تحدت نساء غزة العدوان الصهيوني الذي هدم منازلهن ، وقمن بصناعة كعك العيد لأطفالهن لإدخال السرور عليهم رغم القصف والقتل اليومي ، وحرصن علي تزيين الكعك بعبارات النصر لفلسطين أو رسم عبارات تذكر العالم والمسلمين بمجازر الاحتلال في الشجاعية وغيرها ، فيما امتلأت المقابر منذ صباح العيد بأطفال الشهداء الذين ذهبوا للدعاء لهم بعد استشهادهم . وتفوح رائحة الكعك منذ فجر اليوم الإثنين، أول أيام عيد الفطر، في كافة أروقة المدرسة، حيث تجمعت عشرات النساء في طابور طويل، وتقاسمن الأدوار لصناعة حلوى العيد الشهيرة، بعدما أصبحت مدرسة "حمامة"، في حي الشيخ رضوان، جنوبي مدينة غزة، هي مأوى لعشرات آلاف الفلسطينيين الذين دمرت القذائف المدفعية الإسرائيلية منازلهم . لكن السيدة "عليوة"، وقريباتها وزميلاتها، قررن تحدى "إسرائيل" (كما قلن) وصناعة "كعك العيد في "مركز الإيواء" بعدما أفشلت الحرب العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 7 يوليو/ تموز الجاري، مخططات الفلسطينية عليوة، بعد أن أفقدتها منزلها . تقول عليوة بعد تنهيدة طويلة، "كنت أتمنى أن أحتفل بالعيد مع عائلتي، فدائماً ما نتجمع قبل يوم واحد لصناعة الكعك، لكن هذه المرة تجمعت مع النازحين في مدرسة الإيواء" ، وتضيف عليوة وهي تواصل صناعة الكعك، "رغم القتل والدمار والتشريد سنحتفل بالعيد، وسيفرح أولادنا بأجوائه الجميلة". وتقول نسرين شاهين (37 عاما) وهي تخبز قطع الكعك إنها تُحاول أن تُنسي نفسها ما حل بأسرتها التي هدم مأواها وشردت من حي الشجاعية الذي دمرت فيه مناطق واسعة بفعل الضربات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي . أما زينات أبو عَصْر (25 عاما)، التي حاولت رسم الابتسامة على وجهها خلال حديثها لمراسلة "الأناضول"، فتقول "أشعر بسعادة كبيرة هنا.. رغم النكبة التي حلت بهؤلاء النازحين إلا أن هناك تعاون كبير بينهم" ، وتضيف وقد زادت ابتسامتها اتساعاً:"أحاول أن أرفّه عن نفسي برفقة النساء.. أشعر أنني في بيتي.. وسأحتفل بالعيد، وأفرح" . وتدير لجان شعبية في غزة مراكز الإيواء، وتُحاول أن توفر للنازحين كل ما يحتاجونه من خدمات وطعام وملابس، وفق حاتم غيث وهو مدير لجنة شعبية تقع تحت مسؤوليتها أربعة مدارس نزحت إليها 290 عائلة . وقال غيث:"تمَّ فتح مركز الإيواء قبل أكثر من أسبوع، واستقبلنا نحو 2000 مواطناً (معظمهم نساء وأطفال) بواقع 290 عائلة نزحت من المناطق الحدودية"، مشيراً إلى أن الغالبية من هؤلاء النازحين هدمت بيوتهم بشكل كامل. وستقيم اللجنة الشعبية التي يديرها غيث، سلسلة فعاليات ترفيهية ستبدأ صباح أول أيام عيد الفطر، لإدخال البسمة الفرح على الأطفال النازحين. ويُصادف أول أيام عيد الفطر، اليوم الثاني والعشرين للحرب على غزة والتي أطلقت عليها إسرائيل عملية "الجرف الصامد"، استشهد فيها 1035 فلسطينياً، فيما أصيب 6233 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وتسببت الحرب أيضًا في تدمير 2330 وحدة سكنية، وتضرر 23160 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 2080 وحدة سكنية صارت غير صالحة للسكن، بحسب معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية. أطفال غزة ضحايا المقابر وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور اشرف القدرة أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تتضمن 236 طفلا و 93 سيدة و 47 مسنا ، وان عدد الجرحى بلغ 6233 جريحا منهم 1994 طفلا و1169 سيدة و257 مسناً . وأوضح ان الاحتلال ارتكب في عدوانه المستمر على قطاع غزة جرائم حرب ممنهجة بحق المدنيين العزل منها 53 مجزرة بحق عوائل فلسطينية أدت الى استشهاد 285 من أفرادها.