمة، لكن الاتجاه الآن هو الاعتماد على الردع وعلى مبدأ الهدوء مقابل الهدوء. تخبط داخل الحكومة الإسرائيلية وكان المعلق الإسرائيلي يوسي فيرطر أشار في مقالة نشرها في صحيفة "هآرتس" يوم أمس إلى التخبط داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن العدوان على غزة، وقال: إن الحكومة ليس لديها أي فكرة إلى أين تتجه، هل تتقدم إلى داخل قطاع غزة أم تلتف ونعود إلى الوراء؟ وبأية شروط؟ وبأية طريقة؟" . وتابع أن «نتنياهو يتحرق لوقف القتال في الجنوب، ولكن الظروف السياسية لم تنضج بعد، ومن جهة أخرى، فهو يواجه انتقادات حادة علنية من وزراء في حزبه وفي حكومته بشأن إدارته للأمور، ويواصل رؤساء السلطات المحلية في مستوطنات الجنوب حثه على تعميق الدخول إلى قطاع غزة، في حين قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إنه حان الوقت لكي يقرر المستوى السياسي إلى أين يتجه الجيش في المعركة». كما يشير الكاتب إلى أن الحقيقة التي تقلق نتانياهو هي أن إنهاء القتال بشكل يعتبره الجمهور الإسرائيلي ضعفا وتنازلا وإرهاقا قد يكون ثمنه سلطته، حيث أن الاستطلاعات تشير إلى دعم شعبي لمواصلة الحرب. ويتابع أن نتانياهو قد يخرج من الحرب من غزة كمن لم يحقق المطلوب، لا أمنيا ولا سياسيا. من جهتها كتبت "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر اليوم، الجمعة، أنه في إطار "البحث عن مخرج" فإن الولاياتالمتحدة تطلب من الجيش الإسرائيلي الانسحاب من قطاع غزة كشرط للمباحثات بشأن وقف إطلاق النار، في حين أن نتانياهو يصر على إنهاء معالجة الأنفاق. كما أشارت الصحيفة إلى المواجهة التي وقعت بين نتانياهو وبين عدد من وزرائه. وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين تحدث يعالون عن "التقدم في الحملة العسكرية"، أطلق عدد من الوزراء ملاحظات ساخرة، بضمنها "عبثا يحاولون امتداح إنجازات هذه الحرب" و"أهداف الحرب يجب أن تكون تدمير حركة حماس". ولفتت الصحيفة إلى الخلافات التي لا تزال قائمة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن وقف إطلاق النار، حيث أعلن نتانياهو أن الجيش لن ينهي عملياته في قطاع غزة قبل تدمير الأنفاق الهجومية، في حين أعلن البيت الأبيض أن معالجة الأنفاق يجب أن تتم في إطار اتفاق يناقش بين الطرفين حول نزع أسلحة المقاومة في قطاع غزة، ولذلك يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار.